ذكاء اصطناعي

في مجرتنا وحدها: 10 مليار كوكب قابل للحياة التي لم نكتشفهم بعد

ملاذ المدني
ملاذ المدني

3 د

تشير دراسة إلى أن درب التبانة قد تحتوي على 10 مليارات كوكب صالح للحياة.

تركز الأبحاث على الأقزام البيضاء، المعروفة كنجوم ميتة، لكونها تصدر حرارة كافية.

نماذج المحاكاة توضح أن الأقزام البيضاء توفر مناخًا صالحًا للسكن.

مجرتنا تحتضن مليارات النجوم المماثلة، مما يزيد فرص العثور على حياة محتملة.

الآمال تزداد لكن اكتشاف الحياة يتطلب تقنيات متقدمة ومجهودات طويلة الأمد.

لطالما شغلت فكرة وجود حياة خارج الأرض خيال البشر، وطرحت أسئلة كبرى عن موقعنا في الكون وعن احتمال أن نكون وحيدين في هذا الفضاء الشاسع. ورغم عدم توفر دليل ملموس حتى اللحظة على وجود حياة خارج كوكبنا، تكشف أبحاث علمية حديثة أن جزءًا كبيرًا من الاحتمالات لم يُستكشف بعد، وأن العلماء ربما غفلوا عن عدد هائل من العوالم التي قد تتوافر فيها بيئة ملائمة للحياة.


تجدد الأمل: دراسة حديثة تكشف وجهاً جديداً لدرب التبانة

بحسب دراسة نشرت مطلع هذا العام في مجلة “ذا أستروفيزيكال جورنال”، فإن فئة من النجوم لطالما أهملتها البحوث الفلكية قد تحمل مفاتيح جديدة في رحلة البحث عن الحياة. الدراسة ركّزت على ما يعرف بـ"الأقزام البيضاء" أو "النجوم الميتة"، وهي نجوم استنفدت وقودها وتحولت إلى كرات ساخنة وصغيرة الحجم. عادة، يتركز بحث العلماء عن كواكب قابلة للحياة حول نجوم مشابهة لشمسنا تنشط في تفاعلات نووية وتبث الحرارة والضوء. لكن الباحثين أشاروا إلى أن الأقزام البيضاء لا تزال قادرة على إصدار قدر من الدفء، ما يجعلها مرشحة لاستضافة كواكب ذات ظروف مناسبة لنشوء الحياة.

هذه الفرضية العلمية الجديدة تعززها نماذج محاكاة بالحاسوب أجرتها عالمة الفيزياء الفلكية أوماوا شيلدز من جامعة كاليفورنيا في إيرفاين، حيث أوضحت بأن الكواكب الصخرية التي تدور حول الأقزام البيضاء ربما تتمتع بمساحات أكبر لـ"المناخ الصالح للسكنى" مما كان يُعتقد سابقًا. إذ يمكن للأقزام البيضاء أن تطلق كمية كافية من الحرارة لخلق بيئة معتدلة على سطح هذه العوالم. وإذا ربطنا ذلك بالسياق العام للأبحاث الفلكية، فإن التركيز التقليدي على نجوم نشطة مثل الشمس حرمنا لسنوات من اكتشاف ما تختزنه الأقزام البيضاء من احتمالات مدهشة.


درب التبانة: مخزون هائل من الفرص المفقودة

ووفق الخبراء الذين قادوا هذه الدراسة، فإن مجرتنا، درب التبانة، تحتضن أكثر من 10 مليارات نجم من فئة الأقزام البيضاء. ونظرًا لأن غالبية النجوم تمتلك أنظمة كوكبية، من المرجح أن كل قزم أبيض يرافقه عدة كواكب تدور حوله. وهذا يرفع بشكل هائل من عدد الكواكب الخارجية—أو كما يسميها العلماء "الكواكب السيّارة"—ذات الإمكانيات لاستضافة الماء وربما الكائنات الحية الدقيقة أو حتى أشكال متقدمة من الحياة.

ولأن الحديث عن الكواكب الصالحة للحياة عادة ما يثير الإعجاب والفضول، فإن الأرقام الجديدة توسّع دائرة الاحتمالات. فوجود المليارات من الكواكب القادرة على دعم الحياة في مجرة واحدة فقط يغير كليًا نظرتنا للكون وللمعادلة التي تحكم تطور الحياة خارجه. وهذا الربط بين بيانات الفلك والمفاهيم البيولوجية يُنعش حلم اكتشاف حياة خارجية، ويكشف حدود ما وصلنا إليه في فهمنا للكون.


رحلة البحث: تحديات وآمال

لكن رغم هذه المؤشرات المشجعة، يشير العلماء إلى أن الطريق أمام البحث عن حياة خارج الأرض لايزال طويلًا. فالتقنيات الحالية لكشف الكواكب الخارجية وتحليل أجوائها بحثًا عن بصمات حيوية—أي علامات على وجود حياة مثل الميثان أو الأكسجين—تتطلب مجهودًا هائلًا ووقتًا طويلًا. حجم المجرة وعدد النجوم الهائل يعني أن مشاريع الاستكشاف ستستغرق سنوات وربما عقودًا، مع توقع خيبات أمل بين حين وآخر، ولكن من يدري—ربما تحمل الخطوات المقبلة مفاجآت غير متوقعة.

تلعب هذه المعطيات الجديدة دورًا مهمًا في توجيه أنظار العلماء إلى أماكن غير تقليدية في الفضاء. فهذا التنوع في مصادر الضوء والحرارة في الفضاء الكوني يوسّع آفاق فهمنا لمفهوم المنطقة الصالحة للحياة وكيفية تكوّنها.

ذو صلة

خاتمة: الحياة.. سرٌ مفتوح في مجرتنا

إجمالًا، تسلط الدراسة الضوء على أهمية مراجعة مسلماتنا حول أماكن الحياة الممكنة. فبدل قصر النظر على كواكب تشبه الأرض حول نجوم شبيهة بالشمس، بات لزامًا على العلماء اليوم الانتباه للأقزام البيضاء كنوافذ محتملة لأسرار الحياة في الكون. ولعل الأيام القادمة تحمل في جعبتها إجابات، أو على الأقل، أسئلة جديدة تؤجج شغفنا الأبدي بملاحقة الحياة بين نجوم درب التبانة وكواكبها المليارية.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة