COMEUP Stars 2025 تختار 20 شركة ناشئة للتوسع عالمياً

هنا في أراجيك، نتابع برامج دعم الشركات الناشئة ليس من باب الأخبار فقط، بل لأننا نرى فيها مؤشراً مبكراً على اتجاهات الابتكار القادمة. إعلان Korea Startup Forum عن اختيار الدفعة النهائية من COMEUP Stars 2025 كان واحداً من تلك اللحظات التي تستحق التوقف عندها. ليس بسبب الأسماء فقط، بل بسبب التغيير الجذري في فلسفة البرنامج هذا العام.

خلال السنوات الماضية، كان COMEUP Stars مقسوماً إلى فئات حسب حجم الاستثمار. هذا العام، تم كسر هذه القاعدة بالكامل. التركيز لم يعد على “من جمع أكثر”، بل على “من يستطيع الخروج إلى العالم بشكل أفضل”. في رأينا، هذا التحول يعكس نضجاً حقيقياً في طريقة تفكير منظومة الشركات الناشئة الكورية.

برنامج COMEUP Stars هو الذراع الرئيسية لاكتشاف ودعم الشركات الناشئة ضمن مهرجان COMEUP العالمي. نسخة 2025 أعيد تصميمها بالكامل لتكون برنامجاً موجهاً للخارج، يركز على تمكين الشركات من دخول الأسواق العالمية فعلياً، لا نظرياً.

الأرقام وحدها تعكس حجم التنافس. 559 شركة تقدمت، وتم اختيار 20 فقط، بمعدل قبول بلغ 27.9 إلى 1، وهو الأعلى في تاريخ البرنامج. الشركات المختارة موزعة بالتساوي على أربع مناطق استراتيجية: الولايات المتحدة، اليابان، الصين، وأوروبا، خمس شركات لكل منطقة.

ما يميز هذه الدفعة ليس التنوع الجغرافي فقط، بل نموذج الدعم. كل مجموعة إقليمية ستعمل مع “بيت شريك” محلي، يوفر تسريعاً مخصصاً يشمل الإرشاد، ربط المستثمرين، ودعم المكاتب المحلية. أي أن الحديث هنا ليس عن ورش عمل عامة، بل عن دخول سوق حقيقي.

الشركات الخمس المتجهة إلى الولايات المتحدة تعمل في مجالات مثل الروبوتات، التجارة، proptech، ونمط الحياة. هذا التنوع مهم، لكن الأهم هو قدرتها على التكيف مع سوق سريع وقاسٍ مثل السوق الأميركي.

الدعم سيأتي عبر PEN Ventures، مع تركيز واضح على توطين المنتجات، تسريع الدخول للسوق، وبناء علاقات استثمارية. من تجربتنا في متابعة شركات حاولت دخول أميركا من قبل، نعلم أن الفشل غالباً لا يكون تقنياً، بل في فهم السوق وسلوك العملاء. وهنا، يبدو أن البرنامج يحاول سد هذه الفجوة.

الدفعة اليابانية تضم شركات تعمل في الذكاء الاصطناعي، البرمجيات، الترفيه، والخدمات الرقمية. اليابان سوق مغرٍ، لكنه معقد. المستهلك دقيق، والشراكات المحلية أساسية.

الدعم هنا سيكون عبر Shinhan Future’s Lab Japan، مع تركيز على تكييف المنتجات مع الذوق المحلي وبناء علاقات مع شركات ومستثمرين يابانيين. في رأينا، اختيار اليابان كمسار مستقل يعكس فهماً بأن الدخول إليها لا يشبه أي سوق آخر في آسيا.

الشركات المتجهة إلى الصين تعمل في مجالات مثل الجمال والموضة، ESG، والرعاية الصحية. كلها قطاعات واعدة، لكنها تتطلب فهماً عميقاً للسوق المحلي، والقوانين، وسلاسل التوريد.

التعاون مع E-Land China EIV سيوفر دعماً متخصصاً، لا يقتصر على الإرشاد، بل يشمل إدارة الملكية الفكرية، ربط المواهب، وتوفير مساحات عمل محلية. من وجهة نظرنا، هذا النوع من الدعم هو الفارق بين دخول رمزي، ودخول فعلي ومستدام إلى السوق الصينية.

الدفعة الأوروبية تضم شركات تعمل في الذكاء الاصطناعي، الصحة، والروبوتات. أوروبا ليست سوقاً واحداً، بل مجموعة أسواق، لكل منها خصوصيته التنظيمية والثقافية.

الدعم عبر Start2 Group يركز على الاحتكاك الميداني، بناء الشبكات المحلية، وفهم متطلبات السوق الأوروبية. هذا مهم خصوصاً للشركات القادمة من بيئة سريعة مثل كوريا، حيث تختلف وتيرة العمل ومتطلبات الامتثال.

الشركات المختارة ستبدأ برنامج التسريع فوراً، مع ورش تعريفية في 22 و23 من الشهر. الظهور الرسمي سيكون خلال COMEUP 2025، الذي سيقام من 10 إلى 12 ديسمبر في COEX بسيول، عبر عروض IR أمام مستثمرين عالميين، وجلسات تواصل مع بيوت الاستثمار والشركاء الإقليميين.

في العام التالي، ستشارك الشركات في رحلات عمل محلية داخل الأسواق المستهدفة، لعقد لقاءات مباشرة مع مستثمرين وشركات محلية. هذا الامتداد الزمني مهم، لأنه يحول البرنامج من حدث إلى مسار نمو فعلي.

تصريح رئيس Korea Startup Forum كان واضحاً. الهدف هو منح الشركات الكورية زخماً للنمو خارجياً، ورفع مكانة النظام الريادي الكوري عالمياً. في رأينا، COMEUP Stars 2025 لا يعكس فقط طموح الشركات المختارة، بل ثقة المنظومة نفسها بقدرتها على المنافسة عالمياً.

التحول من تصنيف حسب التمويل إلى تصنيف حسب الجاهزية العالمية خطوة ذكية. لأن العالم لا يسأل كم جمعت، بل ماذا تحل، وكيف ستنمو خارج حدودك. وهنا، يبدو أن COMEUP Stars 2025 بدأ يطرح الأسئلة الصحيحة.