الذكاء الاصطناعي يفتح الطريق لتسلسل جينومات كل الكائنات الحية على الأرض
3 د
يهدف "مشروع الجينوم الحيوي للأرض" لفك شيفرة 1.
85 مليون نوع خلال عقد.
يساهم الذكاء الاصطناعي في تسريع خطوات المشروع بشكل غير مسبوق.
طورت غوغل أدوات مثل DeepVariant لرفع دقة تحليل الجينوم.
تحليل جينوم طائر الكاكابو ساهم في إنقاذه من الانقراض.
مشروع EBP يمهد لعصر جديد في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
في سباق علمي غير مسبوق، يشرع مشروع عالمي ضخم في محاولة لفهم الحياة على كوكبنا من جذورها الجينية. يهدف **مشروع الجينوم الحيوي للأرض (EBP)** إلى تحديد التسلسل الوراثي لنحو **1.85 مليون نوع من الكائنات حقيقية النواة** خلال عقد واحد فقط، في خطوة قد تغيّر مستقبل علوم الأحياء والحفاظ على التنوع الحيوي.
يمثّل هذا المشروع الذي انطلق عام 2018 تعاونًا بين أكثر من 60 جهة بحثية عالمية، ويُقدّر أن تكلفته ستقارب **خمسة مليارات دولار أمريكي**. حتى الآن، تمكّن الباحثون من فكّ تسلسل الجينوم لما يزيد على أربعة آلاف نوع تشمل الثدييات والطيور والأسماك والنباتات، لكن ما زال الطريق طويلاً نحو الهدف النهائي. وهنا يظهر دور **الذكاء الاصطناعي** كعامل تسريع رئيسي في هذه الرحلة العلمية المعقّدة.
وهذا يربط الجهود البحثية بدور التكنولوجيا الحديثة التي قلبت موازين العلوم الحيوية.
أدوات غوغل تغيّر قواعد اللعبة في علم الجينوم
تُسهم وحدة أبحاث غوغل في تطوير أدوات تعتمد على **التعلم العميق** لتقليص الوقت والجهد المطلوبين لفك الشيفرات الوراثية بدقة متناهية. من أبرز هذه الأدوات برنامج **DeepVariant** الذي يستخدم الشبكات العصبية لتحويل بيانات الحمض النووي إلى صور تحليلية، مما يمكّن الخوارزميات من تمييز الأخطاء التقنية عن الطفرات الجينية الحقيقية. هذا النهج رفع من **دقة تحليل الجينوم** إلى مستويات غير مسبوقة مقارنة بالأساليب التقليدية.
ولجعل العملية أكثر كفاءة، كشفت غوغل مؤخرًا عن أداة جديدة تُعرف باسم **DeepPolisher**، قادرة على خفض نسبة الأخطاء في مرحلة تجميع الجينوم بنسبة تصل إلى 50%، ما يمنح علماء الأحياء القدرة على اكتشاف الطفرات المسببة للأمراض بدلاً من تجاوزها.
وهذا يربط بين ثورة أدوات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها الفعلي على حماية الأنواع الحية.
عندما تنقذ الجينات أنواعًا مهددة بالانقراض
يبرز مثال طائر **الكاكابو** النيوزيلندي — وهو ببغاء ضخم لا يطير ويُعدّ من أندر الطيور على الأرض — كقصة نجاح مؤثرة. قبل نحو عقد، لم يتجاوز عدد هذه الطيور 49 فردًا، لكن تحليل جينوماتها مكّن العلماء من تحديد التنوع الوراثي الأمثل للحفاظ عليها. بناءً على هذه البيانات، أعيد توزيع الطيور في مواطن مختلفة لتجنّب **التزاوج الداخلي** وتعزيز المناعة والخصوبة. اليوم، تجاوز عددها 250 طائرًا، بفضل مزج العلم بالتقنية.
وهذا يربط بين استخدام بيانات الجينوم ودور الذكاء الاصطناعي في خدمة **الاستدامة البيئية**.
ختامًا: ذكاء صناعي لإنقاذ الطبيعة
يُظهر مشروع EBP أن مستقبل علوم الحياة يعتمد بشكل متزايد على **البيانات الضخمة والتحليل الآلي**. فبعد أن كان فك الجينوم البشري يستغرق عشر سنوات ويكلّف ثلاثة مليارات دولار، أصبح بالإمكان اليوم إنجازه في يوم واحد وبأقل من ألف دولار. هذه القفزة العلمية تَعِدُ العالم بعصر جديد من **الحفاظ على التنوع البيولوجي**، وتمنح الأجيال القادمة فرصة لاستكشاف أسرار الحياة قبل أن تختفي من الوجود.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.









