قصة مسلسل 24: عندما يكون الزمن هو خصمك الحقيقي والأكثر شراسة

انتهى عرض مسلسل 24  في عام 2010 ورغم طول المدة الزمنية -منذ توقفه وحتى الآن- إلا أنه لا يزال حاضراً وبقوة في الأذهان، أحد أبرز العوامل التي ساهمت في ذلك هو النمط السردي غير المألوف الذي اعتمد عليه، بالإضافة إلى ما قدمه من جرعة إثارة وتشويق مكثفة ضمنت له مكاناً ضمن القائمة القصيرة للمسلسلات الأمريكية الأعلى مشاهدة في تاريخ الدراما.

تم إنتاج مسلسل 24 من خلال شبكة FOX التلفزيونية وتم عرضه للمرة الأولى حصرياً عبر شاشتها، تم استعراض أحداثه من خلال ثمانية مواسم تم عرضها بالفترة ما بين نوفمبر 2001 وحتى مايو 2010.

تدور أحداث مسلسل 24 حول العميل جاك باور الذي يمتلك من المهارات والخبرات ما يضعه في مرتبة “الصفوة”، بناء على ذلك يتم تكليفه من قبل قادته بعدد من المهام بالغة الخطورة والتعقيد، التي تقضي إحباط عدد من الهجمات الإرهابية -على اختلاف أشكالها- بشرط أن يتم إنجاز المهمة خلال يوم واحد فقط (24 ساعة).

اتبع مسلسل 24 أسلوب سرد بالغ التميُز والتفرد، حيث أن الموسم الواحد ينقسم إلى 24 حلقة كل منها تستعرض أحداث ساعة زمنية، مما يضع المشاهد في قلب الأحداث ويجعله يتابع سير الأحداث دقيقة بدقيقة، لذلك كان يتم اللجوء كثيراً إلى الشاشة المُنقسمة لاستعراض الأحداث التي تجري في أماكن مختلفة بالتزامن مع بعضها البعض.

اقرأ أيضاً: تعرف على أفضل المسلسلات الأمريكية التي اختارها قُرّاء أراجيك

تعود فكرة تقديم مسلسل 24 إلى المنتج التنفيذي جويل سورناو، لكن حين عرض الفكرة على أحد المُنتجين كان رده صادما؛ إذ قال بأنها أسوأ فكرة على الإطلاق وطالبه بإهمال الأمر، إذ أن تنفيذ مسلسل بهذا الشكل سوف يتسم بقدر كبير من الصعوبة والتعقيد، إلا أن سورناو لم يعمل بنصيحته ولم يتناسى الأمر.

تم عرض فكرة تقديم المسلسل إلى شبكة فوكس التي اشترته على الفور، وبرر أحد القائمين عليه ذلك في لقاء صحفي فيما بعد قائلاً بأنهم قد شعروا بأن الفكرة تتضمن تقديم نمطاً غير مألوفاً بالدراما التلفزيونية وأنها ترتقي بهذا النوع من الفنون إلى مستوى أعلى من الإبداع.

أعطت شبكة فوكس الضوء الأخضر لبدء الإعداد لمسلسل 24 الذي حقق الموسم الأول منه نجاحاً كبيراً، مما دفعهم إلى تجديده لموسم آخر حقق نجاحاً مماثلاً، ومن ثم تم استغلاله بأشكال متعددة أبرزها تقديم أعمال أخرى مُشتقة عنه بالإضافة إلى لعبة فيديو.

حقق مسلسل 24 بمختلف مواسمه نجاحاً كبيراً وسَجَل نسب مشاهدة بالغة الارتفاع، مما دفع شركة FOX إلى استثماره من خلال تقديم شخصية العميل جاك باور -ذات الشعبية الكبيرة- من خلال عروض فنية أخرى مُشقتة عن العرض التلفزيوني الأصلي، كانت البداية في عام 2008 من خلال فيلم 24: Redemption.

تقع أحداث الفيلم التلفزيوني 24: Redemption بالفترة الفاصلة بين أحداث الموسمين السادس والسابع، حيث يستعرض الأحداث التي مَرّ بها جاك باور في أعقاب هروبه واختفائه التام عن الأنظار -في نهاية الموسم السادس- ليتبين أنه قد سافر إلى أعماق إفريقيا وتحديداً دولة السنغال حيث يقطن أحد أصدقائه، لكن تنقلب الأوضاع مرة أخرى حين يظهر مندوب السفير الأمريكي بالسنغال على عتبة بابه حاملاً له مفاجأة غير متوقعة!

ثاني الأعمال المُشتقة عن مسلسل 24 كان مسلسلاً قصيراً -مكون من 12 حلقة فقط- صدر تحت عنوان 24: Live Another Day في عام 2014، تدور أحداثه في العاصمة البريطانية لندن حيث يحاول جاك باور الاختباء بعدما أصبح مُداناً في نظر القانون، إلا أن هذا الحال لا يدوم طويلاً ويضطر للخروج من كهفه من أجل كشف أطراف إحدى المؤامرات ويتعاون في ذلك مع المخابرات المركزية نظير وعد بالعفو عنه في حالة إتمام المهمة بنجاح.

يصنف مسلسل 24 دائماً ضمن مجموعة المسلسلات الأعلى تقييماً على كبرى المواقع الفنية، حيث حصلت مواسمه الثمانية مجتمعة على موقع IMDB تقييم 8.410، كما حازت على نسبة 87% على موقع Rotten Tomatoes، كما أن الموسمين الثالث والخامس قد حصلا على تقيم 100% على نفس الموقع. بالإضافة إلى هذا وذاك فإن المسلسل قد رُشح لأكثر من 200 جائزة وفاز بأكثر من 60 جائزة مختلفة، من أبرز تلك الترشيحات والجوائز ما يلي:

تم تقديم لعبة فيديو مُشتقة من أحداث المسلسل في عام 2006 عُرفت باسم 24: The Game وهي من تطوير Studio Cambridge، وقد حققت اللعبة مبيعات كبيرة ولاقت استحسان كبير من مُحبي المسلسل ومُتابعيه، حيث أنها حافظت على سماته الرئيسية مثل وجود “المؤقت” على جانب الشاشة طوال الوقت واستخدام الشاشة المنقسمة، بالإضافة إلى الاستعانة بنفس الموسيقى التصويرية وأصوات الممثلين الأصليين.

أما العامل الأكثر تميُزاً في لعبة 24: The Game فقد تَمَثل في السيناريو، حيث لم تعتمد اللعبة على المهام التي سبق استعراضها من خلال حلقات المسلسل، إنما قدمت قصة مختلفة تماماً تدور أحداثه بالفترة الفاصلة ما بين أحداث الموسمين الثاني والثالث، وقد رُشحت اللعبة إلى جائزة BAFTA Games Award لأفضل سيناريو.