تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

مسلسل الأنیميشن يحقق 100%😱.. ما سر التقييمات المرتفعة لدراما Blue Eye Samurai؟!

ساندي ليلى
ساندي ليلى

13 د

كان عام 2023 عاماً حافلاً سينمائياً لقد انتعشت الصناعة بعد طول سبات سببته أزمة تفشي مرض كوفيد-19 وعاد ذلك الشغف القديم الذي يدفع الجمهور للتزاحم في صالات السينما، نولان غيرويغ سكورسيزي وغيرهم الكثير لقد عادت السينما إلى مجدها الأصلي أخيراً.

لكن هذا الانتعاش لم يطرأ على الشاشة الكبيرة فقط بل كان هذا العام عاماً مميزاً تلفزيونياً أيضاً إذ شهدنا نهايات أسطورية لأعمال أغرمنا بها كتحفة HBO الخالدة Succession وألطف مسلسلات أمازون The Marvelous Mrs Maisel الذي كتب نهاية مذهلة للسيدة مايزل المذهلة.

كما أننا شاهدنا أعمالاً أقل ما يقال عنها أنها كانت شديدة التميز مثل The Last of us الذي أعاد الرائع بيدرو باسكال إلى واجهة HBO مجدداً و Gen V المشتق من مسلسل أمازون الرائد The Boys كثيرة هي الأعمال المميزة التي قدمتها المنصات لكن يبدو أن هذا العام كان أكثر أعوام منصة نتفليكس تميزاً ونجاحاً.

لطالما قدمت نتفليكس أعمالاً متنوعة جميلة لكنها في هذا العام استطاعت استقطاب اهتمام النقاد والجماهير بأعمال حطمت الأرقام القياسية في نسب المشاهدة والنقد على حد سواء لعل أهمها كان One piece النسخة الواقعية الذي لا تزال أصداء نجاحه تتردد في مواقع التواصل الاجتماعي وتحفة الرعب والغموض The Fall of The House of Usher الذي حقق نسب مشاهدات عالية جعلته أفضل أعمال الرعب لهذا العام.

ويبدو أن نتفليكس ستحقق نصراً ساحقاً من نوع آخر إذ أنها ومنذ بضعة أيام أطلقت مسلسل الأنيميشن Blue Eye Samurai الذي انتشر انتشار النار في الهشيم محققاً تقييمات خيالية حتى إن موقع Rotten tomatoes المعروف بتعسف نقاده منحه الدرجة الكاملة في حدث شديد الندرة بلا شك؛ فهل يستحق المسلسل هذه التقييمات والمراجعات المثالية؟ 

للإجابة على هذا السؤال بشكل دقيق سنقدم لك عزيزي القارئ من "أراجيك فن" أسباباً تجعل من "الساموراي أزرق العينين" عملاً استثنائياً يستحق الكثير من الثناء والإشادات لكن في البداية إليك تفاصيل المسلسل!

9.1/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Blue Eye Samurai

التقييم على Rotten tomatoes هو 100%

عبر تاريخها الحافل العريق عانت اليابان من فترات تاريخية قاسية مظلمة لعل أشهرها وآخرها كانت ما عرفت تاريخياً باسم فترة إيدو وقد شهدت البلاد في تلك المرحلة انغلاقاً تاماً وعزلة غير المسبوقة عن العالم الخارجي بحجة حماية البلاد من الغزو والاحتلال وكان حاكم البلاد يسمى حينها الشوغن.

 في تلك الفترة الزمنية القاسية عانى اليابانيون كثيراً من الفقر والمرض والجوع والعنصرية أيضاً إذ كان المشوهون وذوو الإعاقات مسوخاً أدنى من البشر أما أطفال الزواج مع الأجانب فقد كان مصيرهم أشبه بحكم الإعدام ومن قلب تلك الحقبة المظلمة يقدم لنا مايكل غرين المؤلف الشهير بطلته ميزو التي نبذتها اليابان بأسرها بسبب عرقها المختلط أم يابانية وأب غربي مما جعلها تمتلك عينين زرقاوين اعتبرتا شيئاً شيطانياً كريهاً.

 لقد كانت ميزو سليلة الشيطان الأبيض في نظر أقرانها، وبسبب كل تلك الكراهية والعنصرية تقرر شق طريقها عَبر ظلمات عصر إيدو للانتقام ممن اعتبرتهم السبب الرئيسي وراء وفاة أمها عبر التنكر بشكل محارب ساموراي يبدو خارق القوى، ميزو غريبة دخيلة لا تشبه أي أحد تغمرها الوحدة ويحركها دافع غير مقدس هو الانتقام من الرجال الأربعة البيض الذين تواجدوا في اليابان عام ولادتها والذين ترى أن أحدهم هو المسؤول الأول عن معاناتها ومقتل أمها.

 وعبر الأحداث نشاهد طفولة ميزو البائسة كيتيمة مكروهة والحقد الذي نما شيئاً فشيئاً داخل قلبها، تزداد الأحداث حماساً عندما تضع ميزو نفسها نصب أعين الوحش الإيرلندي الجشع أبيجا فاولر الذي يضع قتلها أولوية حياتية له، لقد كانت قصة الساموراي أزرق العينين خارجة عن المألوف قوية قاسية بحبكات غير المطروقة وتعمق واضح في النفس البشرية خاصة شخصية ميزو التي جعلتها طفولتها شخصاً معقداً مكبوتاً وكون في روحها ظلامية توازي ظلامية فترة الإيدو التاريخية.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2023
  • إخراج

    جان وو

بطولة

مايا إرسكين،
كينيث براناه،
بريندا سونغ

النوع

أنيميشن

متاح على

netflix_url
  •  قصة رائعة تخترق أكثر عصور اليابان ظلامية 

عبر تاريخها الحافل العريق عانت اليابان من فترات تاريخية قاسية مظلمة لعل أشهرها وآخرها كانت ما عرفت تاريخياً باسم فترة إيدو وقد شهدت البلاد في تلك المرحلة انغلاقاً تاماً وعزلة غير المسبوقة عن العالم الخارجي بحجة حماية البلاد من الغزو والاحتلال وكان حاكم البلاد يسمى حينها الشوغن.

 في تلك الفترة الزمنية القاسية عانى اليابانيون كثيراً من الفقر والمرض والجوع والعنصرية أيضاً إذ كان المشوهون وذوو الإعاقات مسوخاً أدنى من البشر أما أطفال الزواج مع الأجانب فقد كان مصيرهم أشبه بحكم الإعدام ومن قلب تلك الحقبة المظلمة يقدم لنا مايكل غرين المؤلف الشهير بطلته ميزو التي نبذتها اليابان بأسرها بسبب عرقها المختلط أم يابانية وأب غربي مما جعلها تمتلك عينين زرقاوين اعتبرتا شيئاً شيطانياً كريهاً.

 لقد كانت ميزو سليلة الشيطان الأبيض في نظر أقرانها، وبسبب كل تلك الكراهية والعنصرية تقرر شق طريقها عَبر ظلمات عصر إيدو للانتقام ممن اعتبرتهم السبب الرئيسي وراء وفاة أمها عبر التنكر بشكل محارب ساموراي يبدو خارق القوى، ميزو غريبة دخيلة لا تشبه أي أحد تغمرها الوحدة ويحركها دافع غير مقدس هو الانتقام من الرجال الأربعة البيض الذين تواجدوا في اليابان عام ولادتها والذين ترى أن أحدهم هو المسؤول الأول عن معاناتها ومقتل أمها.

 وعبر الأحداث نشاهد طفولة ميزو البائسة كيتيمة مكروهة والحقد الذي نما شيئاً فشيئاً داخل قلبها، تزداد الأحداث حماساً عندما تضع ميزو نفسها نصب أعين الوحش الإيرلندي الجشع أبيجا فاولر الذي يضع قتلها أولوية حياتية له، لقد كانت قصة الساموراي أزرق العينين خارجة عن المألوف قوية قاسية بحبكات غير المطروقة وتعمق واضح في النفس البشرية خاصة شخصية ميزو التي جعلتها طفولتها شخصاً معقداً مكبوتاً وكون في روحها ظلامية توازي ظلامية فترة الإيدو التاريخية.

  •  أكثر من مجرد حكاية أخرى عن الساموراي 

قدمت أعمال كثيرة العالم الدموي العنيف المثير أيضاً للساموراي أولئك الرجال الذين عاملوا الحياة كعدو يستحق الانتقام وعاشوا بالسيف وماتوا به سواء عن طريق السينما كفيلم توم كروز الخالد The last Samurai الذي قدم قصة ملحمية لا تنسى عن النقيب نايثن ألغرين الذي اكتشف سحر اليابان ومحاربيها الشجعان.

حقق الفيلم أرباحاً وشعبية عالمية غير المسبوقة حتى في اليابان التي تتعامل مع كل ما هو أمريكي بحذر لا تلام عليه، أو عن طريق الرسوم المتحركة كالأنيميشن الشهير Samurai Jack الذي أذهلنا لأعوام بقصة مميزة ورسوم خيالية، أعمال كثيرة حكت قصص الساموراي لكنها كانت دومًا قصصاً كتبها الرجال للرجال وعن الرجال والمعارك والشرف مع إهمال واضح لما هو مواز في الأهمية ونقصد هنا البيئة.

كان الساموراي أزرق العينين بشكل عام قصة أخرى عن الشرف والانتقام والسعي الأعمى نحو الهدف لكنه كان أكثر من هذا بشكل آخر إذ ركز على المرأة في عصر كانت خياراتها مقصورة بين كونها زوجة أو عاهرة أو لو حالفها الحظ كثيراً ميتة وذلك عن طريق حكاية قصص امرأتين متناقضتين جمعهما القدر هما ميزو المنبوذة بسبب عرقها المختلط في زمن عزلت فيه اليابان نفسها عن العالم وأكيمي الأميرة المنبوذة من أبيها لأنها امرأة لا فائدة منها سوى الظفر بزوج ثري ذي نفوذ.

كما ركز المسلسل على فكرة مهمة أخرى هي العنصرية والكراهية لكل ما هو مختلف لقد عانت ميزو طوال حياتها بلا ذنب سوى أنها مختلفة وخسرت حياتها وأمها وطفولتها مما حولها إلى وحش متعطش للانتقام والدماء إضافة إلى كل هذا احتوى العمل على جرعة مناسبة من الدسائس والمؤامرات الخفية ذكرتنا بتلك الأجواء التي أغرمنا بها في لعبة العروش من خلال تسليط الضوء على مطامع الأوروبيين في هذه الأرض الخصبة عن طريق شخصية أبيجا الذي يخطط لقتل الشوغن وفتح أسوار اليابان المنيعة لجعلها امتداداً تجارياً وسياسياً لأوروبا.

لقد كان أساس قصة الساموراي أزرق العينين هو أنها قصة ملحمية عنيفة عن الشرف والانتقام الذي يتوضح عَبر سلسلة لا تنتهي من المعارك إضافة إلى تسليط الضوء على المجتمع المنعزل في ذلك الزمن وعلى قضايا إنسانية مهمة لا تزال حاضرة حتى يومنا هذا؛ إن هذا المسلسل ببساطة عمل فني ترفيهي ذكي وممتع بشكل لا يصدق ويحتوي كل ما يمكن لك تخيله أو تطلبه.

  •  تحريك رائع يجتمع مع رسوم بصرية مذهلة 

استطاع العمل بلا عناء نقلنا عَبر الأزمان إلى عصر اليابان القديمة الجميلة برسوم دقيقة وألوان نابضة بالحياة والموت على حد سواء، احترم مايكل وأمبر شخصيات الحكاية فكانت ملامح الشخصيات يابانية بما يكفي لأن تدرك ذلك حتى ميزو الهجينة رسمت ملامحها بدقة جمعت بين اليابان وأوروبا في مزيج أبرز تفردها وغرابتها في عيون أقرانها.

لكن جمال الرسم لم يقتصر على ملامح وجه الشخصيات فقط بل كان للمناظر الطبيعية الخلابة حصة مهمة، جبال جليدية شاهقة مدن يابانية تقليدية أزهار الكرز الجميلة لقد منحنا العمل تجربة بصرية ممتعة نقلتنا عَبر الزمان والمكان إلى عصر لم نكن نعرف عنه الكثير.

لكن أكثر ما قد يلفت النظر هو دقة التفاصيل عند الرسم ونحن لا نتحدث هنا عن المعارك الدموية فهذه حكاية أخرى لكن التفاصيل الدقيقة التي تجعل المشاهد منسجماً تماماً مع الصورة فمثلاً لو دققت النظر في شخصية صانع السيوف سترى أن أظافره مبقعة مكسّرة بسبب طرقه المتكرر على الحديد أمًا ميزو الصغيرة فقد تم رسم ملامحها بعناية لتوحي بالفقر والمعاناة وولادة الكراهية والحقد.

رغم صعوبة رسم المشاعر إلا أن الساموراي أزرق العينين كان مليئاً بالمشاعر المرسومة بدقة وبراعة على وجه كل الشخصيات حتى إنك تدرك الكثير مما لا يقال بالنظر إلى الوجه فقط إضافة إلى كل هذه الدقة الفنية كان هناك تحريك رائع للرسوم لا يمكن إغفاله أو إنكاره إنه ذلك التحريك السلس المريح للعين الذي يجعلك تشعر أن ما تراه هنا على الشاشة أمر حقيقي دون شك خاصة في مشاهد المعارك الدموية المميتة والتي سنتكلم عنها بعد قليل.

لقد نجح المسلسل في تقديم بصمة بصرية خاصة به تجمع بين اللوحات المائية اليابانية وأفلام الساموراي المثيرة بصور ديناميكية حيوية يرفع العمل إلى مستوى غير المعهود كما تفرد بأسلوب رسم مختلف لم نره من قبل يعتمد على دمج الأبعاد بالجودة التصويرية الناعمة السلسلة كل هذا جعل المسلسل عملاً مذهلاً بصرياً نجح وببراعة في جذب اهتمامنا منذ أول لحظة وسمح لنا أن نعيش لبضع ساعات ممتعة مثيرة في اليابان القديمة التي حكمها السيف والدم لقرون.

  •  مشاهد قتالية دموية تبدو من عوالم Kill Bill الشهيرة 

إن كانت الرسوم البارعة مميزة للعمل فإن المعارك المميتة كانت سمته الأساسية كان المسلسل غارقاً في بحر عميق من الدماء والأطراف المتطايرة والأسنان التي تتحول إلى أسلحة بيضاء دماء تسيل عَبر خطوات ميزو التي ستفعل المستحيل لتشعر بالرضا لا السعادة ولا الحب فقط الرضا.

نلاحظ خلال أحداث المسلسل أن ميزو بارعة حقاً في استخدام السيف ولا تتوانى عن قطع رقبة أو ذراع أي شخص يحاول إيقافها رشيقة سريعة قوية يحركها ظلام الانتقام لكنك تغرم بها وبقتالاتها منذ اللحظة الأولى، بالطبع لم يفتقد العمل إلى المشاهد القتالية بأي حال إذ أننا وخلال ثماني حلقات شهدنا معارك قتالية لا تنسى تطايرت فيها الدماء والأسنان والأصابع أحياناً هذا عصر الساموراي الجميع يمتلك سيفاً يعرف تماماً كيف يستعمله.

لعل معركة ميزو تايغن الأولى على قصرها كانت واحدة من أبرز المعارك وأجملها بدقة تفاصيل الرسم الممتعة شديدة الدقة والحركات المتناسقة وبالطبع الكراهية التي تحرك المحاربين الذين يجمعهما ماض حكمته العنصرية والحقد.

كانت تسلسلات الحركة القتالية مذهلة برشاقتها ودقتها وعنفها أيضاً وحملت للمشاهد متعة حقيقة أصيلة كان هناك قتالات بسيوف الساموراي المميزة وتدريبات قاسية تتضمن قطع أشجار ثخينة الجذع ومعارك أسطورية ساحرة قوية إضافة إلى جرأة وحشية لم نشاهدها قبلاً إلا في فيلم كوينتن تارانتينو الشهير .

Kill Bill الذي كان فاتحة خير على السينما الدموية في الواقع لو أنك نظرت بشكل موسع إلى العملين ستجد نقاط تشابه واضحة بينهما، كلاهما يحكي قصة امرأة يحركها الانتقام كلاهما غارق جداً في الدموية والرؤوس المقطوعة لكن لعل الفرق الأساسي كان عامل الزمن.

إن أجمل ما في القتالات في هذا العمل كان السلاسة في التحريك بدون أي مبالغات كما تشعرك الألوان والرسومات أن هذه المعارك حقيقية، كل تلك الدماء والعنف والوحشية إنما تعكس حقيقة تلك الفترة التي حكمت بالدم والشرف وكل تلك المعارك إنما خاضتها ميزو دون تردد للانتقام ممن تسبب في وجودها في عالم يرفضها لقد كانت أمام خيارين الموت أو السيف وقد اختارت ميزو أن تحارب الحياة بأكملها.

 لقد انضم الساموراي أزرق العينين إلى تلك الأعمال التي تجعل من العنف أساساً قوياً لها لكنه عنف لا تستطيع كرهه ولا تقدر على اعتباره شيئاً مقززاً إنه عنف يتلاحم مع الأحداث التي افتتحت بأصابع مقطوعة واستمرت تغرقنا في بحر أبدي من الدماء والسيوف والقتال طوال ثماني حلقات مفعمة بالمغامرة والقتال لأجل الشرف والانتقام والحب حتى.

  •  شخصيات تحكمها العقد النفسية والقيود المجتمعية 

إن الشخصيات هي العماد الرئيسي لحكاية أية قصة مهما بلغت بساطتها وقد امتلك الساموراي أزرق العينين ذو القصة المعقدة عماداً متيناً بشخصيات قوية أبعد ما يكون عن السطحية كانت ميزو هي الشخصية الرئيسية إذ إن العمل يحكي قصتها.

لم تكن ميزو أول ساموراي أنثى فقط بل كانت شخصية محطمة معقدة أعماها الحقد وصاغت حياتها الكراهية عبر حلقات المسلسل شاهدنا تفاصيل مؤلمة من ماضي ميزو التي جاءت إلى الحياة لتكون مسخاً شيئاً كريهاً ينبغي أن يدمر لقد رأينا كيف حاولت والدتها إخفاءها عن الأنظار لأنها تعرف تماماً ما الذي قد يحدث لو رآها شخص ما لكن المحظور وقع وماتت الأم.

وبقيت ميزو وحيدة في عالم حكم عليها بالموت لحظة ولادتها ليس فقط لأنها هجينة العرق بل لأنها امرأة كذلك لقد تشكلت الكراهية شيئاً فشيئاً في قلب ميزو حتى تحولت إلى وحش متعطش للدماء وقررت أن الوسيلة الوحيدة للرضا هي قتل الرجال البيض الأربعة الذين تواجدوا في اليابان عام ولادتها كانت شخصية ميزو حادة قاسية متوحشة بطفولة بائسة ونضج أشد بؤساً كانت هذه الطريقة الوحيدة التي وجدتها للنجاة في عالم محكوم بالسيوف.

عَبر رحلة انتقامها تلتقي ميزو بشخصيات متنوعة صاغت نسيج القصة وأضافت إليها المزيد من المتعة والإثارة كان أولهم رينغو الطباخ الأكتع الذي لم يلق يوماً معاملة إنسانية بسبب إعاقته في الواقع يمكن لنا اعتباره الوجه الآخر لميزو إذ إنه لاقى نفس المعاملة السيئة والتنمر والكراهية لكنه بدلاً من السعي للانتقام أراد فقط أن يجد لنفسه مكانة ما بإدراك غريزي أن شيئاً عظيماً ينتظره كانت شخصية رينغو المرحة كنسمة عليلة قللت من الجو المشؤوم المتوتر الذي طغى على العمل.

لم تكن ميزو هي الشخصية الأنثوية الوحيدة ضمن أحداث العمل إذ أنه ولتوضيح معاناة المرأة في تلك الفترة شاهدنا نقيض ميزو الأميرة أكيمي رغم أنها أميرة مدللة ثرية إلا أن أكيمي كانت في نظر أبيها مجرد خنزير ينبغي العناية به لبيعه بأعلى ثمن فتقرر أكيمي الهرب من قصرها المريح وشق طريقها لنيل حريتها واكتشاف ذاتها لا بالسيف كما فعلت ميزو لكن بالذكاء والإصرار وإدراك أنها أكثر من وجه جميل.

كانت كلتا المرأتين مقيدتين بسلاسل فرضها المجتمع واستطاعت كلتاهما كسر هذه القيود وشق طريق الحياة نحو الحرية المرجوة لتتقاطع طرقهما بشكل قدري في نهاية المطاف.

نتعرف خلال طفولة ميزو على تايغن الذي وضع إيذاء ميزو نصب عينيه لقد كبر تايغن الصغير وأصبح ساموراي قوياً وأفضل مقاتل في الدوجو كما أنه نال قلب أكيمي الجميلة الثرية لكن تجدد لقائه بميزو كان وبالاً على رأسه بعدما هزم أمامها.

إن تايغن شخصية تقليدية للساموراي كما نتخيله شخص سطحي محكوم بتقاليد الشرف والمكانة والمظاهر لكن وجوده في الأحداث كان دفعة قوية لها خاصة أن علاقته بميزو كانت غريبة غير التقليدية إنه يكرهها بجنون لكنه وفي الوقت نفسه يحمل احتراماً حقيقياً لقوتها يأبى الاعتراف به.

ككل قصة لا بد من وجود شرير بغيض يضيف المزيد من التشويق إلى الأحداث وقد تجسد هذا في شخصيتي أبيجا فاولر و هيجي شيندو الطمع هو ما جمع هذين الرجلين المتناقضين إذ إن أبيجا كان رجلاً أوروبياً ممن ينظرون بتعال إلى أهل البلد الأصليين كان شريراً ذلك الشر الهادئ المرعب الذي يجعلك متأكداً أن هذا الرجل بإمكانه قتل طفل رضيع لو تطلب طموحه هذا.

وقد منحت شخصيته العمل لمسة الدسائس والمؤامرات الخفية المحببة التي أضافت إثارة قوية للأحداث المثيرة أصلاً تتناغم شخصيته مع شخصية شيندو الذي يدرك تماماً ما يفعله فاولر وأنه يخطط لقتل الشوغن لكنه لا يكترث طالما أن هذا سيعود عليه بالفائدة.

إنه تمثيل حقيقي واقعي لأولئك الذين يبيعون أرواحهم لأجل المال والسلطة، لقد كانت كل شخصيات هذا العمل مميزة قوية بعيدة عن السطحية والفراغ كل واحد منهم امتلك دوافع نفسية خفية صيغت ببراعة لتفسير أفعاله وشخصيته الحالية مهما كانت شريرة أو طيبة لا مكان للأسود والأبيض في عالم الساموراي الجميع هنا يمتلك القليل من هذا وذاك وإلا فإن الصمود مستحيل وقد كان هذا الأمر هو ما أعطى العمل دفعة قوية جعلته واحداً من أفضل أعمال الأنيميشن بلا شك.

  • أداء صوتي مثالي جعلها أكثر من مجرد رسوم مذهلة 

إن الرسوم المتحركة في نهاية المطاف هي رسوم جامدة مهما بلغت براعة تقديمها لكن ما يمنحها الحياة والحيوية هو الأداء الصوتي الذي ينبغي أن يطابق الشخصية وقد امتلك هذا العمل ممثلين رائعين بلا أي شك. 

قام كينيث براناه الذي اشتهر في الأعوام الأخيرة بدور المحقق البلجيكي العبقري هركيول بوارو بأداء صوت أبيجا فاولر المهرب الإيرلندي الذي يتوارى خلف أسوار قلعته ويحاول استغلال الشوغن لفتح أسوار اليابان المنيعة أمام الأوروبيين لا شك أن براناه ممثل بارع لكنه وفي هذا العمل استطاع أن يتحول إلى مجرم حرب قاس يخلو قلبه من الرحمة.

ونجح في إيصال مشاعر الشر والحقد والكراهية الذي حكم شخصية فاولر بصوته المميز وأسلوب كلامه المثالي لرجل متسلل شرير أمًا ماسي أوكا الذي أحببناه في مسلسل Heros فقد نجح بلا شك في بعث الحياة لشخصية رينغو الطباخ الطموح المشوه وقد أضاف أداؤه اللطيف لمحة كوميدية محببة إلى الأحداث الغارقة في الدموية يمكن القول بثقة أن شخصيته كانت من أكثر الشخصيات المحبوبة.

فيما قامت بريندا سونغ بأداء شخصية الأميرة أكيمي الفتاة الشجاعة التي حاربت لأجل حبها وحريتها واستطاع أداؤها الصوتي جعلنا ننسجم مع أكيمي الجميلة المدللة الشجاعة كما قدم كاري هيروكي تاغاوا أداء عظيمًا بدور الأب السيف بصوته الهادئ المرتعش استطاع أن يكون صوت العقل والسلام في حياة ميزو المظلمة العنيفة.

لكن كل هؤلاء على براعتهم لم يستطيعوا فعل ما فعلته مايا إرسكين التي أبدعت بحق في تقديم شخصية ميزو بصوت ثخين يوحي بالقوة والبأس والشجاعة يتحول إلى صوت امرأة تريد فقط أن ترتاح في لحظات الضعف النادرة، لقد استطاع صوت مايا الفريد جعل ميزو كائناً من لحم دوم بطريقة تجعلنا لا نتخيل ميزو إلا بصوت مايا التي نجحت حقاً في تجسيد ميزو المعقدة المنبوذة التي تشق طريقها للانتقام في يابان القرن السابع عشر.

ذو صلة

كانت هذه الأسباب الرئيسية التي جعلت من مسلسل Blue Eye Samurai عملا استثنائياً فريداً من نوعه إنه مختلف متفرد بقصة غير المطروقة من قبل مثير حماسي عنيف ولا شك أنه من الأعمال التي ستخلد طويلاً في ذاكرة التلفاز لقد استطاع الكاتبان مايكل وأمبر نقل ثقافة اليابان القديمة باحترام حقيقي وعالم الساموراي المجنون المثير بعمل مميز احتوى على كل شيء يمكن لك تخيله عمل كان مميزاً لدرجة أنه حاز على إعجاب واسع وتقييمات خيالية لم نرها سابقاً والآن؛ ما رأيك عزيزي القارئ هل يستحق المسلسل كل هذا المديح والإشادة؟ 

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة