أفلام عن الأمومة: ليس كلها دفء ومحبة البعض منها صادم!

لم يقل أي شخص إن الأمومة هي أمر سهل، لكن الأمومة من أفضل الأمور التي يمكن أن تحدث للمرأة في حياتها.

كل الأمور التي كانت تسبب القلق للمرأة في السابق، الضغوطات في العمل، الخلافات البسيطة في العلاقات، وغيرها من الأمور تصبح غير هامة أمام الأمور التي تواجه الأم بعدها، حيث تبدأ الأم بتقدير الأمور الصغيرة التي يمر بها الطفل.

أن تصبح المرأة أمًا هي مهمة شاقة وممتعة بنفس الوقت، حيث تمارس الأم وظيفة الأمومة على مدار الساعة دون أي استراحة، وكل لحظة مع طفلها تبدو كأنها ذكرى خاصة سوف تتذكرها الأم وتسعد بها، وفي هذا المقال نتناول الأمومة عبر السينما وذلك بقائمة أفلام عن الأمومة تناولتها من زوايا عدة.

عند الحديث بشكل علمي، فإن رابطة الأمومة تنشأ عن هرمون يسمى الأوكسيتوسين، يعتقد العلماء أن هذا الهرمون هام جدًا من أجل حدوث رابطة الأمومة، ومع اقتراب نهاية الحمل، تزداد مستويات الأوكسيتوسين بشكل كبير وتلعب دورًا كبيرًا في المخاض.

البيتوسين هو النسخة الاصطناعية من الأوكسيتوسين التي تساعد على بدء عملية المخاض، حيث يسرع البيتوسين من الانقباضات في الرحم، لكنه لا يتعلق برابطة الأمومة بين الأم وابنها.

من المهم جدًا بناء رابطة خاصة بين الأم وطفلها لأن ذلك يساعد الطفل على:

الطفل الذي تكون علاقته قوية مع أمه يكتسب ثقة أكبر في حياته، وهذا الأمر يساعده على تحسين أدائه في المدرسة، الحصول على أصدقاء أكثر وتحقيق أهداف أكثر، والتخلص من المشاكل التي تواجهه، والأطفال الذين تكون علاقتهم قوية مع أمهاتهم أقل عرضة لاستعمال المخدرات أو الكحول.

فهم أعمق لأمهاتنا

عند تصبح المرأة أمًا، تدرك بشكل أكبر الجهد الذي قامت به أمها بوجود إمكانيات أقل من الإمكانيات التي تمتلكها في الوقت الحالي، بالطبع، خيارات الأمهات ليست جميعها صحيحة، لأنهم بشر في النهاية، لكنهم أحبونا كما سوف نحب أطفالنا، وصلَوا من أجل أن نقدر في يوم من الأيام التضحيات التي قاموا بها، والحب الذي غمرونا به في كل دقيقة من كل يوم.

تقدير العائلة بشكل أكبر

الجدات، أولاد العم، الخالات والأخوال والأصدقاء التي تربطنا بهم علاقة قوية، تقدر الأمهات هؤلاء الأشخاص والدور الذي يقومون به في حياتنا اليومية، تحب الأمهات العلاقة بين أطفالهم وبين أفراد العائلة أو الأشخاص المقربين وتراقب هذه العلاقة، كل لحظة تشكل ذكرى مميزة للأطفال سوف يحملونها معهم ويستمتعوا بها.

ترى الأم العالم بعيون طفلها

قد لا تلاحظ الأم ذلك، لكنها تبدأ برؤية العالم بعيون طفلها الذي يستمتع بكل شيء من حوله، مثل أقواس قزح، الفقاعات، أكشاك عصير الليمون، العالم، الاكتشافات والمتعة التي لا تنتهي، والغرباء الذين يصبحوا أقرباء بعد لعبة واحدة مع الأطفال، عندما تكون الأم حول أطفالها، لا يمكنها إلا أن تنظر إلى العالم بالعيون الوردية التي يراها بها طفلها.

إدراك ما هو الحب غير المشروط

تشعر الأم بحب غير مشروط تجاه طفلها، هذا الحب قوي دون أي حدود، أو ظروف أو شروط، وهو فطري وينبع من الداخل.

هذه العلاقة ليست سهلة دائمًا أو وردية، في بعض الأحيان تصاب حتى العلاقة بين الأم وطفلها ببعض المطبات، لكن هناك تظهر رابطة الأمومة في أقصى درجاتها، وهي عندما تحب الأم ولدها عندما لا يبادلها هذا الحب أو عندما يكون هذا الحب صعبًا أو مؤذيًا، وهنا لا يمكن وصف هذه العلاقة إلا بالملائكية.

يعد فيلم امرأة القرن العشرين من تأليف مايك ميلس أشبه بالسيرة الذاتية تبدأ أحداثه في سانتا باربرا 1979، وهو العام الذي بدأت فيه أحداث الفيلم، ويعد الفيلم أيضًا بمثابة تكريم للنساء اللواتي قمن بتربية الكاتب أو ظهرن في حياته، وهم في الفيلم: أنيت بينينغ، جريتا جيروج، إيل فانينغ، تكتشف هؤلاء النسوة الثلاثة أنهم يعيشون في فترة زمنية سريعة التحول والتبدل، وأن هناك فجوة كبيرة بينهم وبين الأشياء التي يمكن أن توحدهم، لكن علاقتهم مع بعضهم هي التي تبقيهم أقوياء.

امرأة القرن العشرين من أفلام عن الأمومة يروي قصة متعددة الأجيال، ممتعة، وواسعة النطاق، ومليئة بالأداء اللامع، والموسيقى التي تشد الآذان، والعروض المشرقة.

فيلم بلاك سوان هو من أفلام عن الأمومة مرعبة للغاية حول فتاة راقصة تبدأ بفقدان السيطرة ببطء على واقعها، هذا الفيلم يدور حول امرأة بالغة تسمى نينا (ناتالي بورتمان) التي تحاول بشدة التحرر من براثن إيريكا، والدتها (باربرا هيرشي) التي تتحكم بكل شيء في حياة نينا، ما تأكله، مع من تتحدث، وكيف تقضي وقتها، من أجل أن تساعد ابنتها على تحقيق أحلامها.

تعيش نينا مع والدتها، إيريكا وهي لاعبة بالية سابقًا، ويُعرض على نينا فرصة لرقصة باليه تؤدي فيها دور البجعة البيضاء (التي تمثل البراءة) والبجعة السوداء (التي تمثل الشهوانية والمكر)، لكن توماس (فينسنت كاسل) يضع منافسة لنينا، ليلي، وهي أيضًا لاعبة باليه محترفة، تجسد نينا دور البجعة البيضاء بحرفية، لكن ليلي تشكل تجسيدًا أفضل للبجعة السوداء، ومع تقدم أحداث الفيلم، تواجه نينا المتخبطة الجانب المظلم من شخصيتها مما يؤدي في النهاية لخطر القضاء عليها.

يظهر في الفيلم تلميحات خفية حول ما تريده نينا حقًا أكثر من أي شي آخر، وهو التخلص من أجزاء والدتها الباقية فيها، سواء كان ذلك بشكل رمزي أو بشكل حرفي.

فيلم ليدي بيرد هو فيلم عن سن الرشد، ومن أحدث أفلام عن الأمومة يدور حول فتاة تدرك أن منزلها هو المكان الذي يتواجد به قلبها، ليدي بيرد (الدور الذي تقوم به سيرشا رونان) وأمها ماريون (الدور الذي تقوم به لوري ميتكاف)، يعانيان من اضطراب العلاقة بينهما، ليدي بيرد نادرًا ما تقوم بالواجبات الموكلة إليها، وأمها ماريون المدفوعة بالحب والقلق تضغط في بعض الأحيان على ابنتها.

في بداية الفيلم، نرى طبيعة العلاقة بين ليدي بيرد وماريون، عندما تقود ماريون السيارة من أجل العودة لمكان إقامتهم، تستمع الاثنتان إلى كتاب صوتي مؤثر للغاية لدرجة أنهما يبكيان معًا. هذا المشهد هو مشهد جميل بالطبع، لكنه مضلل، لأننا نجد في بداية الفيلم أن الأم وابنتها مرتبطتين على المستوى العاطفي لنجد فيما بعد اختلافاتهم على العديد من الأصعدة، تمسح ليدي بيرد وماريون دموعهما وتحاول ليدي بيرد تغيير مزاجها عن طريق الاستماع للموسيقا، تحتج أمها على الموسيقا مما يؤدي لانزعاج ليدي بيرد وتحديقها بصمت في النافذة، نجد أن لحظة الاتصال العاطفي بينهما لم تدم لفترة طويلة ليبدأ التوتر بالبزوغ على السطح.

في مشهد قرب نهاية الفيلم، توصل ماريون ابنتها إلى المطار -قد يكون هذا المشهد من أفضل المشاهد في تاريخ لوري ميتكاف المهني- ومن المستحيل مشاهدة هذا الفيلم دون انعكاسه على حياتك الشخصية والتفكير بعلاقتك مع أمك، هذا الفيلم يظهر لنا أن الحياة عبارة عن عمل مستمر، وكما نتعلم من ليدي بيرد، يمكن للشخص القيام بالعديد من الأخطاء، لكن الأمر الهام هو عدم الاستسلام كما فعلت ليدي بيرد عندما تقبلت أمها على الرغم من أن الاثنتين يريدان أشياء مختلفة في الحياة.

فيلم ماما ميا من أفلام عن الأمومة دافئة ومليئة بالمحبة يدور حول صوفي (أماندا سيفريد) التي تحاول معرفة من هو والدها الحقيقي في حفل زفافها، لكن الجزء الثاني يدور بمعظمه حول الأمومة، ووالدة صوفي دونا (ميريل ستريب)، التي وافتها المنية، لكنها تظهر في العديد من المشاهد، في هذا الجزء تكون صوفي حامل وتفكر في المستقبل حيث تخطط لحفلة كبيرة، وتفكر في هذه الأثناء في حياة والدتها (تلعب ليلي جيمس النسخة صغيرة السن من دونا) التي انتهى بها المطاف في هذه الجزيرة النائية على الأرض وأصبحت حاملًا بصوفي في نهاية السبعينيات دون أن تكون مدركة بشكل كامل هوية الأب، تقابل الأم الجدة روبي (شير) وتقوم بالكثير من الرقصات الغنائية.

الجزء الثاني (الذي يعد أيضًا نسخة سابقة كما شاهدنا)، يتميز بمجموعة ممثلين أكبر، وفترة عرض أطول، وحبكات فرعية إضافية، والمزيد من اللقطات الرومانسية.

هناك العديد من المعاني التي يمكن أن تندرج تحت مفهوم الأم، لذلك من الصعب تحديد فكرة واحدة يمكن أن يرمز لها هذا الفيلم باختياره لاسم الأم، هذا الفيلم يعد خيال مروع، ومن أغرب أفلام عن الأمومة ومثل جميع أفلام نهاية العالم، يحاول هذا الفيلم كشف الحجاب عن الواقع وإظهار لنا بالفعل ما الذي يحدث، تظهر في الفيلم شيئًا فشيئًا أحداث غريبة ومروعة، مثل قتل أخ لأخيه، حدوث طوفان من المياه وغير ذلك.

يتضمن الفيلم رموز خفية تشير إلى فكرة الله وآدم وحواء، لكننا نظلم الفيلم لو وجدنا أنه يدور حول هذه الأفكار فقط، يشير أيضًا إلى فكرة نهم الإنسان، والاستهلاك البشري اللامتناهي وتدمير الإنسان لكوكب الأرض، وتعامله مع الأرض بقسوة دون أي إنسانية.

فيلم ماذر مصمم لإثارة الغضب والجنون والحيرة والنشوة والجدل، ولا عجب أن الممثلة جينيفر لورانس قد وافقت على أداء هذا الدور الذي تظهر فيه كزوجة الشاعر الذي فقد الإلهام في الكتابة وربة المنزل التي كرست وقتها كي تعيد ترميم المنزل الرائع الذي يقع في المجهول مع زوجها الكاتب العظيم الفاقد للإلهام.

بعد فترة وجيزة يظهر رجل (إد هاريس) ويعرف عن نفسه على أنه طبيب بحاجة لمكان ليقيم فيه (الشخصيات في الفيلم ليس لها اسم)، سرعان ما يمرض هاريس وتظهر زوجته (ميشيل فايفر)، ثم يظهر أولاد الزوجين (دومينال وبريان جليسون) ويدخلون في معركة، يقتل فيها الابن الأكبر الابن الاصغر ولكنه يصاب بندبة دائمة في هذا الصراع، تقيم العائلة جنازة في المنزل، ليحصل طوفان من المياه، ناجم عن ضيف يكسر حوضًا فاخرًا، مما يدفع جميع من في المنزل للخروج منه إلى الأبد.

فيلم ماذر يدور حول الفن والإبداع الكوني حول أمنا الأرض وفكرة ووجود الله، بدء الخليقة، قصة خروج آدم وحواء من الجنة بعد الخطيئة (كريستال بارديم السحري يشير إلى الفاكهة الممنوعة التي أكلها آدم وحواء في الجنة)، قصة قابيل الذي قتل أخيه هابيل، سواء أعجبك الفيلم أم لا، فإنك يجب أن تشاهده.

فيلم شروط إظهار العاطفة هو فيلم كلاسيكي حصل على 5 جوائز أوسكار من أجل تصويره للعلاقة بين الأم أورورا (شيرلي ماكلين) وابنتها إيما (ديبرا وينغر) ومن أشهر أفلام عن الأمومة.

تربط بين الأم وابنتها علاقة قوية، لكن الأرملة أورورا ترغب بالتحكم في ابنتها والتأثير على قراراتها الحياتية، هذا الفيلم يتعقب حياة الأم وابنتها على مدار عقود، خلال الأيام الجيدة والسيئة، وهو في بعض الأحيان مضحك، وأحيانًا درامي، وهو بالتأكيد من أفضل الأفلام التي تتحدث عن العلاقة بين الأم وابنتها.