معلومات عن جزيرة النخلة في دبي

تعتبر إمارة دبي من أهم وجهات السياحة في العالم، حيث تستقبل ملايين السيّاح سنويًّا بالإضافة للعمال من حول العالم. على الرغم من العمارة العبقرية والمعالم السياحية العديدة الموجودة في دبي، فقد كانت هذه المنطقة مجرد منطقة صغيرة يعتمد سكانها على الصيد اعتمادًا كلّيًّا. وبالرغم من عمر المنطقة الطويل الذي يعود لآلاف السنين، إلا أنها استمرت كقريةٍ صغيرةٍ حتى ستينات القرن الماضي، عندما اكتُشف النفط، وأخذت حياة السكان ومدينتهم بالكامل منعطفًا يملؤه الثراء والنقود، وبدأت أبنيتها تعلو وتناطح السحاب، لتنافس أهم مدن العالم وأكثرها ثراءً وغنى.. موضوع مقالنا اليوم هو عن أحد أهم وأشهر معالم دبي، والتي تعتبر مقصدًا للسياح من كل مكانٍ. دعنا نتعرّف أكثر على بعض المعلومات عن جزيرة النخلة في دبي، والتي تسمى أيضًا بجزيرة نخلة الجمّيرة.

تبعد الجزيرة 5 كم تقريبًا عن الخليج العربي وهي في منطقة الجميرة بدبي، وتعتبر أحد أكبر الجزر الصنعية في العالم لدرجة أنها مرئيةٌ من الفضاء. تضمّن المشروع بناء مدينةٍ كاملة داخل هذه الجزيرة، من أسواقٍ ومطاعمَ، وشققٍ سكنيةٍ، ومراكزَ تجاريةٍ بالإضافة إلى 22 فندقًا فاخرًا، أي باختصارٍ، تم تزويدها بجميع متطلّبات أي مدينةٍ. كان من الممكن بناء الجزيرة باستخدام الإسمنت والمواد الصلبة، ولكن تَقرّر استعمال الرمل والحصى في بنائها، وذلك لتتلاءم مع البيئة المحيطة.

احتاجت الجزيرة مجهودًا هائلًا لتجميع ما يقارب 94 مليون متر مكعب من الرمل لجعلها على شكل النخلة، ولمنع موجات البحر من عرقلة العمل صنع العمال حاجزًا يطوّق منطقة العمل، وكان على ارتفاع 2.5 متر وباستعمال 5.5 مليون متر مكعب من الصخور.

بدأ العمال بصنع الحاجز في أغسطس من عام 2001. تطلّب العمل 1200 مهندس أجنبي، وتم اختيارهم حسب خبراتهم السابقة في بناء معالمَ شهيرة أخرى. على الرغم من توقف السياحة في الشرق الأوسط بعد حادثة 11 سبتمبر 2001؛ إلا أن العمل وبناء الجزيرة بقي مستمرًا، وبحلول نوفمبر من نفس العام كان جميع طاقم العمل يعمل بجدٍّ حيث تم تشغيل 9 صنادل (الصندل قاربٌ مسطّحُ القاع، لنقل الحمولات الثقيلة)، 15 شاحنةً قلابةً و4 جرافاتٍ، و30 آلةً أرضيةً ثقيلةً و10 رافعاتٍ، بالإضافة إلى آلات البناء الأخرى.

بدأ العمل على الجزيرة عندما وصل الحاجز لنصف طوله المطلوب. وبدأت عملية نقل الرمال من الخليج العربي إلى موقع الجزيرة. تمت تعبئة 8000 طنٍّ من الرمل في الحفارات خلال ساعة واحدة، وتفريغها بسرعةٍ هائلةٍ أيضًا. شارك في المهمة أيضًا قمر صناعي خاص على ارتفاع 676 كم في الفضاء، ليضمن حدوث انحناءات الجزيرة بشكلها وموقعها المثالي، ولهذا استُخدم نظام تحديد المواقع GPS لمعرفة موقع وضع الرمل بدقةٍ.

انتهى العمال من بناء الحاجز المائي بحلول أغسطس من عام 2003، أي بعد عامين بالضبط، وبعد شهرين من هذا الوقت انتهى بناء جزيرة النخلة بالكامل، وكان ذلك في الموعد المحدد لها سابقًا. أما بالنسبة لتأثير الجزيرة على البيئة فقد كان على عكس توقعات الأخصائيين، إذ توقّع هؤلاء بإنهاء وتقليل الحياة البحرية في المنطقة بعد البناء، ولكن بعد إجراء عدة أبحاثٍ تبيّن أن الحياة البحرية لم تتأثر بل استفادت من الحاجز المائي، وجعلته بذلك أكبر موطن صنعي للشعاب الصنعية.

قرر الأمير بعد هذا النجاح الساحق أن يبني جزيرتين أخريتين على نفس النمط. وبهذا انتهى المشروع بشكلٍ كاملٍ في عام 2006، بثلاث جزرٍ صنعيةٍ عظيمةٍ هي نخلة الجميرة وهي المصنوعة أولًا، نخلة جبل علي ونخلة الديرة..