روبوت فائق السرعة يذهل العالم: إنسان آلي يركض بسرعة خاطفة ويحمل الأوزان الثقيلة… هل يهدد وظائف البشر؟

4 د
أطلقت شركة روبوتيرا الروبوت L7 الذي يَجري بسرعة 15 كيلومتراً في الساعة.
الروبوت L7 يتميز بمرونة عالية ودقة في الحركة، متفوقاً على الروبوتات التقليدية.
يستطيع L7 أداء مهام في المصانع بجانب تنفيذ حركات رياضية معقدة.
تطرح ابتكارات روبوتيرا أسئلة حول مستقبل سوق العمل البشري ودور الروبوتات.
في خبر لافت من الصين، أعلنت شركة روبوتيرا الناشئة عن إنجاز تقني مذهل سيغير شكل الصناعات التقليدية: روبوتها البشري الجديد L7، الذي لا تتوقف وسائل الإعلام عن وصفه بـ "العَدّاء المعدني المرعب"، استطاع تجاوز كل التوقعات بسرعة قصوى بلغت 9 أميال في الساعة (نحو 15 كيلومتراً) مع حمل وزن يعادل 20 كيلوغراماً تقريباً! هذا الإنجاز لا يتمثل فقط في القوة والسرعة، بل أيضاً في مرونة الحركة والدقة العالية، ما يفتح آفاقاً واسعة لاستخدامات الروبوتات في المصانع ومجالات الخدمات واللوجستيات وحتى المهام المنزلية.
تخيل أن ترى روبوتاً يسابق الإنسان بخفة عجيبة وينفذ حركات في محطات العمل كانت إلى وقت قريب حكراً على البشر المدربين. جاء تصميم الروبوت L7 ليعكس ما تسميه الشركة "هيكل دماغ وجسد"، فيجمع بين معالج معلوماتي متقدم ومستشعرات توفر له إدراكاً بيئياً متكاملاً بزاوية 360 درجة.
والنتيجة؟ روبوت قادر ليس فقط على الركض بسرعة، بل على القيام بحركات راقصة معقدة مثل الدوران والحركات البهلوانية دون أن يفقد توازنه. من هنا، تظهر ملامح ثورة تقنية جديدة قد تغيّر سوق العمالة العالمي بشكل جوهري.
وللربط بما سبق، تأتي إمكانيات L7 التطبيقية في ساحات الإنتاج الصناعي لتثير الانتباه. في أحد العروض التجريبية، شاهد الخبراء الروبوت وهو يعمل بكل براعة في مصنع افتراضي؛ ينتقي الأغراض المتحركة على الحزام الناقل، ويستعمل أدوات كهربائية بيدين مشغولتين بتحكم عالٍ لدرجة ملحوظة.
هذه الحركات الدقيقة لم تكن لينفذها روبوت تقليدي، لكن L7 يعتمد نظام دمج معقد للمستشعرات يستشعر مستويات القوة والعزم – وهي مهارة مهمة في الصناعات التي تتطلب حساسية خاصة مثلاً عند التعامل مع المواد القابلة للكسر. وبالانتقال من أرضية المصنع نحو مهام أكثر تنوعاً، يُبشّر هذا التطور ببزوغ جيل جديد من الروبوتات القادرة على أداء أعمال ثقيلة أو متكررة بسرعة وكفاءة تتجاوز البشر.
ومع تصاعد وتيرة الابتكار، قامت شركة روبوتيرا خلال الأعوام الأخيرة بتحسينات جوهرية على الجيل السابق من روبوتاتها، فأضافت للـ L7 قدرة على السيطرة على 55 مفصلًا متحركاً "درجة حرية" وعدّلت قدرته على رفع أوزان ثقيلة إلى قرابة 44 رطلاً بقوة ثابتة. كما زُوّد ببطارية قابلة للفك والاستبدال السريع كي لا تتوقف المهام التشغيلية.
ليس هذا فحسب، بل تقدم الشركة أيضاً نموذجاً مصغراً باسم M7 يختصر على جزء الجسم العلوي فقط ليخدم أغراض البحث والتطوير، في إشارة إلى مرونة عالية في تلبية احتياجات الجامعات والمصانع الراغبة بتوظيف الذكاء الاصطناعي والروبوتات في بيئات مختلفة. هكذا تتضح العلاقة بين التحديثات الأخيرة والتوجه نحو برمجة الروبوتات لأنشطة ذات طابع إنساني معقد.
هذا التقدّم لا يقتصر على المصانع فقط. فالـ L7 أظهر مرونة مبهرة في أداء مهام حياتية، مثل التعامل مع مناشف ورقية وستائر أو حتى الإمساك بالأشياء الدقيقة. يجدر الذكر أيضاً أن روبوتيرا كشفت مؤخراً عن روبوتها STAR1 الذي أدهش الجمهور بقدرته على استخدام عيدان الطعام اليابانية ببراعة تقارب البشر.
ولا يتوقف الأمر هنا: قدرة L7 على الجري، ورفع الأوزان، وتنفيذ حركات رياضية مع محاكاة الرقص، تجعله مرشحاً مثالياً ليس للمصانع فقط، بل لمجالات اللوجستيات والترفيه والمساعدة المنزلية في المستقبل. وبذلك تتكامل خطوط التطوير نحو روبوتات تتفاعل مع بيئة الإنسان بسلاسة أكبر في يومياتنا.
وسط هذه الثورة، تبرز تساؤلات كبيرة حول مستقبل سوق العمل البشري. هل هناك مجالات سيبقى للإنسان فيها الأفضلية أمام هذا النوع من الروبوتات فائقة القدرة؟ أم أننا أمام نقطة تحول حقيقية تعيد رسم أدوار البشر والروبوتات معاً؟ فمن الواضح أن رهان روبوتيرا على تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بعد قد يصنع فرص عمل جديدة ولكنه بلا شك يهدد أخرى تقليدية كانت حتى الأمس القريب في مأمن نسبي من الأتمتة.
في الختام، يبدو أن روبوت انسان-آلي L7 يمثل علامة فارقة في تاريخ التطور الصناعي والروبوتي على مستوى العالم، إذ تمهد تقنياته المتقدمة الطريق لمستقبل تتقاسم فيه الروبوتات والبشر المهام اليومية بل ربما تصل حد المنافسة. وبينما يدفع هذا التقدم عجلة الابتكار نحو سرعة غير مسبوقة، يبقى سؤالنا: هل ستحسن المجتمعات الاستفادة من هذه المنجزات للارتقاء بجودة حياة الإنسان أم أننا أمام تحديات جديدة لأمن الوظائف البشرية وريادة العقل الإنساني في مواجهة "عداء المعدن" الماهر؟
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.







