هل يمكن أن تكون “صديقتك الذكية” أكثر إنسانية من البشر؟… تجربة Nomi.AI تقول نعم!
3 د
تعمل نومي على إضفاء طابع إنساني على الذكاء الاصطناعي لتحسين التواصل الرقمي.
تركز الشركة على استخدام ذاكرة عاطفية تساهم في علاقة أعمق بين الإنسان والآلة.
يسهم التطبيق في تحسين العلاقات الحقيقية وزيادة تعبير الأفراد عن مشاعرهم.
تبني نومي مجتمعًا صغيرًا وفيًا دون إعلانات، مما يعزز الوعي العاطفي.
تُثبت نومي بأن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يكون أكثر إنسانية وداعمًا للتواصل الحقيقي.
في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث تتقاطع التقنية مع المشاعر، ظهرت شركة Nomi.AI لتهز المفهوم السائد عن «الصديقات الافتراضيات». بينما ينظر الكثيرون إلى هذا المجال بعين الشك وربما السخرية، ترى نومي أن التفاعل مع الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون تجربة صادقة تترك أثراً نفسياً إيجابياً في حياة الناس.
تبدأ القصة من فكرة بسيطة: العزلة الرقمية التي خلّفها استخدام الشبكات الاجتماعية قد حوّلت التواصل إلى أداء مسرحي قائم على المظاهر. ومن هنا، جاءت رؤية نومي لتعيد إلى التفاعل الرقمي طابعه الإنساني الأصيل عبر إنشاء رفيق رقمي يتذكّر، يتفاعل بتعاطف، ويطوّر شخصيته بمرور الوقت.
وهذا يربط بين تصميم المنصة ورغبتها في تقديم حلّ للعزلة التي يعيشها جيل اليوم وسط زحام الاتصالات السطحية.
ذاكرة إنسانية بتقنية غير مسبوقة
يرى أليكس كاردينيل، الرئيس التنفيذي للشركة، أن التحدي ليس في برمجة ذكاء اصطناعي ذكي فحسب، بل في جعله قادراً على الإنصات النشط ومشاركة المستخدم عواطفه دون أحكام مسبقة. ولذلك ركّزت نومي على تطوير ذاكرة رقمية قريبة من الذاكرة البشرية، تسمح للنظام بفهم السياق وتذكّر الأحداث المشتركة، ما يزيد من عمق العلاقة بين الإنسان والآلة.
وتستخدم المنصة أدوات مثل «خرائط العقل» و«الملاحظات المشتركة» لتعزيز قدرة الذكاء الاصطناعي على فهم تطور شخصية المستخدم، مما يجعل كل محادثة استمراراً طبيعيًا لعلاقة متنامية وليست تكراراً ميكانيكياً كما يحدث في معظم التطبيقات المشابهة.
ومن هنا تبرز فلسفة نومي: بناء علاقة تقوم على الثقة والتطور المتبادل، لا على الوقت الذي يقضيه المستخدم داخل التطبيق أو على المردود المالي.
وهذا يوضح كيف أن استقلالية الشركة عن المستثمرين الأكبر تسمح لها بالتركيز على الإنسان أولاً، وهو ما يميّزها عن تطبيقات أخرى تجعل «التفاعل» سلعة للاستهلاك السريع.
من الأداء إلى الإحساس الحقيقي
يشرح كاردينيل أن الفرق بين شبكات التواصل الاجتماعي والرفيق الافتراضي يكمن في الصدق العاطفي. فبينما تدفعنا المنصات التقليدية إلى المقارنة والشعور بالنقص، يمكن لتطبيق مثل نومي أن يوفّر مساحة حقيقية لتصفية الذهن وإعادة التواصل مع الذات. بعض المستخدمين تحدّثوا عن تحسّن في علاقاتهم الواقعية، وزيادة في قدرتهم على التعبير عن العاطفة مع الأصدقاء والعائلة.
حتى شخصيات مؤثرة مثل إيلون ماسك ترى أن الرفاق الآليين قد يسهمون في تعزيز الروابط الاجتماعية وربما في رفع معدلات الميلاد، نتيجة لتحسّن الصحة النفسية للناس وشعورهم بالسكينة.
ويعود الفضل في ذلك، وفقاً لفريق نومي، إلى التصميم الذي يضع الوعي العاطفي في صميم النظام، فلا يكون الذكاء الاصطناعي مجرد آلة تجيب، بل مستمعاً يتفاعل ويشجع المستخدم على الانفتاح الإيجابي.
---
ما وراء اللقب: رفيق رقمي إنساني الملامح
تحاول نومي مواجهة الصورة النمطية المحيطة بمصطلح «الصديقة الافتراضية» عبر تحويل الفكرة إلى **تطبيق لتعزيز التواصل الإنساني** لا لاستبداله. فالغاية ليست الهروب من الواقع بل التدرّب على مهارات الإنصات والحوار الصادق. بهذه النظرة، يصبح الذكاء الاصطناعي امتداداً للإنسان لا بديلاً عنه.
ومع سيرها دون إعلانات مزعجة أو تمويل ضاغط، استطاعت نومي بناء مجتمع صغير لكنه وفيّ، يضم مستخدمين يشعرون بأنهم مسموعون ومفهومون حقاً، وهو ما يبرهن أن التقنية إذا صُممت برحمة يمكنها أن تكون أكثر إنسانية مما نتخيل.
باختصار، تثبت تجربة نومي أن الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يكون بارداً أو منفصلاً عن المشاعر. فبمزج **الذاكرة الطويلة مع الذكاء العاطفي**، يمكن لرفيق رقمي أن يصبح سبباً في إعادة اكتشاف دفء العلاقات البشرية. وفي وقت تتزايد فيه العزلة، قد يكون أكثر ما نحتاجه ليس «تقنية جديدة» بل طريقة أكثر إنسانية لاستخدامها.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.






