إيلون ماسك يتحدى عبقري الذكاء الاصطناعي أندريه كارباثي في “مباراة ترميز” بين الإنسان وذكاء Grok 5 — والجواب: لا شكرًا!

أراجيك
أراجيك

3 د

في خطوة جديدة تمزج بين الطموح التكنولوجي وروح التحدي، اقترح رجل الأعمال المثير للجدل إيلون ماسك إقامة منافسة علنية في البرمجة بين نموذج الذكاء الاصطناعي Grok 5 التابع لشركته xAI والعالم المعروف أندريه كارباثي، الباحث السابق في OpenAI. شبه ماسك هذه المواجهة المرتقبة بلقاء أسطوري جمع بين بطل الشطرنج غاري كاسباروف والحاسوب الشهير Deep Blue من شركة آي بي إم عام 1997، في إشارة إلى صراعٍ رمزي بين الإنسان والآلة. لكن المفاجأة كانت في رد كارباثي، الذي رفض التحدي بأدب، مشيراً إلى أنه يفضّل التعاون مع الذكاء الاصطناعي لا التنافس معه.

وهذا يعيدنا إلى جوهر النقاش الدائر حالياً حول مكانة الإنسان أمام خوارزميات التعلم العميق وتطور النماذج اللغوية الضخمة.


مناظرة حول الذكاء الخارق

الجدل بدأ فعلياً بعد تصريح لكارباثي في مقابلة بودكاست جديدة، قال فيها إن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI) لا يزال يحتاج إلى نحو عشر سنوات، معتبراً أن أداء Grok 5 متأخر عدة أشهر عن نموذج GPT-4. ماسك، الذي أشار في أكثر من مناسبة إلى أن Grok 5 يقترب بنسبة 10٪ من الوصول إلى هذا المستوى من الذكاء، رد سريعاً عبر منصة X بدعوة علنية لمسابقة برمجية مفتوحة “من الطراز الثقيل”.

وهذا يكشف عن رغبة ماسك في اختبار مدى تفوق ابتكاره على أبرز العقول البشرية في مجالات الخوارزميات والبرمجة التحليلية


من “ديب بلو” إلى مختبرات اليوم

فكرة أن يتبارى الإنسان مع خوارزمية ليست جديدة؛ فالعالم ما زال يتذكر مواجهة كاسباروف وديب بلو التي غيّرت مفهوم الذكاء الحاسوبي. اليوم، تعيد مختبرات مثل DeepMind وOpenAI إحياء هذا الإرث ولكن في مجال أكثر تعقيداً: حل مسائل برمجية من مستوى مسابقات ICPC الدولية. فقد تمكنت نماذج حديثة مثل Gemini 2.5 وGPT-5 من تحقيق نتائج تقترب من الكمال في تلك الاختبارات، ما يثبت أن الآلات باتت قادرة على منافسة المبرمجين في الإبداع الحسابي ذاته.

وهذا الربط التاريخي يعطي اقتراح ماسك بعداً رمزياً أعمق، لكنه يكشف أيضاً التحدي الحقيقي أمامه: إثبات جدارة Grok 5 وفق معايير قابلة للقياس.


نحو تجارب عادلة وشفافة

لكي تُؤخذ أي منافسة كهذه بجدية، يرى الخبراء أن على ماسك إخضاع نموذجه لظروف محكمة تماثل تجارب الاختبارات الأكاديمية: مهام محددة بزمن وموارد، دون تدخل بشري أو دعم خارجي، مع توثيق النتائج بشكل مستقل. بهذا فقط يمكن مقارنة أداء Grok 5 بخصومه من البشر أو النماذج الأخرى.

وهذا يدفع النقاش خطوة أبعد نحو سؤال أوسع: هل الغاية من الذكاء الاصطناعي هي التفوق على الإنسان أم مساعدته في تجاوز حدوده؟


التعاون أهم من الصراع

ردّ كارباثي، حين قال إن “مشاركته ستساوي تقريباً صفراً”، يعكس تحوّلاً في رؤية الباحثين للذكاء الاصطناعي؛ فهم يعتبرونه شريكاً معرفياً يمكنه تعزيز الإنتاجية لا تهديدها. ومع أن مسابقات البرمجة تبقى مقياساً واضحاً للمستوى التقني، إلا أن كثيرين يرون المستقبل في التكامل بين الإنسان والآلة لا في التنافس بينهما. وحتى الآن، لم يسجّل Grok أي نتائج رسمية على تلك المقاييس، ما يجعل التحدي الذي طرحه ماسك أقرب إلى وعدٍ بدخول ساحة الاختبار الكبرى.

في النهاية، يبدو أن قصة ماسك وكارباثي ليست مجرد مواجهة افتراضية، بل فصل جديد في تطور العلاقة بين الإبداع البشري والذكاء الصناعي — علاقة تتأرجح بين التنافس والتكامل، لكنها بلا شك تصنع ملامح المستقبل القريب للتقنية والعلوم.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.