الصين تكشف رقاقة كمية أسرع بـ1000 مرة وتشعل سباق الحوسبة الكمّية عالميًا

3 د
كشفت الصين عن رقاقة فوتونية تسارع معالجة المشكلات ألف مرة.
تعاونت CHIPX وتورينغ كوانتم لدمج الحوسبة الكمّية الفوتونية في شريحة واحدة.
استخدمت الرقاقة في الفضاء والطب الحيوي والقطاع المالي لتعكس نضج التقنية.
الصين تمتلك تصنيع رقاقات فوتونية بنيوبات الليثيوم بطاقة تصل إلى 12 ألف رقاقة سنويًا.
الصين تتقدم في السباق الكمّي العالمي وربما تتجاوز الولايات المتحدة قريبًا.
في خطوة تُشعل المنافسة في ميدان الحوسبة الكمّية، كشفت الصين عن رقاقة فوتونية جديدة تقول إنها قادرة على تسريع معالجة المشكلات المعقدة بأكثر من ألف ضعف مقارنة بالحلول التقليدية. الإنجاز لم يمر مرور الكرام، إذ حصد جائزة التكنولوجيا الرائدة خلال قمة مؤتمر الإنترنت العالمي في وتشن هذا الشهر، متقدماً على مئات الابتكارات المتنافسة من مختلف أنحاء العالم. هذه البداية وحدها تضعنا أمام تطور لافت يحمل في طياته ملامح تحول كبير في قدرات الذكاء الاصطناعي والبنى التحتية الرقمية.
الاندماج بين الضوء والإلكترونيات
التقنية الجديدة وُلدت من تعاون بين مركز أبحاث CHIPX في مدينة ووشي وشركة تورينغ كوانتم الناشئة في شنغهاي، حيث قدّم الفريق ما يصفه بأنه أول دمج حقيقي لتقنيات الحوسبة الكمّية الفوتونية داخل شريحة واحدة قابلة للإنتاج على نطاق واسع. وهذا الربط بين الجهود البحثية والتطبيقات الصناعية يعطينا لمحة عن أهمية القدرة على إنتاج شرائح ضوئية باستخدام تقنيات تصنيع الرقائق التقليدية، بما يشمل الحزم المشتركة بين المكوّنات الضوئية والإلكترونية. ومن هنا يمكن فهم كيف تحاول الصين تجاوز قيود الحوسبة الكلاسيكية التي تعتمد على الإلكترونات فقط داخل المعالجات التقليدية.
الانتقال من المختبر إلى الواقع
ما يميز هذه الرقاقة الفوتونية هو أنها لم تبقَ حبيسة المختبرات، بل وصلت فعلاً إلى الاستخدام العملي في مجالات حساسة مثل الفضاء والطب الحيوي والقطاع المالي. هذا الانتقال السريع يعكس نضج التقنية، خاصة أن الشريحة تعتمد على شرائح من نيوبات الليثيوم الرقيق ومعالجة تعتمد على الفوتونات، أي جسيمات الضوء، التي تمتاز بسرعة هائلة وقدرة كبيرة على تنفيذ العمليات المتوازية. وهذا يربط بين الطموح العلمي الصيني وتوسّع البلاد في بناء مراكز بيانات مخصّصة للذكاء الاصطناعي والسوبركمبيوتر.
قدرات إنتاجية غير مسبوقة
ويبدو أن هذه الخطوات لم تأتِ من فراغ، فالبروفيسور جين شيانمين، المدير المؤسس لمركز CHIPX، قضى نحو خمسة عشر عاماً يعمل على تطوير شرائح فوتونية قابلة للتصنيع. وقد نجح الفريق في 2025 في إنتاج أول خط تجريبي في الصين لتصنيع رقاقات فوتونية من رقائق نيوبات الليثيوم بقياس ست بوصات بطاقة تصل إلى اثني عشر ألف رقاقة سنوياً. هذا التطور التصنيعي يضع الصين في موقع متقدم، إذ أصبح لديها سلسلة إنتاج مكتملة تشمل التصميم والتصنيع والتغليف والاختبار، وهي قدرات لا تزال نادرة عالمياً. وهذا يوضح كيف تحاول الصين خلق منظومة متكاملة تعزز استقلالها في مجالات التكنولوجيا المستقبلية.
سباق الكم بين الصين والولايات المتحدة
ولا يمكن قراءة هذا التطور بمعزل عن سياق السباق العالمي في الحوسبة الكمّية، إذ تتسارع الصين نحو تضييق الفجوة مع الولايات المتحدة. تقارير حديثة تشير إلى احتمال تجاوز بكين لنظيرتها الأمريكية خلال عامين فقط، بعد أن أصبحت تكنولوجيا الكم واحدة من أولوياتها الوطنية الست عشرة للفترة 2021 حتى 2035. ومع وصول الإنفاق الحكومي إلى ما يقارب 15 مليار دولار، تجد الصين نفسها على مسار تصاعدي يمنحها موقعاً قوياً في سباق يوصف عادة بأنه لا يقل شراسة عن سباق الذكاء الاصطناعي. وهذا ينسجم مع رغبة بكين في تقديم نفسها لاعباً رئيسياً في التكنولوجيا العميقة.
خاتمة:
في المحصلة، تمثل الرقاقة الفوتونية الجديدة خطوة لافتة في مسيرة الصين نحو قيادة موجة الجيل التالي من الحوسبة. فالجمع بين الأداء الفائق، والقدرة على الإنتاج، والاستخدامات الواقعية يضع هذه التكنولوجيا في قلب المنافسة العالمية على مستقبل الكم. ومع استمرار تركيز الصين على الاستثمار طويل الأمد في هذا المجال، يبدو أن السنوات المقبلة ستشهد تسارعاً أكبر في سباق لا يهدأ بين القوى التقنية الكبرى.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.









