الولايات المتحدة تصنع أول شريحة Blackwell على أراضيها — إنفيديا تشكر ترامب وتعلن “العصر الصناعي الجديد”

أراجيك
أراجيك

3 د

أشاد جنسن هوانغ بثورة صناعية جديدة تقودها الولايات المتحدة بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

سياسات ترمب الاقتصادية، وخاصة الرسوم الجمركية، أعادت إحياء التصنيع الأمريكي.

إنتاج رقاقة "بلاكويل" في أمريكا يؤكد التحول نحو تصنيع أشباه الموصلات محليًا.

تخطط إنفيديا لاستثمار 500 مليار دولار في تكنولوجيا الحوسبة الفائقة خلال الأعوام القادمة.

يرى هوانغ حاجة الولايات المتحدة لمهارات حرفية عالية لدعم الثورة الصناعية الجديدة.

في حديث أثار اهتمام أوساط التكنولوجيا والاقتصاد، أعلن المدير التنفيذي لشركة «إنفيديا» جنسن هوانغ أن الولايات المتحدة على أعتاب «ثورة صناعية جديدة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي»، مشيدًا بالسياسات الاقتصادية التي اتبعها الرئيس دونالد ترمب، وعلى رأسها الرسوم الجمركية التي – بحسب وصفه – «أعادت الروح إلى التصنيع الأميركي».

يرى هوانغ أن هذه الإجراءات وفّرت الزخم اللازم لتسريع بناء مصانع متقدمة لتصنيع أشباه الموصلات محليًا، بعد سنوات من الاعتماد على سلاسل توريد آسيوية. ويضيف بثقة أن هذه الخطوة ليست مجرد إنجاز تقني، بل بداية تحول اقتصادي شامل يعيد رسم ملامح الصناعة في القرن الحادي والعشرين.

وهذا التصريح يعيد تسليط الضوء على مشروع «إنفيديا» الأخير، الذي يُعد حجر الأساس في تحوّل الصناعة التكنولوجية الأميركية.


الرقاقة الأميركية الأولى من نوعها

أعلنت «إنفيديا» بالتعاون مع عملاق الصناعة التايواني TSMC عن إنتاج أول رقاقة «Blackwell» داخل الأراضي الأميركية، وهي قاعدة تصنيع لإحدى أكثر الشرائح تقدمًا في تقنيات الذكاء الاصطناعي. وصف هوانغ الأسبوع الماضي بأنه «تاريخي» لأن «الولايات المتحدة تصنع الآن أذكى الشرايح في العالم داخل أحدث المصانع في العالم».

ويؤكد أن هذه الخطوة جاءت نتيجة مباشرة لسياسات «إعادة التصنيع» التي أطلقتها إدارة ترمب. فبفضل اكتشف كيف تقود "إنفيديا" ثورة صناعية جديدة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي والسياسات الاقتصادية في أمريكا، مستقبلاً مليئًا بالإبداع والتقنيات المتقدمة. والقيود على الاستيراد، اندفعت كبرى الشركات إلى الاستثمار داخليًا، مما سرّع وتيرة الإنتاج المحلي.

ومن هذا الإنجاز، تنتقل الرؤية إلى طموحات أوسع تهدف إلى جعل الولايات المتحدة مركزًا عالميًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي الفائقة.


نصف تريليون دولار من الاستثمارات التقنية

بحسب تصريحات هوانغ، تُخطط «إنفيديا» وشركاؤها لضخ نحو 500 مليار دولار في تكنولوجيا الحوسبة الفائقة خلال الأعوام الثلاثة إلى الأربعة المقبلة، لتصبح الولايات المتحدة موطنًا لأقوى بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في العالم. وقال:


«نحن في قلب أكبر ثورة صناعية في تاريخ البشرية، بعد البخار والكهرباء وثورة المعلومات، يأتي الآن عصر الذكاء الاصطناعي».

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لن يغيّر صناعة التقنية فحسب، بل سيمتد تأثيره إلى كل القطاعات، من الزراعة إلى النقل والرعاية الصحية. هذه النظرة الاستراتيجية تعكس رؤية «إنفيديا» لمستقبل يعتمد على «الذكاء الرقمي» في تشغيل الاقتصاد العالمي.

وهنا تتقاطع مساعي الشركة مع السياسات الأميركية التي تشجع على التصنيع المحلي وتدفق الطاقة والاستثمار في المهارات البشرية.


عمال مهرة في صميم الثورة المستقبلية

لم يقتصر حديث هوانغ على الأرقام والتكنولوجيا فحسب، بل دعا إلى «إحياء المهن اليدوية المتخصصة»، معتبرًا أن الموجة الجديدة من الثراء ستشمل العاملين في مجالات السباكة والكهرباء والتقنيات الصناعية. فمع توسع بناء مصانع الرقائق والحواسيب العملاقة، سيزداد الطلب على أصحاب المهارات التطبيقية بشكل غير مسبوق.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحتاج إلى «مئات الآلاف، بل ملايين الحرفيين الماهرين» لتلبية احتياجات المصانع الجديدة، معتبرًا أن هؤلاء سيكونون العمود الفقري للثورة الصناعية القادمة.

ذو صلة

وهذا الرأي يتماشى مع سياسة «إنفيديا» التي تضع التنمية البشرية جنبًا إلى جنب مع الابتكار التقني لضمان استدامة التفوق الصناعي الأميركي.

تبدو تصريحات جنسن هوانغ أكثر من مجرد إشادة بسياسة سابقة؛ فهي بمثابة خريطة طريق لعصر جديد يتلاقى فيه الذكاء الاصطناعي مع الصناعة الثقيلة والطاقة والسياسات الاقتصادية. وبينما تتسابق الدول للاستثمار في الحوسبة الفائقة، تراهن الولايات المتحدة على مزيج من الابتكار المحلي والإرادة السياسية لقيادة العالم نحو «الثورة الصناعية الخامسة».

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة