تركت العمل مع تويتر وإيلون ماسك.. حوار حصري مع طارق العوزة عن الدروس القيمة التي استخلصها من هذه التجربة!

في عالم يتزايد فيه الإعتماد على التكنولوجيا يومًا بعد يوم، تبرز قصص المبرمجين والخبراء التقنيين كمصدر إلهام ومعين للمعرفة، خاصةً عندما تتشابك هذه التجارب مع شغفنا واهتماماتنا، ولا ينكر أحد اليوم أن دور المبرمجين والخبراء التقنيين يبرز كعنصر أساسي في رسم ملامح المستقبل. نلتقي اليوم مع طارق العوزة، لنستكشف معه رحلته المهنية المتميزة وتجربته الفريدة مع عملاق التواصل الاجتماعي، تويتر. من خلال هذه المقابلة، نأمل في الغوص عميقًا في تجربة طارق، واستكشاف الدروس المستفادة والتحديات التي واجهها، ورؤيته لمستقبل التكنولوجيا في ظل الثورة الرقمية الحالية.

مرحبا فيكم وشكرا جزيلا على هذه الفرصة الجميلة. طبعا، مساري كان مسار تقليدي بعالم التكنولوجيا. درست بكالوريوس هندسة برمجيات من جامعة البلقاء التطبيقية بالأردن. ثم انتقلت إلى قطر للعمل كمبرمج مع شركة بروجرس سوفت، والتي هي شركة برمجيات أردنية. عملت مع بروجرس سوفت ٧ سنين ومن خلالهم درست ماجستير إدارة أعمال من جامعة نيويورك للتكنولوجيا فرع الأردن. 

بعد ذلك انتقلت لدراسة ماجستير علم حاسوب وحوسبة سحابية في جامعة ستيفنز بأمريكا. بعد التخرج عملت كمبرمج مع شركة تكنولوجيا ناشئة بمدينة نيويورك وبقيت معهم حوالي ٥ أعوام. 

بعد ذلك حصلت على فرصة للمقابلة مع شركة تويتر من خلال تقديمي للوظيفة على موقعهم الرسمي، ومررت بسلسلة من المقابلات التي أتممتها بنجاح الحمدلله ليتم قبولي للعمل بتويتر.

بعد إعلان تويتر عن قبول عرض ايلون مسك للاستحواذ على الشركة، كل شيئ تغير داخليا من ناحية ثقافة الشركة. حيث ان الاجواء العامة كانت متوترة باستمرار حيث لم يكن هناك أي معلومات عن توجه الشركة بعد عملية الاستحواذ وما سيحدث للموظفين الحاليين. وما زاد من الطين بلة هي التسريبات عن ايون مسك باستعداده للاستغناء عن أكثر من ٥٠٪ من موظفين الشركة بعد عملية الاستحواذ. ولذلك بيئة العمل لم تعد بيئة مشجعة ومحفزة للاستمرار.

لم يكن هناك حدث محدد بذاته، ولكن هي مجموعة من العوامل كما ذكرت سابقا شجعتني على البدء بالبحث عن عمل آخر بأقرب وقت ممكن لضمان استقراري الوظيفي.

مكثت مع تويتر ٣ أعوام خلالهم تعلمت الكثير من الدروس من الناحية التقنية والشخصية سأذكر بعضا منها.

من الناحية التقنية، تعلمت لغات برمجة جديدة علي أنا شخصيا كجافاسكريبت ورياكت وسكالا، بالاضافة لكيفية عمل شركات التكنولوجيا الكبيرة من ناحية إدارة مشاريعهم بمختلف المراحل.

ومن الناحية الشخصية، تعرفت على الكثير من الأشخاص الرائعين الذين تعلمت منهم الكثير. طورت كثيرا من مهاراتي في التحدث أمام عدد كبير من الناس، ومن مهاراتي في النقاش التقني، ومن ثقتي بنفسي في المقابلات.

أكثر مشروع تعلمت منه هو ما كان يسمى بتويتر بلو Twitter Blue والذي يسمى حاليا Premium. من خلاله عملت مع مجموعة مختلفة من المبرمجين والمصممين والمدراء وتعلمت الكثير بعالم الاشتراكات أو الsubscriptions من ناحية تقنية.

من وجهة نظري الشخصية، المبرمجين الحاليين الذين يبحثون عن فرص عمل يجب عليهم عمل التالي:

صعب جدا التكهن بما سيحدث لفرص عمل المبرمجين في المستقبل مع النهضة الكبيرة جدا بمجال الذكاء الاصطناعي. إذا تابعنا آراء الخبراء بهذا المجال سنرى المتفائل وسنرى المتشائم. أنا شخصيا من الأشخاص المتفائلين وأعمل جاهدا بشكل دائم على أن أكون حاضرا لأي نهضة تكنولوجية مستقبلية من خلال تقوية مهاراتي التقنية والبقاء على اطلاع دائم بسوق العمل والتطور التكنولوجي بشتى المجالات خصوصا مجال الذكاء الاصطناعي.