تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

سقف التطور التكنولوجي: هل وصلت رسوميات الألعاب لحدودها القصوى؟

عز الدين عادل
عز الدين عادل

5 د

تتنافس شركات الألعاب الضخمة من خلال رسوميات ألعابها. في منافسة قوية تهدف إلى الوصول إلى مستوى رسومي مبهر و أقرب إلى الواقع. وشتان بين جرافيكس الألعاب قديمًا والآن. مما يجعلنا نفكر, هل مع تطور المعالجات الرسومية وارتفاع إمكانيات منصات الألعاب يمكننا الوصول إلى رسوميات حيث لا نستطيع أن نفرق بينها وبين الواقع؟ أم أننا وصلنا بالفعل إلى قمة الرسوميات حيث لا تتحمل تلك التكنولوجيا معالجة تفاصيل أكثر من ذلك؟


لا تزال هناك مساحة كبيرة برسوميات أفضل

قد يساور البعض شعور أننا أوشكنا على الوصول إلى أفضل جودة رسومية ممكنة في ألعاب الفيديو نظرًا لأننا بدأنا لا نلاحظ فروقًا كبيرة في جودة الرسوميات على مدار السنوات الأخيرة. لكن بالعودة إلى الوراء حيث الجيل السابق وما قبله نجد أنه مع إصدار جيل جديد من منصات ألعاب الفيديو تتنافس الشركات على الوصول إلى أفضل جودة رسوميات يمكن أن توفرها تلك المنصات مما قد يسرع عملية الوصول إلي تلك الجودة لكن لا يعني ذلك بالضرورة أنها الجودة الأفضل على الإطلاق.

لذلك نستنتج أن أفضل جودة رسومية ممكنة قد تكون بين أيدينا بالفعل لكن أجهزتنا قد لا تتحملها. حيث يعمل المطورون على ألعابهم كي تناسب تلك المنصات والوصول إلى أفضل جودة متاحة وليست أفضل جودة ممكنة. لذلك يمكن تلخيص هذا الجانب في أن الفرق الخارق في رسوميات الألعاب نلاحظه بين الأجيال. أي أننا سوف نلاحظ ذلك مع صدور جهاز Playstation 6 مثلًا.

كما أنه بالنظر إلى أجهزة الحاسب الشخصي نرى أن المعالجات الرسومية أصبحت كالوحوش الآلية. مثل كروت RTX 4090 و AMD Radeon RX 7900 XTX والتي يتخطى سعرها الألف دولار و التي يمكنها أن تتحمل معالجة تفاصيل مرعبة لإنتاج رسوميات مبهرة. لكن لا يستطيع المطورون استغلال 100% من قوة هذا المعالج الرسومي بسبب أن ألعابهم تصدر أيضًا على منصات الألعاب والتي ذكرنا سابقًا أن قوتها محدودة بعض الشيء.

هناك بالفعل عدة تقنيات جعلت من الرسوميات أكثر واقعية بأقل موارد ممكنة مثل تتبع الأشعة (Ray Tracing) والذكاء الاصطناعي (AI) والواقع الافتراضي (VR)، والتي لا تزال في بداية ظهورها.


ماذا تقدم تقنية Ray Tracing وأين وصلت؟

تقنية Ray Tracing تحاكي المؤثرات الضوئية والانعكاسات والظلال والضبابية وعدة تأثيرات أخرى. فمصادر الضوء في الألعاب لا تصدر ضوءًا فعلًا بل إن الألعاب مصممة كي تحاكي تأثير الضوء على البيئة من حولك. توفر تلك التقنية محاكاة كاملة لجميع تلك المؤثرات بجودة مذهلة.

الطريقة التي تعمل بها هذه التقنية معقدة بعض الشيء. لكن يمكنك تمييزها فور رؤيتها حيث ترسم تأثير الضوء على البيئة بشكل دقيق للغاية و توفر رسوميات واقعية للغاية. حيث إن التأثيرات الضوئية في عالم الجرافيكس هي اللمسة الأنيقة التي تميزها بشكل كبير. لقد تعمقنا قليلًا في مقالة سابقة عن تقنية تتبع الأشعة يمكنك قراءتها من هنا.


لم تقدم تقنية الواقع الافتراضي (VR) أفضل ما في جعبتها بعد

تعد ساحة الواقع الافتراضي أكثر الساحات التي يستكشفها المطورون في الوقت الحالي. ومع إصدار نظارات واقع افتراضي جديدة تتطور معه رسوميات تلك الألعاب والتي تعد ألعابًا مميزة ذات تجربة رائعة تخطف الأنفاس. هناك تفاصيل معينة مهمة عندما نتحدث عن الرسوميات في ألعاب الواقع الافتراضي، فدقة 720P و 1080P و 2K و 4K قد لا تكون ملائمة تمامًا لتلك الألعاب، حيث يسعى المطورون للوصول إلى دقة أعلى فنحن نتحدث عن شاشات قريبة جدًا من أعين اللاعبين.

مع دخول الألعاب السحابية إلى المعادلة توفر للمطورين مساحة أكبر لإنتاج رسوميات أفضل، ولكنها تحتاج اتصالًا جيدًا بالإنترنت. أهم مزايا ألعاب الواقع الافتراضي هي أنها تمكّن اللاعب من التحكم في مكانه واتجاه رؤيته من خلال تحريك رأسه. مما زاد الأمر صعوبة على مطوري ألعاب الواقع الافتراضي حيث قد ينظر اللاعب في أي اتجاه بحرية كاملة مما يجعل الأمر بالغ الصعوبة لإنتاج ألعاب ذات سرد قصصي مميز يحتاج فيها اللاعب أن يشاهد أشياء معينة.

جميع تلك العوامل تشير إلى أنّ أمام المطورين طريقًا طويلًا ومساحات شاسعة من الاستكشاف للوصول إلى جودة أقرب ما تكون إلى الواقعية.


الذكاء الاصطناعي يتدخل في كل شيء!

إحدى أحدث التقنيات التي سمعنا عنها منذ عدة أشهر، هي تقنية مبتكرة ضمن DLSS 3.0 تساعد على تقليل الحمل عن المعالجات الرسومية قدر الإمكان والوصول إلى أعلى معدل إطارات ممكن. وذلك عن طريق محاولة التنبؤ بالإطار التالي من خلال الذكاء الاصطناعي التي أدت بالفعل إلى ارتفاع جيد في معدل الإطارات. الأمر الذي يجعلنا نتساءل عما إذا كان يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في تلك العملية بشكل كامل و يتنبأ بجميع السيناريوهات الممكنة.

مع تطبيق تلك الأفكار على رسوميات الألعاب نجد أنه بلا شك سيكون إضافة ثورية للصناعة بشكل عام عندما يتم إدخاله بالشكل الصحيح و استغلال إمكانياته التي لا تزال في بدايتها تقدم تقنيات مرعبة بالفعل. حيث يمكن أن يتدخل الذكاء الاصطناعي لإصلاح مشاكل الرسومات غير الواضحة وإضافة التفاصيل إليها.

مثال آخر، تقنية Hyper Motion من لعبة FIFA 2023 والتي -دون الخوض في تفاصيل دقيقة- تحاكي حركة جسد اللاعبين في الحقيقة عن طريق خوارزميات متقدمة لجعل اللعبة أكثر واقعية وإظهار شخصية لكل لاعب. هذا يعني أنه يمكننا أن نوفر للذكاء الاصطناعي التصاميم الثابتة ويبدأ هو في تحريكها وإضافة الحياة إلى الصور.


قمة الرسوميات في طريقها إلينا

ذو صلة

تقنية تتبع الأشعة والواقع الافتراضي كانتا إضافتين ثوريتين للصناعة، ومع التدخل القوي للذكاء الاصطناعي في كل شيء من حولنا يشير إلى أننا لا نزال في بداية طريقنا إلى قمة الجرافيكس.

على الجانب الآخر لا تزال المعالجات الرسومية تحت التطوير وتزداد قوة يومًا بعد يوم، حيث لاحظنا أن كروت الرسوميات بدأت أحجامها في الازدياد بشكل سريع لتوفير تبريد مناسب لتلك الوحوش. يدل هذا على متطلبات الرسوميات المرتفعة و ما تحتاجه من كروت قوية ذات تقنيات متقدمة. إذًا لم نصل بعد إلى القمة، لكن المؤكد عندما نصل للقمة لن نستطيع التفريق بين الواقع والرسوميات المُصطنعة.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة