لماذا صنعنا Mando AI؟ من فوضى الأدوات إلى منصة واحدة متكاملة

بعد أكثر من عقد في الإعلام الرقمي والاستشارات، ما زلت ألاحظ نفس المعضلة تتكرر لدى معظم الشركات الصغيرة والمتوسطة: الفجوة تتسع بين السرعة الجنونية التي تتحرك بها التكنولوجيا خلال الأعوام الأخيرة، وبين قدرة هذه الشركات على اللحاق بها… خصوصًا حين يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي.

الفرق تتوه بين عشرات التطبيقات المنفصلة لإدارة المبيعات وخدمة العملاء، وتعاني من تكرار الأعمال اليدوية وضعف الكفاءة. أما الذكاء الاصطناعي، فما زال يبدو بعيد المنال ما لم يكن لديك ميزانية شركة عملاقة.

في معظم الجلسات الاستشارية التي خضتها، كنت أسمع نفس الشكوى تتكرر: ميزانيات الإعلانات ترتفع باستمرار، والتكاليف التشغيلية تبقى كما هي، والنتيجة فرق عمل منهكة تبحث عن وسيلة أكثر فاعلية لإدارة مواردها.

وأثناء الحديث مع المؤسسين كنت أسمع نفس الأسئلة مرارًا:

الحقيقة أننا طرحنا على أنفسنا الأسئلة ذاتها. وبعد تجربة عشرات الأدوات (بعضها مبهر، ومعظمها مخيّب)، أدركنا أن ما ينقص الشركات ليس ذكاءً اصطناعيًا أكثر ذكاءً، بل طريقة أذكى لتكامل هذه الحلول وتغليفها في صورة عملية.

لم يكن الهدف أن نصنع منتجًا جديدًا يضيف خانة إلى قائمة طويلة من الأدوات. بل أن نبتكر المنصة التي تمنيت لو كانت بين يدي طوال سنوات عملي مع العملاء.

من هنا جاءت Mando AI.

ليست مجرد روبوت محادثة أو مولّد نصوص، بل منصة موحدة صُممت لتكون حلاً عمليًا يغنيك عن تشتيت فريقك بين أدوات متفرقة.

ماذا تقدّم Mando؟

تطبيق خدمة العملاء: دعم سريع ودقيق على موقعك وواتساب (مع قنوات إضافية كالبريد والصوت قريبًا). يدعم التحويل الفوري إلى الموظفين، ويوفر صندوق وارد موحد، وتكاملًا عميقًا مع أنظمة CRM عبر Webhooks.

مركز المساعدة: أنشئ وأدر الأسئلة الشائعة والأدلة والوثائق خلال دقائق، عبر محرر مدعوم بالذكاء الاصطناعي. يمكنك استضافة المحتوى على نطاقك وربطه مباشرة في محادثات الدعم.

غرفة الأخبار: نظام إدارة محتوى خفيف وسلس لنشر التحديثات والإعلانات وإبقاء العملاء والشركاء والفريق على اطّلاع دائم.

مساعد المؤسسة (الجوهرة الحقيقية): واجهة محادثة واحدة، مرنة بلا حدود. يمكنك الاستعلام عن مكتبة بياناتك المخصصة، أو التبديل إلى نماذج متقدمة مثل GPT-4 أو Claude، وقريبًا الاندماج مع Gmail وSlack ليُصبح بإمكانك إرسال البريد، وإنشاء المستندات وتنفيذ كافة الأعمال عن طريق Mando.

باختصار: لماذا تدفع مقابل عشر أدوات منفصلة بينما يمكنك الاكتفاء بواحدة متكاملة؟

ماذا يعرف الذكاء الاصطناعي؟ ومن يتحكم في ذلك؟

في Mando AI، صممنا مكتبة بيانات مرنة تتيح للشركات إدارة محتواها بسهولة. يمكنك رفع المستندات أو ربط موقعك أو حتى إضافة مواد جديدة من خلال المحرر المدمج بواجهته المُبسطة. ثم تحديد من يحق له الوصول إليها بدقة، حسب الملف، المجلد، القسم، أو الموظف الفرد.

بهذا تظل خطط المالية ضمن فريق المالية فقط، وأدلة الموارد البشرية محدثة دائمًا لموظفي HR فقط. أنت من يقرر من يرى ماذا، والذكاء الاصطناعي يلتزم بذلك.

المنصة تعتمد على RAG (التوليد المعزز بالاسترجاع) بطريقة محسّنة: تقسيم، فهرسة، تلخيص… كل التفاصيل الدقيقة جرى ضبطها لتقديم إجابات بالغة الدقة.

اختبرنا هذا على موقع أراجيك نفسه (25 ألف مقال وملايين الزوار). النتيجة؟ إيجاد المعلومة المطلوبة وسط بحر من البيانات، في كل مرة، وبنفس القدر من الدقة.

في وقت تُقيدك فيه معظم المنصات بخطط اشتراك جامدة وباهظة، تقدّم Mando AI نموذجًا مختلفًا:

بُنيت Mando انطلاقًا من قناعة راسخة: أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون بسيطًا، مرنًا، ومتاحًا؛ خاصة للشركات التي لا تملك رفاهية إضاعة الوقت أو المال.

لا زوائد، لا التزامات خانقة، ولا وعود مبالغ فيها. فقط أدوات حقيقية تساعد فرقًا حقيقية على إنجاز المزيد بموارد أقل.

أفتخر أن Mando AI وُلدت كمنصة عربية، من تطوير فريق عربي. لم تكن مجرد واجهة مترجمة مثل كثير من الأدوات الأخرى، بل نظام صُمم منذ البداية ليدعم اللغة العربية بشكل كامل، بما في ذلك لوحة التحكم وتجربة الاستخدام.

هدفنا لم يكن إضافة خيار للغة فقط، بل تقديم أداة طبيعية ومناسبة للسوق العربي، قادرة على خدمة المستخدم محليًا وعالميًا بكفاءة تضاهي ما هو متاح في الأسواق الأجنبية.

أعلم أن حديثي قد يبدو تسويقيًا بعض الشيء، وأتفهم ذلك. لكن السبب بسيط: نحن متحمسون بالفعل لما بنيناه في Mando. بعد سنوات من مواجهة أنظمة معقدة وأدوات أقل من التوقعات، هذه المنصة هي جوابنا العملي لكل ذلك.

وأقول هذا ليس بصفتي جزءًا من فريق Mando فقط، بل أيضًا، بصفتي مؤسس أراجيك.