ذكاء اصطناعي

HMD Fuse: أول هاتف للأطفال يمنع الإباحية ويحميهم رقميًا

أراجيك
أراجيك

4 د

أعلنت HMD عن هاتف HMD Fuse لحماية الأطفال من المحتوى الضار.

يستخدم الهاتف تقنية الذكاء الاصطناعي HarmBlock+ لفلترة الصور الإباحية مباشرة.

الهاتف مصمم بتشاور مع آلاف أولياء الأمور لتحقيق توازن بين الحماية والحرية الرقمية.

يتميز بمواصفات قوية وسعر مناسب لتلبية احتياجات الأطفال التقنية والأمنية.

رحب المجتمع التربوي بالهاتف كأداة لتعزيز الأمان الرقمي للأطفال.

في زمن تتشابك فيه التكنولوجيا مع تفاصيل حياتنا اليومية، تبرز الحاجة لحماية الأطفال والمراهقين من الأخطار الرقمية المتزايدة، لا سيما مع سهولة الوصول إلى الإنترنت وانتشار الأجهزة الذكية. في هذا السياق، أعلنت الشركة الفنلندية HMD، المشهورة بهواتف نوكيا، عن إطلاق هاتف HMD Fuse المخصص للأطفال، والذي يحمل ميزة غير مسبوقة: منع تام للتعامل مع الصور الإباحية أو العارية أياً كان نوع التطبيق أو الخدمة.


ذكاء اصطناعي يرسم جدار حماية غير قابل للاختراق

ما يميز HMD Fuse حقاً هو دمجه لتقنية الذكاء الاصطناعي HarmBlock+ التي طورتها الشركة البريطانية SafeToNet. يعمل هذا النظام بشكل متكامل داخل نظام التشغيل نفسه، ما يعني أنه لا يمكن تعطيله أو تجاوزه بأي طريقة تقليدية مثل برامج الـ VPN أو التلاعب بالإعدادات. تدقق HarmBlock+ في محتوى الشاشة كل بضع ثوانٍ، لتكتشف على الفور أي صورة أو مشهد ذو طابع جنسي أو إيحائي وتقوم بحجب الشاشة بشكل كامل، بل وتغلق تطبيقات التواصل أو تبث النهاية الفورية لمكالمات الفيديو أو البث المباشر عند الضرورة.

يشكل ذلك قفزة نوعية في جهود حماية الصغار من الاستغلال الرقمي، سواء أثناء مشاهدة الفيديوهات، أو إرسال واستقبال الصور، أو حتى محادثات الفيديو المباشرة. ومن اللافت أن النظام يتعامل مع الصور مباشرة على الجهاز دون إرسالها إلى الخوادم، مما يعزز خصوصية المستخدمين الصغار ويعفيهم من التخوف حول استغلال بياناتهم الشخصية. وهذا يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول مزايا الذكاء الاصطناعي كأداة وقائية في العالم الرقمي، ويحقق تطلعات أولياء الأمور لصياغة تجربة استخدام آمنة لهواتف أطفالهم.


الهاتف "المضاد للإباحية": بين الحماية والتربية الرقمية

ارتكز تصميم HMD Fuse على مبدأ تشاوري مع أكثر من 37 ألف ولي أمر وطفل بحثاً عن توازن بين الحماية والحرية الرقمية والتعامل مع قضايا الخصوصية، خصوصاً وأن تقارير عديدة كشفت عن تعرض كثير من الطلبة لضغط لإرسال صور حساسة أو حتى التعرض لنشر هذه الصور دون إذنهم. تؤكد الشركة أن هدفها ليس مجرد "المنع" بل وضع إطار يعيد للأهل القدرة على المتابعة والإرشاد بدون قلق مستمر أو مراقبة مجهدة.

ويقف هذا في انسجام تام مع قوانين الأمن الرقمي الجديدة مثل قانون الأمان على الإنترنت في بريطانيا، ويشكل رداً عملياً على شركات التقنية التي تزعم أن الحلول التكنولوجية عاجزة أمام مشكلات المحتوى الضار، إذ يبرهن HMD Fuse على أن التطوير التقني إذا أُحسن توظيفه، بإمكانه حماية شريحة هشة من المستخدمين.

بعد استعراض هذه النقاط، يظهر جلياً أن الهاتف الجديد يضع "الحماية الرقمية" كقيمة أساسية، ولا يكتفي بمنع الصور الإباحية بل يشمل أنظمة رقابة أبوية وتقييد وصول الطفل للمحتوى حسب عمره، مع إمكانية التحكم في التطبيقات ومدة استخدام الجهاز وتتبع موقعه الجغرافي، وبهذا يُقدِّم للأهل حلاً تقنياً متكاملًا يرافق أبناءهم خطوة بخطوة في عالم الإنترنت المفتوح.

وهكذا تتوضح كيف أن HMD Fuse لا يقتصر على الحجب فقط، بل يملك مجموعة شاملة من أدوات التحكم والضبط التي تعزز مفهوم التربية الرقمية المسؤولة في العصر الحديث.


مواصفات تقنية قوية وسعر في المتناول

لا يقتصر هاتف HMD Fuse على الوظائف الوقائية فحسب، بل يأتي بمواصفات تقنية تجعله منافساً قوياً في فئة الهواتف الاقتصادية. فهو مزوّد بشاشة بحجم 6.56 بوصة ومعالج Snapdragon 4 Gen 2 وذاكرة عشوائية بحجم 6 جيجابايت، مع مساحة تخزين 128 جيجابايت قابلة للزيادة حتى 1 تيرابايت. كما يحمل كاميرا خلفية بدقة 108 ميجابكسل وأخرى أمامية بدقة 50 ميجابكسل وبطارية كبيرة بسعة 5,000 مللي أمبير.

يتم تسويق الجهاز حالياً من خلال شركتي Vodafone وThree البريطانية بعقد شهري يبلغ 33 جنيه استرليني ودفع مقدّم رمزي، ما يجعله في متناول نسبة واسعة من الأسر. وهذه المزايا التقنية المعتبرة تُضفي ميزة تنافسية للهاتف وتمنع تقليصه فقط في زاوية "الصندوق الآمن" بل تمنح الطفل جهازاً عصرياً بمعايير الأمان الحديثة.

وبذلك يتفاعل HMD Fuse مع تطور الهواتف الذكية، ليضع معايير جديدة لما يجب أن يكون عليه "الهاتف المناسب للأطفال" من حيث القدرات والأمان والمعايير الأخلاقية.


ثقة الأهل ومشاركة المجتمع التربوي

لم يكن إطلاق HMD Fuse محصوراً في الصالات التقنية، بل تفاعلت معه المدارس والمجتمع التربوي، حيث رحب معلمون وأولياء أمور بالفكرة واعتبروها نقلة في أدوات الأمان الرقمي. إذ يمثل الهاتف في نظرهم فرصة لإشراك الأهل بنشاط في حياة أبنائهم الافتراضية دون المساس بحرياتهم، بل بتقديم إطار آمن يسمح لهم بالاستكشاف والتعلم دون خوف من مخاطر الاستغلال أو التهديد.

ففي تصريح لرئيسة إحدى المدارس بلندن خلال حفل الإطلاق، اعتبرت أن الهاتف يمنح الأهل أدوات واقعية للتدخل والتوجيه والاحتواء، وهو أمر قد يغير حياة أطفال كثيرة ويحد من الكوارث الرقمية التي تتكرر سنويا، ما يمنح ثقة مضاعفة للآباء والمعلمين في عالم أصبح أكثر اتصالاً وتعقيداً.

خلاصة المشهد، في ظل تصاعد المخاطر الرقمية وازدياد حالات الابتزاز الإلكتروني والتنمر عبر الشبكات والتطبيقات، يأتي HMD Fuse كطفرة تقنية حقيقية تضع سلامة الأطفال الرقمية في صدارة الأولويات. بخليط من الذكاء الاصطناعي عالي الفاعلية، وإجراءات أمان مشددة، وميزات رقابة أبوية مرنة، لا يوفر الأمان فقط بل يسهم في ترسيخ مفاهيم التربية الرقمية المتزنة، ويعيد للأسر الشعور بالإطمئنان وسط زحمة العالم الافتراضي المتغيرة باستمرار. هذه البداية قد تكون فاتحة لعهد جديد من أجهزة ذكية ترافق أطفالنا وتحميهم، دون أن تعزلهم عن تطلعات جيلهم إلى الحرية والاكتشاف.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.