أوبر تسمح للمعلنين باستخدام بيانات رحلاتك لعرض إعلانات أكثر دقة

ملاذ المدني
ملاذ المدني

3 د

أوبر تطلق برنامج إعلانات يستخدم بيانات التنقل وسلوكيات الطلب للمستخدمين.

برنامج "أوبر إنتليجنس" يمنح المعلنين بيانات حول عادات تنقّل وشراء المستخدمين.

البرنامج يعتمد على غرف البيانات النظيفة لحماية الخصوصية أثناء دمج البيانات.

قد تواجه أوبر تحديات بشأن الخصوصية رغم الفوائد التجارية العديدة.

تسعى أوبر لتحقيق توازن بين الابتكار والثقة في سوق الإعلانات.

يبدو أن فكرة تتبّع خطوات المستخدمين وتحويلها إلى أرباح لم تعد مجرد توقعات بالنسبة لأوبر، بل أصبحت استراتيجية معلنة تتقدم بها الشركة بثبات. فمنذ سنوات، كانت التسريبات تلمّح إلى نية الشركة الاستفادة من كنز البيانات الذي تجمعه من خرائط التنقل وطلبات التوصيل، واليوم تطلق أوبر برنامجاً جديداً يعمّق دخولها إلى عالم الإعلانات الرقمية الموجّهة اعتماداً على السلوك الحقيقي للمستخدمين وليس فقط نشاطهم على الإنترنت.


تفاصيل التوغل في بيانات الحركة والتنقل

أوبر كشفت عن برنامج يحمل اسم أوبر إنتليجنس، وهو منصة تسمح للمعلنين بدمج بياناتهم مع بيانات تنقّل مستخدمي أوبر وعادات طلب الطعام لديهم. الفكرة هنا أن المعلنين لن يحصلوا فقط على معلومات حول الوجهات المتكررة للمستخدم، بل أيضاً عادات الشراء،كالتردد على مطاعم معينة أو المرور الدائم في أحياء محددة. وهذا يقودنا إلى خطوة أوبر الأعمق في مجال استهداف المستهلكين اعتماداً على أنماط حياتهم الحقيقية اليومية.

وهذا الربط بين البيانات التجارية والسلوك الواقعي يفتح الباب لفهم أدق لعادات المستهلكين، وهو ما يمهّد لبرامج أكثر تخصيصاً وتوجيهاً للمستخدمين.


كيف تعمل غرف البيانات النظيفة

البرنامج يعتمد على ما يسمى غرفة البيانات النظيفة، وهي بيئة رقمية مغلقة يتم فيها دمج البيانات من دون كشف الهويات أو كسر قواعد الخصوصية المعلنة. الشركة الشريكة المسؤولة عن تشغيل هذا النظام هي لايف رامب، المعروفة بتقنياتها التي تسمح بتحويل بيانات غير متصلة بالإنترنت إلى أدوات فعالة للمعلنين. بفضل هذه التقنية، يصبح بإمكان الشركات تحليل تحركات المستخدم، نوع طعامه المفضل، والمناطق التي يزورها بشكل متكرر، من دون الحاجة لملفات تعريف تقليدية.

ومع تطور ذلك النوع من التحليل المتقدم، يصبح من الممكن ربط عادات المستخدم اليومية مع حملات تسويق مصممة خصيصاً لتعزيز ولائه أو تغيير قراراته الشرائية.


سيناريوهات الاستفادة: من الفنادق إلى الإعلانات داخل السيارات

أوبر قدمت مثالاً بسيطاً لتوضيح قوة هذه البيانات، إذ يمكن لسلسلة فنادق أن تتعرّف على المطاعم أو المتاجر التي يقصدها النزيل المحتمل، لتصميم عروض أو برامج ولاء موجهة إليه. كما أن الإعلانات داخل تطبيق أوبر أو حتى الشاشات داخل المركبات قد تُخصّص بناءً على نوع الرحلات التي يقوم بها الشخص، مثل السفر المتكرر لأغراض العمل أو زيارة مناطق معينة باستمرار.

ومع هذا المستوى من التخصيص العميق، يصبح المجال مفتوحاً أمام أوبر لتحقيق قفزة جديدة في سوق الإعلانات المستندة إلى الموقع الجغرافي والسلوك المعيشي.


تحديات الثقة وتنظيم البيانات

رغم جاذبية هذه التقنيات، أشار محللون إلى أن أوبر قد تواجه أسئلة حساسة حول الثقة والخصوصية، خصوصاً أن ما يُعرف بالبيانات الأرضية يمنحها رؤية دقيقة للغاية حول حياة المستخدم الواقعية. ومع ازدياد التدقيق العالمي في شركات التكنولوجيا الكبرى، قد تجد الشركة نفسها أمام مطالبات تشريعية تحد من قدرتها على توظيف هذه البيانات.

وتقودنا هذه التساؤلات إلى حقيقة أن سباق التكنولوجيا لا يمكن فصله عن مخاوف الخصوصية المتزايدة لدى المستخدمين وصنّاع القرار.

ذو صلة

خاتمة

بهذا البرنامج الجديد، تضع أوبر قدماً قوية في عالم الإعلانات الموجهة، مستندة إلى أكبر رصيد لديها: بيانات الحركة والتنقّل. وبين الفرص التجارية الضخمة والقلق المتنامي حول الخصوصية، يبدو أن مستقبل أوبر في هذا المجال مرهون بقدرتها على تحقيق توازن بين الابتكار والحفاظ على ثقة المستخدمين.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة