إيلون ماسك يسخر من أمازون بعد تعطل خوادمها: “75% من كودها مكتوب بالذكاء الاصطناعي!”

أراجيك
أراجيك

3 د

شهدت شبكة الإنترنت يوم الإثنين 20 أكتوبر واحدة من أوسع الأعطال التقنية في الفترة الأخيرة، بعدما أصيبت خدمة "أمازون ويب سيرفيسز" (AWS) بعطل مفاجئ تسبب في توقف عدد كبير من المنصات التي تعتمد عليها، من بينها "برايم فيديو"، و"كانفا"، و"بيربلكسيتي"، ما شلّ عمل جزء كبير من البنية التحتية الرقمية حول العالم.

وفي خضمّ هذه الأزمة، لم يفوت الملياردير الأمريكي إيلون ماسك الفرصة لانتقاد عملاق التقنية، إذ نشر على منصة "إكس" تعليقاً ساخراً يقول فيه بالإنجليزية: "You don’t say"، رداً على تصريح سابق للرئيس التنفيذي لـ AWS كان قد أشار فيه إلى أن نحو 75% من الأكواد التشغيلية في أمازون أصبحت تُولَّد بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.

وهذا يربط بين سخرية ماسك ومخاوفه الدائمة من الاعتماد الزائد على الأنظمة الذكية في مهام حساسة مثل إدارة البنى التحتية السحابية التي تخدم ملايين المستخدمين يومياً.


تأثير واسع على المستخدمين والمنصات

لم تقتصر آثار العطل على منصات الترفيه فحسب، بل شملت كذلك خدمات مالية مثل "فينمو"، وألعاباً إلكترونية مثل "روبلكس"، وتطبيقات للتعلم والكتب مثل "دولينغو" و"غودريدز"، إلى جانب منتجات أمازون نفسها مثل "أليكسا" و"برايم فيديو".

ووفق منصة "داون ديتيكتور" المتخصصة في رصد الأعطال، سُجّلت أكثر من 2000 بلاغ في الولايات المتحدة وحدها خلال الساعات الأولى من الانقطاع.

أما تطبيق المراسلة المشفر "سيغنال" الذي يعتمد هو الآخر على خوادم AWS، فقد أكد رئيسه التنفيذي أن الخدمة تعطلت بالفعل نتيجة الخلل نفسه، وهو ما أثار قلق عدد من المستخدمين بشأن موثوقية الخدمات السحابية المركزية.

وهذا يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول هشاشة الاعتماد المفرط على مقدمي الخدمات السحابية الثلاثة الكبار: أمازون، مايكروسوفت، وغوغل.


خلفيات اقتصادية وتقنية

تعد AWS العمود الفقري للإنترنت الحديث، إذ توفر قدرة حوسبة ضخمة، وتخزين بيانات، وبنية تحتية رقمية متكاملة للشركات والحكومات والمؤسسات الناشئة على حد سواء.

ومع توسّع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في توليد الأكواد، تسعى أمازون إلى تحقيق سرعة وكفاءة أعلى في التشغيل، لكن العطل الأخير أثار تساؤلات عن مدى موثوقية هذه الأكواد في بيئات الإنتاج الضخمة.

وتقول الشركة إن العطل نجم عن "مشكلة تشغيلية داخلية" تمّت معالجتها بالكامل لاحقاً، مؤكدة أنها تعمل على مسارات متعددة لتسريع عملية الاسترداد وتفادي تكرار الحادثة.

وهذا يربط بين استثمار أمازون في الذكاء الاصطناعي وبين سعيها للمنافسة في أسواق الحوسبة السحابية أمام "مايكروسوفت أزور" و"غوغل كلاود"، حيث تشكل الموثوقية والاستقرار أهم عوامل التفوق.


المراجعة البشرية ضرورة لا بديل عنها

أعاد هذا الحدث إلى الأذهان النقاش المتجدد حول حدود الاعتماد على البرمجة الآلية. فحتى لو كانت الأكواد تُولّد عبر خوارزميات متقدمة، تبقى المراجعة البشرية خطوة أساسية قبل وصولها إلى بيئات التشغيل.

فالأخطاء، وإن كانت بسيطة، قد تمتد آثارها إلى ملايين المستخدمين خلال دقائق.

بين الطموح إلى تسريع التطور التقني والحرص على استقرار المنظومات الرقمية، توازن أمازون اليوم على خيط رفيع.

أما تعليق ماسك الساخر فكان بمثابة تذكير صريح بأن الذكاء الاصطناعي، رغم قدرته الهائلة، ما زال يحتاج إلى عين بشرية يقظة تحرس موثوقيته في عالم يعتمد عليه إلى هذا الحد.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.