ابتكار بوليمر جديد يقاوم تسرب الغازات ويحدث ثورة في مجالات الصناعة
3 د
طور معهد MIT بوليمرًا مقاومًا لنفاذ الغازات لتحسين العزل في الإلكترونيات والطيران.
يمتلك البوليمر روابط ذرية محكمة، ليمنع مرور الجزيئات الغازية مثل الأوكسجين.
يدعم الابتكار بطاريات السيارات الكهربائية ويحمي شاشات العرض المرنة والأجهزة القابلة للارتداء.
يمكن إنتاج المادة بتكلفة منخفضة من مصادر متجددة لتقليل البصمة الكربونية.
يحمل البوليمر الجديد وعدًا بإحداث نقلة نوعية في عالم العوازل الحديثة وحماية البيئة.
في خطوة جديدة تُبرز براعة البحث العلمي في مجالات المواد المتقدمة، أعلن باحثون من معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) عن تطوير بوليمر فريد قادر على مقاومة نفاذ الغازات تماماً، في إنجاز يمكن أن يغير قواعد اللعبة في صناعة الإلكترونيات، الطيران، وتغليف المواد الحساسة. يعِد هذا الابتكار بعصر جديد من العوازل الفائقة التي توفر حماية غير مسبوقة ضد التسرب والتآكل، وهو ما يمثل تقدماً كبيراً في عالم المواد الذكية والمستدامة.
يدور جوهر هذا الاكتشاف حول تصميم مادة بوليمرية تتمتع بتقاطع محكم لروابطها الذرية، مما يمنحها كثافة عالية ومرونة في آنٍ واحد. هذه البنية تعيق مرور الجزيئات الغازية مثل الأوكسجين والهيليوم، حتى عند تعرضها لضغوط مرتفعة أو درجات حرارة متطرفة. ويشير الفريق البحثي إلى أن المادة يمكن أن تتجاوز أداء البلاستيك التقليدي أو حتى الزجاج من حيث قدرة العزل والكفاءة الطاقية.
وهذا يربط نتائج الاختبار بمستقبل التطبيقات العملية الواسعة التي يمكن أن تنبني على هذا الابتكار.
نحو جيل جديد من التطبيقات الصناعية
من أبرز المجالات التي يمكن أن تستفيد من هذا البوليمر هي السيارات الكهربائية، حيث يُستخدم كعازل في البطاريات لحمايتها من الرطوبة والغازات المتفاعلة. كذلك، تُبدي شركات الإلكترونيات اهتماماً كبيراً بالمادة لاستخدامها في شاشات العرض المرنة والأجهزة القابلة للارتداء، بفضل مقاومتها للهواء والماء دون التأثير في الخفة أو السماكة. أما صناعة الأغذية، فقد ترى فيها فرصة مثالية لتغليف المواد الحساسة والحفاظ على النكهة والجودة لفترات أطول.
يمتد الأثر أيضاً إلى قطاع الفضاء والطيران، إذ يمكن أن تُستعمل الطبقات البوليمرية الجديدة كمواد حماية لأجهزة الاستشعار والمعدات التي تعمل في بيئات قاسية، حيث الضغط والحرارة يتغيران بشكل حاد.
وهذا يقود إلى تساؤل جوهري عن الكيفية التي سيوازن بها العلماء بين الأداء العالي واستدامة الإنتاج.
الاستدامة والتكلفة
يشدد فريق MIT على أن المادة الجديدة ليست فقط فعّالة، بل يمكن إنتاجها بتقنيات منخفضة التكلفة نسبياً مقارنة بالمواد المتوفرة في السوق. كما أن إمكانية تصنيعها من بوليمرات عضوية مشتقة من مصادر متجددة يفتح الباب أمام تقليل البصمة الكربونية الناتجة عن الإنتاج الصناعي. هذه النقطة تحديداً تمنح الابتكار بعداً بيئياً يتجاوز مجرد العزل التقني، ليصبح مثالاً ملموساً على التقاء التكنولوجيا مع الاستدامة.
وبينما تتواصل التجارب لتحسين مقاومة المادة للعوامل البيئية طويلة الأمد، يرى الخبراء أن هذا المشروع قد يمهد الطريق أمام جيل جديد من المواد المتقدمة التي تجمع بين القوة، المرونة، وحماية البيئة.
في الخلاصة، يحمل البوليمر الجديد من MIT وعداً حقيقياً بإحداث نقلة نوعية في عالم العوازل الحديثة، لكونه يجمع خصائص المتانة وخفة الوزن ومقاومة الغازات في آن معاً. وإذا ما تم توسيع نطاق إنتاجه ودمجه في أنظمة متعددة، فقد نشهد خلال سنوات قليلة تحولاً جذرياً في بنية كثير من الصناعات التي تعتمد على الحماية الدقيقة من التسرب والعوامل الجوية.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.







