الذكاء الاصطناعي العسكري يشتعل: البنتاغون يضيف نماذج Grok إلى ترسانته

ملاذ المدني
ملاذ المدني

3 د

البنتاغون يضاف نماذج Grok إلى "الترسانة الرقمية" لتوسيع الذكاء الاصطناعي العسكري.

المبادرة جزء من توسّع منصة GenAI.

mil التي تضم نموذج Gemini for Government.

النماذج تركز على حماية البيانات وتحليلات فورية لتعزيز التفوق المعلوماتي.

دمج نماذج Grok يثير تساؤلات حول تأثيرها الحقيقي داخل الجيش الأمريكي.

في خطوة جديدة تعكس تصاعد سباق الهيمنة التقنية داخل المؤسسات العسكرية الأمريكية، أعلن البنتاغون أنه سيضيف أنظمة ذكاء اصطناعي مبنية على عائلة نماذج Grok إلى ما يسميه “الترسانة الرقمية”. الإعلان جاء عبر بيان رسمي حمل لغة متحمسة وكأنه يروّج لمنتج تكنولوجي جديد أكثر منه تحديثاً دفاعياً، لكنه يعكس بوضوح حجم الرهان على الذكاء الاصطناعي في عمليات التحليل والاستخبارات وإدارة البيانات داخل وزارة الحرب الأمريكية.


من الترسانة الرقمية إلى منصة GenAI

اللافت أن هذه التحديثات ليست معزولة، بل تأتي ضمن توسّع أكبر لمنصة GenAI.mil، وهي منصة الذكاء الاصطناعي التي دشّنها البنتاغون قبل أسابيع بإضافة Gemini for Government من جوجل. وهذا يربط بين استقدام نماذج Grok وبين توجه أشمل لدمج أدوات تحليل البيانات وتوليد النصوص ضمن سير العمل العسكري اليومي. وبينما قدّم وزير الحرب بيت هيغسث تصريحات وردية حول “الفرص اللامتناهية للكفاءة”، بدت الجملة أقرب إلى صياغة لطالب حديث التخرج في العلاقات العامة، لكنها تكشف الرغبة في ترويج الذكاء الاصطناعي كحل سحري داخل البيروقراطية الضخمة للوزارة.


نماذج Grok داخل الجيش

الاتجاه نحو اعتماد Grok يعيد أيضاً سؤال استخدام الذكاء الاصطناعي في ساحات الصراع، خاصة بعد تقارير حقوقية تحدثت عن استخدامه في عمليات استهداف داخل غزة. لكن وزارة الحرب الأمريكية تبدو في مسار مغاير، إذ تؤكد أن المنتجات الجديدة ستركّز على مهام مثل حماية البيانات المصنفة، والحصول على تحليلات فورية من منصة X، في محاولة لتعزيز التفوق المعلوماتي. وهذا يربط التحديث التقني الجديد بمسعى أوسع داخل الجيش لتوظيف الذكاء الاصطناعي في الاستخبارات المفتوحة وتحليل المحتوى اللحظي.


إصلاحات الإدارة وسباق الشركات

ويتقاطع هذا التوجه مع أمر تنفيذي أصدره الرئيس ترامب في أبريل الماضي يدعو إلى “تحديث” آليات التعاقد الدفاعي وتقليل القيود الإدارية بدعوى تسريع الابتكار. هنا يظهر بوضوح السعي لمنح الشركات مثل xAI مساحة أوسع داخل الصناعة الدفاعية، وهي ظاهرة ليست جديدة، إذ سبق لإريك شمِدت خلال إدارة بايدن أن لعب أدواراً مؤثرة في مأسسة استثمارات الذكاء الاصطناعي داخل البنتاغون، رغم الانتقادات التي أثارتها السيناتور إليزابيث وارن حول تضارب المصالح. وهذا يربط حالة xAI اليوم بتاريخ طويل من اندماج شركات وادي السيليكون في المجمع الصناعي العسكري.


فقاعة تقنية أم تحديث فعلي؟

ورغم كل الضجيج المحيط بالخطوة، يصعب تخيّل نماذج Grok كعنصر حاسم في سلسلة القتل أو العمليات التكتيكية، إذ تبدو المبادرة أقرب إلى تحديث إداري معلن بضجة تقنية كبيرة، أشبه بإبلاغ الموظفين أنهم سيحصلون على برنامج بريد إلكتروني جديد. وهنا يظهر سؤال جوهري: هل نحن أمام طفرة حقيقية في الذكاء الاصطناعي العسكري أم مجرد موجة جديدة من التسويق التقني داخل مؤسسات الدفاع الأمريكية؟

ذو صلة

الخاتمة

في النهاية، يعكس إدخال نماذج Grok إلى المنظومات العسكرية محاولة مستمرة لدمج الذكاء الاصطناعي في كل جانب من جوانب العمليات الحكومية، من إدارة الملفات إلى تحليل البيانات الميدانية. وبين الحماسة والرغبة في اللحاق بركب التقنية، يبقى السؤال مفتوحاً حول مدى تأثير هذه الأدوات فعلياً على قدرات الجيش، وما إذا كانت ستتحول إلى تغيير جوهري أم إلى مجرّد فصل جديد في قصة الاندماج المتزايد بين التكنولوجيا وصناعة الدفاع.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة