تريند 🔥

🤖 AI

فيلم Civil War.. أمريكا كما لم ترها من قبل!

civil war scene from film arageek
أحمد يحيى عزيز
أحمد يحيى عزيز

6 د

فيلم Civil War يعد آخر أفلام المخرج وكاتب السيناريو الإنجليزي أليكس جارلاند Alex Garland والمعروف بتميزه في أفلام الخيال العلمي وأشهرهم فيلم Ex Machina 2014 والذي وزعته نفس الشركة الموزعة لفيلمه الأخير وهي شركة A24 المرموقة والتي تتميز أفلامها دومًا بالتفرد الغير مسبوق في أي نوع. 

يعتبر الفيلم هو أول أفلام جارلاند البعيدة عن نوع الخيال العلمي، ولكنه فيلم خيالي من نوع آخر ذي نزعة ديستوبية تعرض أمريكا بشكل غير المعهود؛ ففي الفيلم نرى أمريكا على حافة الخراب التام.. نرى أمريكا مفككة بعين مخرج غير الأمريكي! 

الفيلم الذي نحلله اليوم في "أراجيك فن" يأتي من بطولة ممثلة سلسلة أفلام سبايدر مان الشهيرة والمعروفة بها باسم "ماري جين Mary Jane" النجمة كريستين دانست Kirsten Dunst، والنجم البرازيلي المعروف واجنر مورا Wagner Moura نجم مسلسل Narcos، والذي مثل فيه دور "بابلو اسكوبار".

وبرفقتهم نجوم آخرين كبار مثل جيسي بليمونز Jesse Plemons وستيفين هيندريسون Stephen McKinley Henderson نجم فيلم Dune، وكايلي سبايني Cailee Spaeny نجمة فيلم Priscilla وغيرهم.

7.6/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Civil War

رحلة عبر مستقبل أمريكا البائس، تتبع فريقًا من الصحفيين الملحقين بالجيش وهم يتسابقون مع الزمن للوصول إلى العاصمة قبل نزول فصائل المتمردين إلى البيت الأبيض.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2024
  • إخراج

    أليكس جارلاند

بطولة

كريستين دانست،
فاغنر مورا،
كايلي سبايني،
نيك أوفرمان

النوع

أكشن،

محاكاة الواقع 

يحكي Civil War عن "لي سميث" وهي مصورة حرب شهيرة، تقرر في ظل خراب الحرب الأهلية في أمريكا أن تذهب من نيويورك إلى العاصمة واشنطن لتحاور الرئيس وتصوره، وأثناء رحلتها برفقة صديقها جويل والذي يقدمه الممثل "واجنر مانورا" ورئيسها ومعلمها سامي "ستيفين هيندريسون".

وتنضم إليهم عنوة جيسي "كايلي سبايني" وهي إحدى المعجبات بـ لي وتعتبرها مثلها الأعلى وتريد أن تصير مصورة مثلها، فتفاجئ لي بها في صباح يوم الرحلة. 

يسلط الفيلم الضوء على فئة ذات أهمية كبيرة؛ إذ يعرضون أنفسهم وحياتهم للخطر من أجل إظهار الحقيقة وهم مصوري الحروب. 

فبطلة Civil War مصورة وصحفية ونادرًا ما نرى أفلامًا يكون نموذجها مثل ذلك، كما أن شخصية "لي سميث" هي شخصية مركبة، فهي قد أفنت حياتها في مهنتها ولم تستطع تكوين أسرة نظرًا لأن مهنتها لم تترك لها الفرصة لذلك.

بخلاف شهرتها التي زادت الأمر تعقيدًا بعدما انتشرت صورة لها بعنوان "Antifa Massacare" والاسم نفسه معنى يرمز به المخرج لما يريد إيصاله من قصة الفيلم. 

نرى في أحداث Civil War معاناة مصوري الحروب وكيف يمكن لمهنتهم أن تدمرهم وتصيبهم بالعديد من العقد النفسية التي ربما تجنح في لحظة إلى الجنون! 

كما أن الفيلم في وجود نموذج بطلته تمتهن هذه المهنة أصبح فيلمًا تسجيليًا أكثر مما يكون روائيًا، إذ غلب الطابع التسجيلي على الفيلم نظرًا لأن بطلته مصورة. 

وهنا تأتي عبقرية "جارلاند" في استخدام بطلته للمغايرة؛ فصار فيلمه مزيجًا بارعًا بين التسجيلية والروائية. 


الحروب في السينما

للوهلة الأولى ومن شكل الملابس وتكنيك التصوير وغيرهم شعرت أن المخرج متأثرًا بأفلام شهيرة أحسست فيها الحالة نفسها التي أنتجتها مشاهد فيلمه كفيلم Apocalypse Now لكوبولا، وFull Metal Jacket لستانلي كوبريك.

الفيلمان عرضا دمار الحرب مشابهًا لما عرضه الفيلم، الفارق الوحيد أن الدمار في فيلم جارلاند يحدث داخل أمريكا وليس خارجها! 

كما أن للصورة لغة خاصة داخل فيلم Civil War؛ إذ أنها ترسل معلومات وتفاصيل مهمة لا يرسلها الحوار؛ فعلى سبيل المثال في أحد مشاهد الفيلم يرتدي جنود قوات التحالف الغربي WA شارة عليها علم أمريكا ولكنه بنجمتين فقط وليس بخمسين نجمة. 

فالنجوم في علم أمريكا ترمز إلى عدد الولايات نفسها! وأتى تفسير هذه التفصيلة بإن الجنود هم من قوات تحالف ولايتي كاليفورنيا وتكساس بمساندة من ولاية فلوريدا، على النقيض نرى علم أمريكا كما هو في المشاهد التي ظهر فيها البيت الأبيض فقط! 

علاوة على ما أبرزته الصورة من لغة، جاء الحوار أيضًا في منتهى الذكاء كما يخدم الهدف الذي يريده الفيلم وهو إبراز تفكك أمريكا ككل، بالإضافة إلى توضيح معاناة المصورين أبطاله، الذين لم يتم اختيار أعمارهم اعتباطًا.

فـ "لي وجويل" يرمزون إلى الحاضر، و"سامي" يرمز إلى الماضي، و"جيسي" ترمز إلى المستقبل فهؤلاء ليس من حقهم طرح الأسئلة تجاه ما يرونه ولكنهم عليهم فقط التقاط صورة حقيقية وصادقة حتى يتمكن العامة من طرح الأسئلة وإيجاد إجابة!

تمكن فيلم Civil War من عرض سامية هذه المهنة ليس فقط من خلال نماذج أبطاله وحسب بل ومن خلال حواراتهم سويًا. 


رمزية Civil War

ظهرت براعة السيناريو والحوار أيضًا في فيلم Civil War بمشهد ما من رحلة الصحفيين إلى واشنطن على الحدود؛ إذ لم يستطع أي منهم تفرقة المتمردين من الوطنيين.

فهناك قابلوا أحد قادة الميليشيات ولم يظهر إلى أي الطرفين ينتمي، آنذاك سأل ذلك القائد أحدهم: "أي نوع من الأمريكيين أنت؟!".

 لخص ذلك السؤال كل ما أراد الفيلم إيصاله من رسائل مباشرة كانت أو غير المباشرة. فالفيلم يعرض الحرب الأهلية في أمريكا وجميعنا حتى أبطاله نعيش ذلك ولكن لا أحد يعرف السبب الحقيقي وراء هذه الحرب، أو لماذا حدث كل ذلك؟

 ربما من كثرة سنواتها نسي الجميع السبب ولأي طرف ينتمون. أصبح الأمر شبيهًا بالمجزرة، التي لم تكن لتحدث لولا وجود الفاشية. هكذا يعلل السيناريو من أحداثه طرحه لعنوان الصورة التي أشهرت لي سميث "Antifa Massacre". 

جاء في فيلم Civil War أيضًا إسقاط هام من خلال مشهد ظهرت به معسكرات للقوات المتحدة والمتبقية من الوطنيين من الجيش الأمريكي الأساسي، أشبه بمعسكرات الأمم المتحدة للاجئين.

تكرر ذلك مرتين في كل مرة نرى الأمريكيين يُعاملون كاللاجئين، إذ تتحدث الصورة لتخبرنا أن الحرب الأهلية جعلتهم كاللاجئين في موطنهم! 

كما أن الفيلم لم يخفِ أو يهمش من معاناة بطلته الشخصية في فقدانها لحياتها، فوجود "جيسي" بالرحلة أوضح ذلك الصراع ففي البداية لم تكن لي على وفاق معها ومع قراراتها وآرائها وعلى مدار الرحلة أصبحت "جيسي" في النهاية ابنتها التي لم تنجبها ونسختها المصغرة.

ونتج من علاقتهما المضطربة علاقة أم بابنتها، وفي أعمق المعاني وأخفاها ترمز هذه العلاقة بحاضر أمريكا الذي دمرته الحرب بمستقبلها الواعي والمُخلص. 

ومن خلال شخصياته ومصائرهم، وتفاقم الأحداث وذكاء سردها يمكننا في النهاية أن نصل لتحليل قاطع، إن فيلم حرب أهلية ليس إلا دعوة من مخرجه للتساؤل حول مصير الشعوب التي تواجه هذا الدمار.

فطرح أمريكا عرضة لهذا الخيال لم يأتِ اعتباطًا بسبب استحالة حدوث ذلك لها ولكن من أجل التأمل في عبثية ما يمكن حدوثه في ظل خراب حقيقي يصيب الأنفس والمجتمعات قبل الأمكنة. 

ذو صلة

فيلم Civil War جاء كتحذير من هذا الخراب الذي لا تساوي حقيقته واحد بالمئة لما تم عرضه، كما أن صانعه لا يريدنا أن نتخيل -لأنه حقيقة- أو نشعر بمن يواجهون حروبًا أهلية بقدر ما يريدنا أن نسأل لماذا لا نشعر بأي شيء!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة