مراجعة فيلم “It Ends with Us”.. بين الدراما الرومانسية والعنف الأسري كيف جاءت الحكاية؟
5 د
“بعض العلاقات علاجها في هدمها، قد يؤذيك ذلك الهدم، قد يشعرك بالندم والألم، قد يحرق صبرك وأيام من عمرك، ولكن إنقاذك يبدأ من هنا.”
تعبر هذه المقولة للكاتب والشاعر الفرنسي "فيكتور هوغو"، عن مضمون فيلم "It Ends with us"، لمخرجه وبطله "جوستين بالدوني" (رايل كينكايد)، وبطلته "بليك ليفلي" (ليلي بلوم)، واللذين تجمع ما بينهما قصة حب، سرعان ما تتحول إلى علاقة سامة (توكسيك)، تحاول فيها ليلي التغاضي عن بعض الأمور التي تنغص صفو هذا الارتباط.
انعسكت مشاكل الثنائي الزوجية، على علاقة النجمين في كواليس تصوير الفيلم -هذا ما انتشر في الأسابيع الماضية- وظهر ذلك في أثناء حملات الترويج للعمل. حيث قيل أن هنالك انقسامات في الرآي، تتعلق بتفاصيل القصة والرؤية الإخراجية، حيث وصلت إلى حد المشاجرات، وبالتالي أجواء مشحونة ملآى بالتواترات والمجادلات.
فيلم "وانتهى الأمر بنا" استند في حدوته إلى رواية الكاتبة الأمريكية "كولين هوفر"، والتي تعالج قضايا العنف الأسري بين الأزواج.
ما تفاصيل قصة ليلي ورايل، وكيف التقيا؟ وهل يروي هذا المشروع السينمائي، ظمأ محبي الدراما الرومانسية الأمريكية. سندرك هذا، ضمن هذا المقال مع "أراجيك فن".
It Ends With Us
تجسد بليك ليفلي دور ليلي بلوم، التي تلتقي بجراح الأعصاب رايل كينكيد (جاستن بالدوني) الذي تعتقد أنه قد يكون توأم روحها. ومع ذلك، تبدأ الأسئلة في الظهور حول علاقتهما، كما أن ظهور حب ليلي من المدرسة الثانوية، أطلس (براندون سكلينار)، يضيف أيضًا مشكلة جديدة لهذه العلاقة.
عرض المزيد
إنتاج
2024
إخراج
جاستن بالدوني
بطولة
قصة الفيلم
نشاهد "ليلي بلوم" عائدة إلى موطنها في ولاية "مين"، لحضور جنازة والدها، دون ظهور علامات الحزن على وجهها.
خلال التأبين يصعب عليها نطق بضع كلماتٍ، عن والدها، وذكراه، وتأثيره في شخصيتها. حينها ندرك أن ما حفره في قلبها، وروحها، دمر صورت الأب الجميلة داخلها.
ترجع شقراء البلدة إلى مدينتها الحالية بوسطن، وتلتقِ خلال تواجدها على إحدى أسطح المدينة وهي تحاول التنفيس عن حزنها، بشابٍ يكاد يفقد عقله من الغضب، إلا أنه كاريزماتي. ليتضح تباعًا فقدانه لطفلٍ يبلغ من العمر 6 سنوات، بعد إجراء عملية جراحية له. الشاب الأسمر يدعى "رايل كينكايد"، وهو جراح أعصاب.
يهدأ صديقنا فور رؤية ليلي، الفتاة التي لا يمكن مقاومة حسنها، ولحظات صمتها.
على الرغم من وجود اختلافات بسيطة بينهما، لكنك تدرك أن شرارة حب، ستولع قريبًا. كون فتاتنا لا تستهويها العلاقات العابرة، أما هو فالالتزام لا يناسبه. وإحساسه يخبره أنها غير الكل.
يقرر القدر تكرار هذه الصدفة، ويجتمعان ثانيةً، والسبب أن أخته "أليسا (جيني سلايت) تعمل كمساعدة لها في محل بيع الزهور. حلمها الذي نشأ معها، في الطفولة والمراهقة. أخبرته أنها لا تريد بناء علاقةً معه، لكنه يرغب وباستماتة ممارسة الجنس معها.
تتطور الأمور، ويتغلغل الحب بينهما، ويقرران الزواج.
في أوج حبهما، حب قديم يعاود الظهور فجأةً، وهي التي أغلقت قلبها لفترة، إثر انتهاء علاقتها الغرامية الشغوفة الأولى، بطريقة بشعة، بعدما اكتشفها والدها في مرحلة المراهقة.
"أطلس" (أليكس نيوستادر) الفتى الذي أحبته، وعطفت عليه ليلي (إيزابيلا فيرير)، لكونه يقطن في منزلٍ مهجور ٍ قبالتها، بعد أن طردته أمه لنزاعه مع عشيقها.
إشعال فتيل الذكريات، يؤثر على زواج بلوم وكينكايد، ويؤجج الخلافات الزوجية، والصراعات اليومية ما بين الطرفين، خصوصًا لوجود تفاصيل يحبها الزوج بزوجته، لها صلة بعشقها الأول الذي أخبرته عنه، مثل وشم القلب تحت رقبتها. وذلك يجعل شخصيته العنيفة والشرسة تطفو أكثر على السطح، والتي لا تشبه رومانسيته، واحتضانه لها.
عنف واعتلالات اجتماعية
أراد صناع فيلم "It Ends with Us"، تقديم عمل سينمائي يتناول قضية جادة وحساسة، وهي مشكلة العنف الأسري، وتبعياته على الأسرة، سواء الزوجين، أو الأولاد. وما قد ينجم عنه من صدمات، ومعوقات، تمنع الفرد من المضي قدمًا في حياته. خصوصًا الأطفال.
فالتجارب المريرة التي يختبرونها، نتيجة نزاع الأهل، وتعنيف الآب للأم، سيشكل بالضرورة صدمة نفسية؛ تستمر معهم فترة طويلة. حيث تكون سببًا رئيسيًا في نشوء شخصية لا تتمتع باتزانٍ كافٍ، تعاني من اعتلالات اجتماعية مختلفة. ربما تخلق كائن عصبي وعنيف، أو إنسانٌ يتلذذ في تعذيب الذات، للانتقام. أو حتى مشكلات فسيولوجية. وربما خوف من الارتباط، والدخول في علاقة عاطفية ومن ثم تكوين عائلة. فالعنف وحشٌ مفترس لا يمكن السيطرة عليه!
وبالعودة لفيلمنا هذا، وعلى الرغم من النوايا الحسنة في طرح موضوعٍ هام، إلا أن النص جاء ضعيفًا في نسج روايته الدرامية، كما تم معالجة قضية العنف المنزلي بأسلوبٍ ركيك. حاولوا جاهدًا تغليف القصة بإطار الميلودراما الرومانسية، والاعتماد على مثلث حب ساحر، لناحية الأبطال والمواصفات التي يتمتعون بها، على أمل تذكيرنا بأهم كلاسيكيات السينما الأمريكية الرومانسية، لكن كل هذا محض ادعاء.
نجح الفيلم في استخدام عنصر الحب للتأكيد على أن الوقوع به يخلق غشاوة على أعيننا؛ تعمي القلب، فتجعلنا نغض النظر عن الإساءة، وإيجاد مبررات واهية! وهو حال ليلي التي تسيء، تحليل سلوكيات الرجل المعنف تجاهها.
محاولة واحدة لا تكفي!
دراسة تقول: أن الضحية -في المتوسط- بحاجة إلى سبع محاولات للهروب من العلاقة المسيئة، حتى تتمكن من المغادرة نهائيًا. وتعد فترة الخروج من أصعب الأوقات بالنسبة للضحية. لكن "بيلي بلوم" بطلتنا الخارقة؛ تكفيها محاولة واحدة لإنهاء أي علاقة "Toxic".
هي خارقة كنساء "مارفل"، ولكن نفسيًا. حملت في قلبها تجاه والدها، لأنه كان يعنف والدتها، ولم تقدر على مسامحته في سنوات عمرها اللاحقة، والآن تعيش ذات العلاقة المضطربة مع رايل، ولأن ما حدت لها في الماضي شكل لها "تروما"، هي قادرة على اتخاذ قرار بالمغادرة. تم طرح الشخصية على أنها واعية، لم تواجه صعوبات العنف المنزلي -مشكلات مالية أو حضانة أطفال- بل ترفض بشدة بناء حياة كاملة ضمن علاقة سامة. لا نعلم كيف طورت من نفسها، وعالجت ترسبات الزمن الغابر، لتغدو بهذه الشخصية الخلابة. بالمناسبة اسم ليلي بلوم كرتوني مضحك، وجميل!
يذكرنا "it ends with us" بمسلسلات "نادين نسيب نجيم"، فشحصياتها دائمًا تعيش داخل مثلث الحب، حيث يتصارع على حبها رجلان -مثل تيم حسن ويوسف الخال- في جميع قصصها، الخرافية أحيانًا. بلوم كذلك الآمر؛ شابة جميلة، وأنيقة، يرغب اثنان بالفوز بقلبها، وامرأة طموحة وناجحة.
حتى الفيلم يصور القصة بكثير من الوردية، فالنص لا يتعمق بجوانب شخصياته كفاية، إلا فيما ندر. وهذا لا يلغي الجاذبية في آلية سرد الحكاية، وإبراز مواضيعها بطريقة ممتعة، لو أن المعالجة سطحية نوعًا ما -كما أسلفنا- فهو لا يتكبد عناء استكشاف صدمات الطفولة لأبطاله. الإخراج السينمائي من قبل بالدوني جيد إلى حدٍ ما، والعودة في الزمن أكسب الحدوتة رونقًا مختلفًا، أضف إلى ذلك الموسيقى التصويرية اللافتة.
كما أن أداء كل من ليفلي بلاك وجوستين بالدوني، والكاريزما، والتناغم بين الثنائية -مع لحظة قول تصوير- كانت عوامل مهمة لإضفاء جمالية سحرية على الفيلم السينمائي.
حقق الفيلم الذي بلغت ميزانيته 25 مليون دولار نجاحًا جماهيريًا، حيث تخطت إيراداته في شباك التذاكر حاجز 309 مليون دولار عالميًا.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.