تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

مراجعة فيلم Tenet .. رجلٌ واحد عليه أن ينقذ العالم

مراجعة فيلم Tenet
محمد إبراهيم جاد الله
محمد إبراهيم جاد الله

6 د

العالم بأكمله كان يترقب نزول فيلم Tenet وذلك للعديد من الأسباب أولهم أن الفيلم من إخراج المخرج العالمي كريستوفر نولان، كما أن الفيلم يضم أسماء مهمة مثل: جون ديفيد واشنطن و روبرت باتينسون، وإليزابيث ديبيكي، بالإضافة للأسماء اللامعة الموجودة في الفيلم كان هناك سرية كبيرة جدا أثناء تصوير الفيلم وصناعته وقد ساعدت هذه السرية في زيادة الترقب والانتظار للفيلم، وأخيرًا وبعد انتظار طويل صدر الفيلم أمس 26 أغسطس في عدد من البلدان العربية والأجنبية، وفي هذا المقال سنقوم بمراجعة فيلم Tenet وعرض أهم النقاط في هذا الفيلم الذي تتباين الآراء حوله من لحظة إصداره.

فيديو يوتيوب

بداية فيلم Tenet

يصعب على أي شخص أن يحكي قصة فيلم Tenet بشكل سلس من المشاهدة الأولى، لكن هذا لا يمنع أن مشاهدة واحدة تساعد بشكل كبير على الإلمام بالخيوط الرئيسية لقصة الفيلم وأحداثه؛ يبدأ الفيلم بقاعة أوبرا ضخمة ممتلئة بالمستمعين، لكن فجأة يبدأ هجوم عسكري على دار الأوبرا، يبدأ العديد من الرجال المسلحين بالانتشار، ونرى تحركات سريعة للكاميرا في أكثر من مكان لرسم الصورة والحدث الذي يحدث داخل وخارج الأوبرا.

و بإكمال الفيلم سنجد أن السمات العامة للفيلم مشابهة للمشهد الافتتاحي، وأقصد هنا العديد من مشاهد الأكشن والتشويق، وتحركات سريعة للكاميرا، وموسيقى عالية لكنها تناسب المشهد، لكن وعلى الرغم من أن مشهد البداية يظهر كيف سيكمل الفيلم على العديد من الأصعدة إلى أنه لا  يظهر كيف ستكمل قصة الفيلم.


عناصر عالم نولان المعتادة

لا يختلف أسلوب كريستوفر نولان في هذا الفيلم كثيرًا عن أفلامه السابقة، نجد هنا أيضًا هوس بالزمن، يصل أحيانًا إلى التطرف، كما نجد شخصية المرأة المميزة و المتفردة وهي كات التي تقوم بدورها إليزابيث ديبكي، كما نجد ظهور للممثل مايكل كين كما أعتدنا عليه في أفلام نولان، ونجد شخصية البطل الشخصية المحورية التي تقوم بمهمة كبيرة للغاية ترتكز على أسس ونظريات علمية، وهذه الشخصية إذا أدت مهمتها بنجاح قد تنقذ العالم، أو على الأقل تنفذ أمر مهم.

جون ديفيد واشنطن فيلم Tenet

المهمة الرئيسية في فيلم Tenet

يلعب الممثل جون ديفيد واشنطن دور الشخصية الرئيسية في الفيلم، هذه الشخصية التي تظهر في بداية الفيلم على سكك الحديد التي تمر عليها القطارات، ونجد أن الشخصية معرضة للموت والشيء الوحيد الذي قد ينقذها هو إعطاء معلومات مهمة تمتلكها، لكن فجأة يقفز جون ديفيد على الأرض ويبتلع جسم صغير فضي اللون يشبه الحبوب الطبية، وبعد هذا المشهد يستعيد وعيه وهو في المستشفى، ويقال له “مرحبا بك في العالم الآخر”.

جون ديفيد و نيل فيلم Tenet

سنعرف بعد ذلك أن بطل الفيلم من المفترض أن يقوم بمهمة ضخمة، هذه المهمة ستنقذ العالم بأكمله، وسنعرف من خلال جمل حوارية بسيطة أن هذه المهمة ستنقذ الأرض مما هو أسوأ من حرب عالمية ثالثة يستخدم بها الأسلحة النووية؛ وخلال رحلة البطل في الفيلم نجد شخصية “نيل” التي يقوم بدورها روبرت باتينسون، وفي هذه الرحلة نتعرف على شخصية نيل التي تبدأ غامضة نوعًا ما ثم تبدأ في الوضوح أكثر فأكثر حتى نهاية الفيلم.

تعتمد فكرة الفيلم بشكل أساسي على النظريات والقوانين العلمية الخاصة بالمكان والزمان، وهذان العنصران خصوصًا وهما الزمان والمكان لا نجدهما يفارقان أي فيلم لكريستوفر نولان، كل فيلم يتم تقديم الزمن والحقيقة والواقع بشكل جديد، الجديد الذي نراه في هذا الفيلم هو وجود معادن وأجسام تتحرك في أزمنة مختلفة غير الزمن الواقعي، وهنا أكد الفيلم أكثر من مرة على مفهوم الإنتروبي.

مصطلح الإنتروبي معناه الفوضى، وفي الفيزياء نجد أن العالم يسير في اتجاه الفوضى، بمعنى أخر  أي حالة أو تجربة فيزيائي تسير اتجاه الاحتمالية التي تزيد معدل الفوضى في الكون، ونحن بصفتنا كائنات حية نؤثر بأفعالنا وحركتنا في الفوضى في الكون، لكن من الممكن أن نقول أننا نزيد الفوضى مع تحرك الزمن للأمام، أما نولان في الفيلم كان يتحدث عن مفهوم الفوضى العكسية، وذلك لأن أبطال الفيلم كانوا يغيرون الأزمنة مما يعني أن وقع أفعالهم على الكون عكس وقعنا نحن، ونجد هذه الفكرة صريحة خلال مشاهد الفيلم والحركات العكسية للأشخاص، عندما يدخلون في تدفق عكسي للزمن.

إليزابيث ديبيكي فيلم Tenet

التمثيل وأبطال فيلم Tenet

كان تمثيل جميع أبطال الفيلم جيد للغاية، كما كان الممثلين الذين ظهروا في عدد قليل من المشاهد جيدين أيضا، لكن المشكلة لم تكن في الآداء التمثيلي لطاقم العمل بل كانت في بناء الشخصية نفسها، الفيلم مليء بالمشاهد والأحداث، وتعتبر القصة هي المشهد الأساسي للفيلم، لذلك قامت القصة بأخذ مساحة كبيرة على حساب باقي عناصر الفيلم، فعلى الرغم من دوافع الأبطال ورغباتهم إلا أن الفيلم لم يستطع أن يجعلني أتعاطف مع أي شخصية في الفيلم، حتى الشخصية الرئيسية والتي يفترض أن تنقذ العالم بأكمله لم استطع التأثر بها كما ينبغي، ولم يهتم الفيلم كثيرا بخلق روابط عاطفية بين شخصياته والمشاهد.


الإخراج والموسيقى

إخراج فيلم Tenet مذهل وجيد للغاية وهذا شيء اعتدنا عليه من كريستوفر نولان، وعلى الرغم من أن الفيلم يحتوي على مشاهد كثيرة من الأكشن والقتال إلا أنها تبدو واقعية للغاية، وهذا لأن كريستوفر نولان ما زال يتبع المدرسة القديمة في التصوير ويحب الأعتماد على الواقع في القيام بكل مشهد كما يكون، ويحاول نولان قدر المستطاع أن يعتمد على الكمبيوتر وبرامجه المختلفة التي تساعد على صناعة الفيلم أقل ما يمكن.

بل أحيانا نجد أن نولان يتخذ طرق يصعب أن يدخلها أي مخرج آخر، ففي أحد المشاهد في الفيلم نجد طائرة ضخمة يتم تفجيرها عن طريق جعلها تصطدم بمبنى ضخم، والمذهل هنا أن نولان رفض المؤثرات الرقمية وقرر شراء طائرة حقيقية، وقام بتصوير المشهد بأكمله بشكل واقعي، والجدير بالذكر أن نولان قال أن تكلفة هذا المشهد بطائرة حقيقية أرخص من عمله على الكمبيوتر.

تم تأليف الموسيقى في هذا الفيلم بواسطة لودفيج جورانسون، ويعتبر هذا شيء جديد على أفلام نولان، وذلك لأننا أعتدنا أن أفلامه تأتي دائما بموسيقى مميزة للغاية من تأليف هانز زيمر، وبالرغم من هذا الموسيقى في الفيلم كانت مقبولة بشكل كبير، لكنها موسيقى جيدة لن تبقى في الأذن لفترة طويلة مثلما يحدث مع الأفلام السابقة للمخرج، كما أن الموسيقى كانت ترتفع في بعض المشاهد على كلام الممثل نفسه ولم يكن هذا الأمر جيدًا أبدًا.

مشهد يستخدم فيه نولان الألوان للتعبير عن أزمان مختلفة

الحوار في فيلم Tenet

ذو صلة

كان الحوار كثيفًا وعميقًا  في الفيلم، وكانت معظم الجمل الحوارية رنانة يستمر معناها حاضرًا في الذهن ووقعها على الأذن، وعلى الرغم من ذلك سيشعر المشاهد بقوة الجمل الحوارية عندما يعتاد على قصة الفيلم ويعتاد على طريقة سير الأحداث وتطورها، وذلك لأنه إذا حدث وأصبحت تائها تحاول إمساك الأحداث التي أمامك وفهمها سيسقط منك الحوار؛ وقد استغل الحوار بشكل جيد في شرح بعض النظريات العلمية التي يسير عليها في الفيلم ونجد هذا كثيرا في أفلام المخرج، كما نجد أن الحوار تم استغلاله في بعض المشاهد لخلق مشاهد كوميديا غير متوقعة وذكية وممتعة للغاية.

وهكذا أكون قد أنتهيت من مراجعة فيلم TENET، الفيلم الجديد للمخرج الكبير كريستوفر نولان، ويجب أن أؤكد أن هذه المراجعة معتمدة على المشاهدة الأولى للفيلم  بالطبع قد تضح بعض العناصر الفنية أكثر مع أكثر من مشاهدة، كما ستضح القصة وتفاصيلها بشكل أكبر، لكن بشكل عام يمكن الإلمام بأمور كثيرة من المشاهدة الأولى كما قلت، وفي النهاية أنصح محبي الأفلام، ومحبي المخرج نولان على وجه الخصوص ألا يضيعوا هذه الفرصة التي لا تأتي كثيرًا على أنفسهم.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة