دراسة حديثة تكشف أن استهلاك الذكاء الاصطناعي للطاقة أقل بكثير مما كان يُعتقد
2 د
يشير البحث إلى أن استهلاك الذكاء الاصطناعي للطاقة محدود ويجب إعادة تقييم دوره البيئي.
بالرغم من استهلاك مراكز البيانات للكهرباء، إلا أن تأثيرها عالميًا وبالنسبة للاقتصاد ضئيل.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يدعم الابتكار البيئي وتحسين كفاءة الطاقة وتعزيز التقنيات النظيفة.
يعتزم الباحثون توسيع دراستهم لتشمل دولًا أخرى لتقييم الأثر عالميًا.
تؤكد الدراسة أن الذكاء الاصطناعي قد يكون عنصرًا مساعدًا لحلول بيئية مستدامة.
لطالما أثار الحديث عن الذكاء الاصطناعي مخاوف تتعلق بالبيئة، وخصوصاً ما يُشاع عن أنّه يلتهم الكهرباء ويزيد الانبعاثات الكربونية. لكن دراسة جديدة تكسر هذه الصورة القاتمة، حيث تشير إلى أن تأثيره المناخي الحالي محدود جداً، بل قد يُصبح جزءاً من الحل في تطوير التكنولوجيا الخضراء وتسريع التحول نحو طاقة نظيفة.
تأثير أقل مما يُتوقع
تكشف الدراسة، التي أعدّها باحثون من جامعتي واترلو وجورجيا للتكنولوجيا، أن استهلاك الذكاء الاصطناعي للطاقة ما يزال صغيراً مقارنة بحجم الاقتصاد الأميركي وانبعاثاته. وعلى الرغم من أن مراكز البيانات تستهلك كهرباء تعادل تقريباً إجمالي استهلاك دولة مثل آيسلندا، إلا أنّ العلماء يؤكدون أن هذا الرقم ضئيل على المستوى الوطني والعالمي. وهذا يربط بين تقديرات الطاقة الحالية وطبيعة النظام الاقتصادي الذي لا يزال يعتمد بنسبة كبيرة على النفط والغاز والفحم.
زاوية محلية أكثر حساسية
لكن الصورة تختلف عند النظر إلى الأمور من منظور محلي؛ فالمناطق التي تُنتج الكهرباء الموجهة لتشغيل مراكز البيانات قد تواجه تضاعفاً في الانبعاثات أو الضغط على الشبكات. يوضّح الباحث خوان مورينو-كروز أن هذا التأثير المحلي قد يكون «صفقة كبيرة»، لكنه في المقابل يظل غير محسوس عندما ننظر إلى المشهد العالمي. وهذا يربط بين التحديات الإقليمية التي تواجهها المجتمعات المضيفة وبين الاتجاهات العالمية في تبني الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي كعامل دعم بيئ
ترى الدراسة أن الخوف من التأثير المناخي للذكاء الاصطناعي مبالغ فيه، وأن التقنية قد تمثل أداة مساعدة في تطوير الابتكار البيئي، سواء عبر تحسين كفاءة الطاقة أو تعزيز التقنيات النظيفة. ويضيف الباحثون أن هذه النتائج تمنح منظوراً جديداً للجدل المتصاعد حول الكلفة البيئية للأنظمة الذكية. وهذا يربط بين المخاوف المنتشرة في النقاش العام وبين النظرة العلمية الأكثر توازناً.
خطوة بحثية ستتوسع عالمياً
اعتمد الباحثون في تحليلهم على دمج بيانات سوق العمل مع نماذج توزيع الوظائف التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بها عبر مختلف القطاعات. وهم يخططون لتكرار التجربة في دول أخرى من أجل تقييم الآثار على نطاق عالمي. وهذا يربط بين الوضع في الولايات المتحدة ومسار التحول الرقمي المتسارع في بقية دول العالم.
الخاتمة
تخلص الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي، رغم حضوره المتزايد، ليس التهديد البيئي الذي يُصوَّر غالباً، بل على العكس قد يتحول إلى عنصر داعم لحلول أكثر استدامة. وبين المخاوف الشعبية والوقائع العلمية، يظهر أن الطريق نحو فهم أعمق لتأثير التقنية ما زال طويلاً، لكنه بالتأكيد أكثر تعقيداً من الروايات الشائعة.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.









