شريحة دماغية فائق الرقة تمهد لعصر جديد من التواصل بين البشر والذكاء الاصطناعي
2 د
شريحة دماغية فائقة النحافة تُدعى بيسك تُحدث ثورة في نقل البيانات لاسلكياً.
تجمع الشريحة بين الحجم المجهري والاتصال اللاسلكي وسعة البيانات الهائلة.
التجارب تُظهر قدرة الشريحة على معالجة وتحفيز الدماغ عبر آلاف القنوات الكهربائية.
تفتح الشريحة آفاقاً جديدة في علاج الصرع واستعادة الحركة لمرضى الشلل.
الشراكة بين الهندسة والطب تُسرع الانتقال من المختبر إلى العلاج الفعلي.
وسط سباق عالمي لتطوير واجهات الدماغ والحاسوب، يكشف فريق من الجامعات الأمريكية عن ابتكار قد يغيّر قواعد اللعبة تماماً. شريحة دماغية فائقة النحافة تُدعى بيسك تنزلق بين الجمجمة والدماغ مثل ورقة مبللة، لكنها قادرة على نقل كم هائل من البيانات لاسلكياً وتحويل نشاط الدماغ إلى إشارات يفهمها الذكاء الاصطناعي. هذه القفزة العلمية تمنح الأمل لمرضى الشلل والصرع وفقدان البصر، وتفتح باباً واسعاً أمام تواصل مباشر بين الإنسان والآلة.
الابتكار الذي يعيد رسم حدود واجهات الدماغ
ما يميز شريحة بيسك هو الجمع بين ثلاثة عناصر كانت نادراً ما تجتمع: الحجم المجهري، والاتصال اللاسلكي، وسعة البيانات الهائلة. هذا الدمج هو ما يجعلها تختلف جذرياً عن أي واجهة دماغية متاحة اليوم. وهنا ينتقل النقاش إلى بنية الشريحة ذاتها وكيف استطاع العلماء ضغط منظومة كاملة في قطعة سيليكون واحدة.
بنية تقنية تتحدى المستحيل
الشريحة ليست مجرد حساس كهربائي، بل منظومة متكاملة تضم آلاف الأقطاب وأجهزة تضخيم الإشارة والراديو والدوائر الرقمية وأنظمة إدارة الطاقة، كلها مضغوطة داخل رقاقة سيليكون بسمك خمسين ميكرومتراً فقط. بفضل هذا التصميم، يمكن للشريحة الالتفاف حول سطح الدماغ بسهولة وتسجيل النشاط العصبي بدقة غير مسبوقة. وهذا يربط بين الهندسة المتقدمة والهدف الطبي الأكبر، وهو تقليل التدخل الجراحي إلى حده الأدنى.
قدرات غير مسبوقة على قراءة وتحفيز الدماغ
التجارب التي أجراها الباحثون أظهرت أن الشريحة تستطيع معالجة ستة وخمسين ألف قناة كهربائية وتسجيل أكثر من ألف إشارة عصبية في الوقت نفسه، بالإضافة إلى تحفيز الدماغ عبر قنوات مخصصة لهذا الغرض. كل ذلك يُنقل عبر رابط لاسلكي بسرعة تصل إلى مئة ميغابت في الثانية، وهي سرعة تتجاوز واجهات الدماغ الحالية بأضعاف. وهذا يعزز الحديث عن دور الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد على البيانات الضخمة لفهم النوايا الحركية أو الإشارات المرتبطة بالنطق أو الرؤية.
التطبيقات الطبية… من الصرع إلى الشلل
الأطباء المشاركون في المشروع يرون أن النظام الجديد قد يغيّر علاج الصرع المقاوم للأدوية، ويساعد في استعادة الحركة لدى المصابين بإصابات الحبل الشوكي، أو تمكين مرضى التلازمات العصبية مثل التصلب الجانبي الضموري من التواصل. كما بدأت تجارب أولية داخل غرف العمليات لاختبار أداء الشريحة في بيئة سريرية حقيقية. وهذا يسلط الضوء على التعاون بين الهندسة والطب لتسريع الانتقال من المختبر إلى العلاج الفعلي.
خاتمة
قد تبدو الشريحة الورقية شكلاً من الخيال العلمي، لكنها تمثل خطوة كبيرة نحو مستقبل تصبح فيه الواجهات العصبية جزءاً من العلاج، وربما من حياتنا اليومية. ومع تطور الذكاء الاصطناعي وزيادة القدرة على فهم النشاط العصبي، يبدو أن العلاقة بين الدماغ والآلة مقبلة على تحول جذري يعيد تعريف التواصل البشري والتقنية في آن واحد.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.









