هل نسمع قريبًا أول ألبوم من تأليف ChatGPT؟ OpenAI تعمل على أداة موسيقية توليدية تصنع الأغاني بكلماتك

أراجيك
أراجيك

3 د

أوبن إيه آي تستعد لإطلاق منصة توليدية للموسيقى تُمكّن المستخدمين من ابتكار ألحان جديدة.

تعاونت الشركة مع طلاب جوليارد لتطوير بيانات صوتية تُدرّب النماذج على الموسيقى.

الخطوة تواجه تحديات قانونية حول حقوق الملكية للموسيقى الرقمية المُولّدة.

ستساعد المنصة صناع المحتوى في إنتاج مقاطع موسيقية حسب المزاج أو المشهد المطلوب.

تمثل المبادرة تحولًا في العلاقة بين الإنسان والآلة ضمن مجالات الإبداع الفني.

يبدو أن شركة أوبن إيه آي تخطط لإضافة نغمة جديدة إلى عالم الذكاء الاصطناعي. فبحسب تقرير نشره موقع The Information، تعمل الشركة على تطوير أداة موسيقية توليدية قادرة على ابتكار ألحان ومقاطع صوتية جديدة تماماً بمجرد أن يصف المستخدم الفكرة أو الإحساس الذي يريد تحويله إلى موسيقى. والهدف هو بناء منصة تشبه «تشات جي بي تي» لكنها موجّهة بالكامل للإبداع الموسيقي.

وهذا ما يشير إلى سعي أوبن إيه آي لتوسيع نفوذها خارج حدود النصوص والصور، لتصل إلى مجال الصوت والإنتاج الفني.


تعاون أكاديمي لتدريب الذكاء الموسيقي

في مسعى لتغذية النموذج ببيانات واقعية وعميقة، أبرمت أوبن إيه آي تعاوناً مع طلاب من مدرسة جوليارد المرموقة للموسيقى. هؤلاء الطلاب سيساعدون في إنشاء وتنظيم البيانات الصوتية اللازمة لتدريب النظام على فهم النغمة والإيقاع والأنماط الموسيقية المختلفة.
ومن هنا يتضح أنّ المشروع لا يعتمد فقط على الذكاء الاصطناعي البحت، بل يستند أيضاً إلى خبرة بشرية موسيقية عالية الجودة تمنحه لمسة فنية يصعب محاكاتها حسابياً.

وهذا يربط بين رؤية الشركة التكنولوجية وطموحها لإنتاج أدوات إبداعية تحترم الفن الإنساني وتطوّره معاً.


بين الابتكار والجدل القانوني

ورغم الحماسة التي تثيرها هذه الخطوة، ما تزال أسئلة عدة مطروحة حول حقوق الملكية الفكرية في الموسيقى المولّدة رقمياً. ففي العام الماضي، واجهت شركات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي الموسيقي – مثل Suno و Udio – دعاوى قضائية من اتحادات شركات التسجيل، بتهمة تدريب نماذجها على مواد محمية بحقوق الطبع. هذه السابقة القانونية تجعل أي مشروع مماثل في موقف يتطلّب شفافية كاملة في مراحل جمع البيانات وتدريب النماذج.
ويُعتقد أنّ أوبن إيه آي تحاول معالجة هذا التحدي من البداية عبر شراكات تعليمية لضمان أن مصادر البيانات الموسيقية قانونية ومصرّح باستخدامها.

وبذلك تصبح الشركة أمام اختبار مزدوج: الإبداع من جهة، والالتزام القانوني من جهةٍ أخرى.


دور المنصة في المحتوى المرئي

بحسب ما كشفه التقرير، ستتيح المنصة الجديدة للمستخدمين إدراج موسيقى أصلية في مقاطع الفيديو أو المشاريع المرئية بسهولة، ما يفتح آفاقاً لصناع المحتوى والمخرجين الرقميين. وسَيكون بالإمكان توليف مقاطع تلائم المزاج أو المشهد المطلوب، دون الحاجة إلى مكتبات موسيقية جاهزة أو حقوق استخدام معقّدة.

وهذا يعزز مكانة أوبن إيه آي كمحرك رئيسي في دمج الذكاء الاصطناعي مع الفنون المرئية والسمعية على حدّ سواء.


مستقبل الإبداع التوليدي

ذو صلة

من الواضح أنّنا أمام تحوّل جديد في العلاقة بين الإنسان والآلة داخل ميادين الإبداع. وبينما كان الجدل يدور سابقاً حول تهديد الذكاء الاصطناعي للأصالة، يبدو أن شركات التقنية، ومعها الصناعة الموسيقية التقليدية، تتجه أكثر نحو استثمار هذه القدرات بدلاً من مقاومتها. فقد بدأت بعض الشركات، مثل غوغل وشركات التسجيل الكبرى، باختبار فكرة ترخيص الأصوات والحقوق لاستخدامها في أعمال موسيقية توليدية تتيح للمستخدمين المشاركة بطرق قانونية ومنضبطة.

وفي الختام، فإن مشروع أوبن إيه آي الموسيقي لا يُعدّ مجرد تجربة تقنية جديدة، بل يمثل محاولة لإعادة تعريف مفهوم الإبداع نفسه في عصر الذكاء الاصطناعي — حيث يصبح اللحن نتاج تعاون فريد بين خيال الإنسان وقدرات الآلة.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة