OpenAI تنفي اختبار الإعلانات بعد ظهور رسائل تسوق أثارت غضب المستخدمين

ملاذ المدني
ملاذ المدني

3 د

أوضحت OpenAI أن اللقطات المتداولة ليست إعلانات بل مبادرة "الشراء الفوري".

تعاون OpenAI مع تارجت مكّن المستخدمين من إنشاء سلال شراء داخل ChatGPT.

استبعدت OpenAI عرض الإعلانات حاليًا، مؤكدةً أن ما يظهر هو توصيات شراكات تجريبية.

تبحث OpenAI في توسعة التجارة الرقمية لكنها حذرة من إدخال إعلانات مباشرة.

تسعى الشركة لضمان تجربة مستخدم نقية بعيدًا عن التشويش التجاري.

منذ بداية الأسبوع، امتلأت مواقع التواصل بضجة واسعة بعد تداول لقطات شاشة تُظهر ما بدا كإعلانات من متجر تارجت داخل محادثات ChatGPT. وبينما ظن كثيرون أن المنصة بدأت فعلاً عرض إعلانات تجارية، خرجت OpenAI سريعاً لتوضيح الصورة وإيقاف الجدل الذي تصاعد بوتيرة لافتة. هذا التداخل بين الشراء المباشر والخدمات الرقمية خلق مساحة ضبابية دفعت المستخدمين لطرح أسئلة حول الخصوصية وطبيعة محتوى الدردشة.

القصة بدأت عندما نشر مستخدم على منصة إكس لقطات قال إنها لعرض “إعلانات للشراء من تارجت” أثناء طلبه معلومات تقنية عن ميزة BitLocker في ويندوز. انتشار المنشور بين جموع المستخدمين وإعادة مشاركته مئات آلاف المرات وضع OpenAI في قلب محادثة مرتبكة، خصوصاً أن النقاش طال الثقة والشفافية. وهذا يعيدنا للسياق الأكبر حول كيفية فهم المستخدمين لسلوك ChatGPT حين يدخل نطاق التجارة الإلكترونية.

ردود الشركة جاءت سريعة، إذ أكد رئيس ChatGPT نِك تورلي أن “لا وجود لأي تجارب إعلانية قيد التشغيل”، مشيراً إلى أن اللقطات إما غير دقيقة أو تُظهر شيئاً ليس إعلاناً بالمعنى التقليدي. وهنا بدأت تتضح الصورة أكثر، فالميزة التي ظهرت للمستخدمين مرتبطة بمبادرة “الشراء الفوري” عبر Stripe، وهي خطوة أطلقتها OpenAI نهاية سبتمبر لتمكين الدفع المباشر داخل المحادثة. وهذا يربط بين ظهور منتجات قابلة للشراء وبين توسع الشركة في مجال التجارة داخل الدردشة.

التعاون مع متجر تارجت كشف جانباً آخر من القصة. فابتداءً من 19 نوفمبر، أصبح متجر التجزئة الأمريكي واحداً من أوائل الشركاء الذين أتاحوا للمستخدمين إنشاء سلال شراء داخل ChatGPT مباشرة. هذا التكامل بين التسوق والذكاء الاصطناعي جعل المنصة تعرض عناصر قابلة للشراء عندما تتعلق الأسئلة بالمنتجات، ما خلق لبساً بين “اقتراحات تطبيقات” وبين “إعلانات مدفوعة”. ومع توسع هذه الشراكات، تصاعدت المخاوف من أن ChatGPT قد يتحول تدريجياً إلى منصة دعائية، رغم تأكيد الشركة أن ما يظهر للمستخدمين ليس سوى توصيات ناتجة عن شركاء تجريبيين.

وهذا يقودنا إلى النقطة التي أقلقت المتابعين أكثر: هل تخطط OpenAI فعلاً لإطلاق الإعلانات؟ بعض المطورين اكتشفوا إشارات في النسخة التجريبية لتطبيق أندرويد تحمل مصطلحات مثل “search ad” و“ads carousel”، ما فتح الباب لتكهنات واسعة حول نوايا الشركة المستقبلية. ورغم ذلك، يبدو أن هذه الخطط وُضعت على الرف مؤقتاً بعد مذكرة “كود رِد” التي وجّه بها الرئيس التنفيذي سام ألتمان مطلع ديسمبر، والتي دعت لإعادة تركيز الموارد على تحسين التجربة الأساسية لمواجهة منافسة شرسة من جوجل ونظام Gemini الجديد.

ذو صلة

الأجواء داخل الشركة تشير إلى أنها حذرة جداً في التعامل مع فكرة الإعلانات، إذ أوضح تورلي أن أي خطوة مستقبلية ستكون “مدروسة وتحترم ثقة المستخدمين”. وبين هذه التعهدات والتكهنات، يبدو أن OpenAI تحاول السير على خيط رفيع بين تنويع مصادر الدخل وحماية تجربة الاستخدام من التشويش التجاري أو التداخلات غير المرغوبة.

في المحصلة، الضجة التي انطلقت بسبب لقطة شاشة واحدة كشفت جانباً حساساً في رحلة ChatGPT نحو أن يصبح منصة متعددة الوظائف تشمل البحث والمساعدة والتجارة. وبينما تنفي OpenAI تماماً عرض الإعلانات حالياً، يظل الباب مفتوحاً أمام تطورات مستقبلية قد تعيد إشعال النقاش نفسه. ما هو مؤكد اليوم أن الشركة تحاول طمأنة جمهورها، وتأكيد أن ما يحدث جزء من اختبار وظائف لا تزال في طور التشكيل، لا بداية عصر الإعلانات داخل الذكاء الاصطناعي.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة