”دون حتى أن تغير موقع الكاميرا“.. هل تتبع سامسونج سياسة آبل المتمثلة في عدم التجديد؟
جاء الصيف هذا العام بالعديد من الهواتف الذكية والأجهزة الجديدة، من هاتف Nothing Phone 1 الذي أحدث ضجة في الوسط، إلى هاتف جوجل الجديد Google Pixel 6a ثم العديد من الهواتف الأخرى التي قدمتها شركات رائدة. لم ينتهِ الصيف بعد، فقد استضافت سامسونج منذ حوالي أسبوعين حدثها السنوي "Unpacked" للنصف الثاني من العام والذي قدم بعضًا من أكثر أجهزة الشركة إثارة للاهتمام.
كما كان متوقعًا، أعلنت سامسونج عن أجهزتها القابلة للطي Galaxy Z Flip 4 و Galaxy Z Fold 4 والساعة الذكية Galaxy Watch 5 بحجمين مختلفين و نسخة Pro منها، إضافة إلى سماعات Galaxy Buds 2 Pro الجديدة. لم تفاجئنا الشركة كثيرًا بما تم الإعلان عنه، بل إن المنتجات الجديدة تبدو وكأنها تحديثات أو تحسينات بسيطة تكسب بها الشركة مزيدًا من الوقت لإقناع المستخدمين بالانتقال إلى الشاشات المطوية، فعلى الرغم من عدة مشاكل تتعلق بالشاشة القابلة للطي التي ظهرت على إصدارات سابقة من هواتف جالاكسي فولد وفليب، لا تزال سامسونج تبذل كل الجهد لإقناع المستخدمين أن مستقبل الهواتف الذكية يكمن في الشاشات القابلة للطي.
- اقرأ أيضًا: خطط سامسونج لطي الهواتف
هاتف سامسونج Galaxy Z Flip 4 لا يقدم أي تغييرات تذكر عن إصدار العام الماضي
أعجب الكثير من المستخدمين وعشاق الهواتف الذكية بهاتف Galaxy Z Flip 3 الذي طرح العام الماضي، وخصوصًا بعد طرحه للبيع بسعر 999 دولارًا، وهو نفس السعر الذي سيُباع به Galaxy Z Flip 4 الجديد هذا العام، في حين أن النسخة السابقة أضحت اليوم أقل بحوالي 100 دولار، فهل يستحق Flip 4 المائة دولار الإضافية؟ أو هل يستحق الترقية عن إصدار العام الماضي في المقام الأول؟
في الواقع، ليست هناك الكثير من الترقيات والاختلافات التي يمكن الحديث عنها والتي يمكن أن تشجعك للترقية في حالة كنت تملك هاتف جلاكسي Z Flip 3 بالفعل، حيث يأتي هاتف Z Flip 4 بنفس تصميم سابقه من الخلف والأمام مع بعض الاختلافات الطفيفة، مثل إبراز الكاميرات أكثر وإطار بسيط مع مفصلة نحيفة نوعًا ما.
في المعرض التالي وضعنا لكم صورتين لكل هاتف، فهل يمكنكم التفريق بينهما؟ في الحقيقة، هاتف جلاكسي Z Flip 3 هو الصورة الأولى. وكما تلاحظون، لا يوجد أي فرق فعليًا بين الهاتفين، بل لم تتكبد سامسونح حتى عناء تغيير أماكن الكاميرات كما تفعل آبل في هواتف آيفون.
شملت التغييرات أيضًا استبدال غطاء Gorilla Glass Victus بنسخة Plus الأكثر مقاومة للخدش، في حين أن الهاتفين يستخدمان إطار الألمنيوم نفسه وقد تم تصنيفهما بمعيار IPX8 لمقاومة الماء، كما أنهما يحملان نفس شاشة الإشعارات حجم 1.9 بوصة على الظهر ونفس الشاشة الرئيسية بمقاس 6.7 بوصات بمعدل تحديث 120 هرتز. إلا أن شاشة الإشعارات الصغيرة أصبحت تدعم وظائف أكثر مثل إرسال الرسائل أو التحكم في أجهزة المنزل الذكية، والتي نعتقد أن تصل لإصدار العام الماضي في تحديث نظام.
لم يطرأ أي تغيير على كاميرات هاتف Z Flip 4، ويحتوي كلا الهاتفين على كاميرا رئيسية بدقة 12 ميجابكسل وكاميرا واسعة بدقة 12 ميجابكسل من الخارج، وكاميرا سيلفي بدقة 10 ميجابكسل من الداخل، إلا أن النسخة الجديدة استفادت من بعض التحسينات التي تمكّن الهاتف من الحصول على صور ليلية أعلى دقة.
لم يستفد الهاتف الجديد من تحديثات كبيرة في المواصفات أيضًا، أهم التغييرات الواضحة في هذه النسخة تشمل المعالج والبطارية والشحن السريع، واستبدلت سامسونج شريحة Snapdragon 888 بأحدث شريحة من كوالكوم Snapdragon 8 Plus Gen 1 في Galaxy Z Flip 4، كما تمت ترقية البطارية إلى 3700 مللي أمبير في الساعة على الرغم من أن هذا الرقم يظل صغيرًا مقارنة بالهواتف الأخرى المتوفرة في السوق، وعززت سامسونج سرعة الشحن إلى 25 وات بعد أن كانت بحد أقصى 15 وات في Z Flip 3.
بالنسبة للتخزين وذاكرة الوصول العشوائي، ليست هناك اختلافات أيضًا و يأتي الجهازين بـ 8 جيجابايت من الذاكرة العشوائية مع إمكانية الاختيار بين السعة التخزينية 128 جيجابايت أو 256 جيجابايت، إلا أن هاتف Galaxy Z Flip 4 الجديد أضاف نسخة 512 جيجا بايت في حالة كنت تريد الحصول على أكبر مساحة تخزين متوفرة.
وعلى نفس المنوال يأتي شقيقه الأكبر، هاتف سامسونج Galaxy Z Fold 4
كما هو الحال مع الهاتف السابق، يأتي هاتف Galaxy Z Fold 4 بتصميم مطابق تمامًا لـ Z Fold 3، مع حواف مائلة قليلًا وأزرار بارزة ومتانة أقوى بفعل طبقة الحماية المحدثة Gorilla Glass Victus Plus، إلى جانب إطار ومفصلة من الألومنيوم المتين، وجاء الجهاز بتغيير بسيط في الحجم، حيث أصبح أقصر قليلًا مع زيادة في العرض على الرغم من الحفاظ على نفس الشاشة Super AMOLED بحجم 7.6 مع تحسن طفيف في الإضاءة، إضافة إلى تحسينات في تقنية تثبيت الكاميرا الأمامية أسفل الشاشة ما يجعلها مخفية تمامًا على عكس الإصدار السابق حيث كانت تبدو واضحة إلى حد ما.
من ناحية الأداء والمواصفات، حصلت النسخة الجديدة على معالج كوالكوم الأحدث بمعمارية 4 نانومتر والذي من المفترض أن يوفر 30% من الطاقة، مع تحسن طفيف في الكاميرا. غير هذا، ليست هناك تغييرات أخرى واضحة في الجهاز يمكن أن تجعلك تشعر أن الهاتف مختلف عن سابقه، ويبدو Galaxy Z Fold 4 مماثلًا تمامًا لإصدار السنة الماضية. نفس معيار مقاومة الماء IPX8، نفس ذاكرة الوصول العشوائي، نفس الشكل الخارجي للكاميرا، وحتى نفس البطارية وسرعة الشحن التي لامست تحسنًا مع هاتف Z Flip 4.
التحديث الذي يمكن أن يشفع لهذا الهاتف هو في الأصل تحديث سوفتوير وليس هاردوير، وهو تحديث جلب ميزة رائعة تجعل الهاتف عمليًا أكثر لتعدد المهام والانتقال بين التطبيقات، نتحدث هنا عن ميزة شريط تطبيقات أسفل الشاشة، يمكنك الانتقال بين التطبيقات بسهولة بالضغط على أيقونة التطبيق الذي تريد فتحه كما هو الحال على أنظمة سطح المكتب كنظام ويندوز و Mac.
بالإضافة إلى أن الهاتف يعد الأول بين جميع هواتف أندرويد الذي يأتي بنظام تشغيل أندرويد 12L، وهو إصدار معدل من جوجل مخصص للهواتف القابلة للطي. وكما قلت، فهذه الميزة لا علاقة لها بالجهاز ويمكن انتظارها على النسخة السابقة من الهاتف في تحديث قادم إذا ما قررت سامسونج ذلك.
كانت هناك العديد من التسريبات التي تحدثت حول تحديثات كبيرة قادمة مثل دمج قلم S Pen في الهاتف إضافة إلى وجود مستشعر البصمة أسفل الشاشة؛ إلا أن كل التوقعات كانت خاطئة، وأعلنت سامسونج هاتفًا يشبه Galaxy Z Fold 3 إلى حد كبير مع ألوان جديدة واختلافات طفيفة من حيث التصميم، مثل الوزن الأخف والحماية الإضافية.
كذلك ساعة Galaxy Watch 5 لا تأتي بالكثير
إلى جانب الهواتف القابلة للطي، أعلنت شركة سامسونج عن ساعة ذكية جديدة بنسختين، النسخة العادية ونسخة برو. بالنسبة إلى النسخة العادية فهي تأتي بحجمي 40 و 44 ملم، تمامًا كالعام الماضي بجانب تحسينات بسيطة، فكما هو الحال مع الهواتف القابلة للطي، لم تحصل الساعة على أي تحديثات ملموسة كبيرة.
تستخدم Galaxy Watch 5 معالج Exynos W920 تمامًا مثل سابقتها Watch 4، كما تتطابقان في ذاكرة الوصول العشوائي والتخزين أيضًا. بالنسبة للمستشعرات التي تراقب صحة المستخدم لم تتغير إلى حد كبير أيضًا، مع إضافة مستشعر جديد لقياس درجة حرارة الجلد والذي لم تقدم سامسونج الكثير من التفاصيل حوله. النسخة الثانية من الساعة ليست Classic كما كان منتظرًا ولكنها Galaxy Watch 5 Pro والتي جاءت بحجم 45 ملم مع هيكل من التيتانيوم وزجاج من الياقوت مع بطارية كبيرة بحجم 590 ميلي آمبير.
اتباعًا لسياسة آبل، لماذا نغير منتجًا كاملًا بالفعل؟
إذا كان غير معطوب، فلا تقم بإصلاحه
هذه مقولة شهيرة تطبقها كبرى الشركات التقنية، فإذا كان لديك منتج يحقق مبيعات هائلة بالفعل، فما الذي يجبرك على التعديل فيه؟ وهذا ما أكدت سامسونج أنها تقوم به فعلًا بعد مؤتمرها الأخير. ولكن هناك ما يشفع لها هنا وهو تطويرها لهواتف قابلة للطي، ما يجعل من الصعب حقًا التعديل في تصميمها أو إضافة أي تغييرات قد تكون كارثية فيما بعد. لقد عانت سامسونج كي تصل إلى مستوى الكمال في هواتفها القابلة للطي، وكان ذلك بإطلاقها هاتف جلاكسي Z fold 3 العام الماضي والذي أثبت جدارته وحقق مبيعات هائلة بجانب شقيقه الآخر.
لقد استطاعت سامسونج حقًا إقناع المستهلكين بشراء هواتف قابلة للطي، بل صرحت أيضًا أن مبيعات هواتفها القابلة للطي ستتجاوز الهواتف العادية بحلول عام 2025. لا تنوي سامسونج تحقيق هذا التصريح عن طريق التعديل على تصميم هواتفها القابلة للطي، وإنما عن طريق تعزيز تصميمها الحالي وجعله أكثر متانة وقوة.
والمستفيد الحقيقي هنا من هذا التكرار هو المستخدم
مع إصدار هاتف جديد كل عام من سلسلة معينة، ينخفض سعر إصدار العام السابق، وإذا كانت التعديلات طفيفة بين الإصدارين، فلا نجد الأسباب الكافية التي تجعلنا نوصي بشراء الإصدارات الجديدة. ولذلك إذا كنت ترغب في شراء هاتف قابل للطي من سامسونج، فننصحك فشراء إصدارات العام الماضي، جلاكسي Z flip 3 و Z fold 3، أما اذا كنت تريد اقتناء ساعة ذكية، فالوقت أكثر من ممتاز لشراء ساعة جلاكسي Watch 4.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.