أشهر 6 كتب تم منعها وحظر تداولها بسبب خطورة أفكارها

“الفيلم الممنوع من النشر” قد تكون هذه هي العبارة الوحيدة اللازمة لتسويق بيع فيلم قديم مهما كانت جودته رديئة، سيرغب الجميع بالحصول على ذلك الفيلم الممنوع، تمامًا الأمر في الكتب، فهناك كتب ممنوعة لها تاريخ طويل من الإثارة. ما إن يمنع الكتاب ويمضي على منعه يومًا إلا ويصبح أحد أشهر الكتب في تاريخ البشرية، هل كان يستحق هذه الشهرة حقًا وهذا الجدل؟ قد لا نعرف أبدًا، ولكن قد نكون واثقين من أن ذلك الكتاب قد أحدث شغًبا لا بأس به ليضع نفسه ضمن لائحة “هذه أشهر كتب ممنوعة من النشر!”.

فيما يلي نستعرض لكم اليوم مجموعة من أشهر كتب ممنوعة من النشر في العالم بسبب أفكارها، والتي لا يزال بعضها ممنوعًا ليومنا هذا. 

للكاتب الفرنسي الشيوعي Claude Guillon – كلود جيلون قصص مثيرة للغاية مع المعاناة وكفاحه في حرية المرء وحقه في اختيار قرار استكمال حياته أو لا، أو كما كان يصفه “الحق في الموت”.

وعلى ذلك، قام جيلون بنشر كتابه الشهير “Suicide, mode d’emploi – الانتحار، كتالوج الاستخدام” ليقدم فيه مجموعة من أفضل النصائح للمنتحرين، بالطبع بعد أن يقص تاريخ الانتحار وأهميته للإنسان، قام جيلون بوضع مجموعات من الأدوية التي ينصح بها الشباب المقدم على الانتحار في 270 صفحة؛ كي يحاول “رفع التابو أخيرًا عن الموت” ويزيل الانتحار من قائمة الجرائم.

تقول الإحصائيات إن الكتاب قد بيع منه أكثر من 100000 نسخة، وترجم إلى ست لغات مختلفة حتى تم حظر نشره في فرنسا، ويقال إن هذا الكتاب والاحتجاجات التي سببها كانت السبب الفعلي لجعل مجلس الشيوخ الفرنسي يصدر قانون التحريض على الانتحار Incitation au suicide والذي يمنع الكتب مثل هذا، ليصبح الكتاب مخالفًا رسميًا للقانون الفرنسي.  

الغريب في هذا كله أنه رغم مُضي أكثر من 40 عامًا على نشر الكتاب (نشر سنة 1980) فإن جيلون يبلغ من العمر 68 سنة، ولم ينتحر إلى اليوم. 

اقرأ أيضًا:

انتحار كاتب: عندما لا تنقذنا الكتابة!

الحرب القذرة هو كتاب للضابط الجزائري السابق (1992-2000) حبيب سويدية، يعد واحدًا من كتب أسرار الحرب الكثيرة التي يتم منعها، يحكي فيه الضابط دور الكثير من كبار أعضاء الجيش الجزائري بالمساهمة في المجازر التي قد حدثت بالتسعينيات، وبالتحديد حرب العشرية السوداء التي استمرت من 1992 إلى 2002 (وهي نفس فترة تأدية سويدية لخدمته) التي قامت بين الحكومة الجزائرية وجبهات الإسلام السياسي (الجبهة الإسلامية للإنقاذ – الجماعة الإسلامية). 

لسنا هنا للحكم على محتوى الكتاب وصحته، فليس موضوعنا هنا قبل أن نكون مؤهلين لذلك، لكن على ما يبدو أن كتابنا هذا أثار قلقًا لا بأس به ليجعل الحكومة الجزائرية تصادره تمامًا وتمنعه، وكذلك يجعل القضاء الجزائري يصدر حكمًا غيابيًا بالسجن المؤبد والإعدام على حبيب سويدية عام 2006 و2002.  

يشبه كتاب The Pentagon Papers – أوراق البنتاغون أو العلاقات الأمريكية الفيتنامية لوزير الدفاع الأمريكي روبرت ماكنامارا سابقه كثيرًا، فكلاهما كتبهما واحدٌ من كبار الضباط، وكلاهما تسبب في مشاكل لا تحصى للحكومات، إلا أن أوراق ماكنامارا قد حمتها بعض من الحرية الممارسة بالولايات المتحدة الأمريكية من الحظر. 

بدأت حكاية أوراق البنتاغون في يوم 17 يونيو من عام 1967، عندما أراد ماكنامارا نشر كتابه “التاريخ الموسوعي لحرب فيتنام” وقام بتوظيف فريق من وزارة الدفاع لجمع جميع المعلومات اللازمة لجعل كتابه موسوعيًا، ليحصل ماكنامارا في النهاية على واحدة من أكبر أسرار الحكومة الأمريكية التي ما كانت يجب أن تكشف أبدًا.  

تكشف الأوراق لنا العديد من السياسات الخارجية الكاذبة التي استخدمتها الحكومة الأمريكية أثناء الحرب مثل هدف الحرب الفعلي، والذي قال جونسون إن هدفه هو دعم فيتنام الجنوبية كدولة مستقلة ضد الشيوعية، ولكن المذكرة الصادرة في يناير 1965 من البنتاغون (والتي عرضت في مجموعة الأوراق الهائلة) تقول بكل وضوح إن هدف الحرب هو الوقوف ضد حليف الصين الشيوعي. 

كشفت الأوراق كذلك فضائح سياسية عديدة مثل دور الولايات المتحدة الأمريكية في صعود “ديم” لحكم فيتنام الجنوبية، وكيف ساهمت المخابرات الأمريكية في هذا الصعود لليمين الفيتنامي، وكيف أسقطته كذلك بنفسها (دون الالتفات لحرية الشعب الفيتنامي في تقرير مصيره) وغير ذلك من التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية الفيتنامية، وفوق كل هذا العمليات الإرهابية التي شنتها القوات الأمريكية والتي بدأت منذ حادثة خليج تونكين، والتي تضمنت قتل المدنيين واغتصابهم وحرق القرى والمزارع. 

قام الرئيس ريتشارد نيكسون برفع مجموعة من الدعوات القضائية ليبقي الحظر على كتاب ماكنامارا إلا أن المحكمة الأمريكية العليا حكمت لصالحه (6 أعضاء لرفع الحظر و3 للإبقاء عليه).

أقرأ أيضًا:

مطلب الحرية: كيف خلقت المخابرات الأمريكية والولايات المتحدة أسوأ الأنظمة الاستبدادية في العالم؟ 

لن نستطيع الحديث كثيرًا عن كتاب “بوتين: حصيلة 10 سنوات” فلسنا نعرف كثيرًا عنه حتى اليوم، نشر الكتاب عام 2010 بواسطة صحافيَين ينتقدان سياسات رئيس الوزراء الروسي حينئذ فلاديمير بوتين، لتصادر الشرطة الروسية 100000 نسخة من الكتاب قبل البدء في نشره، ولم توضح الحكومة حتى الآن سبب هذا الحظر.  

وبالطبع عندما نتحدث عن كتب ممنوعة من النشر يجب ذكر كتاب أدولف هتلر الشهير الذي يحكي فيه أجزاءً من قصة حياته قبل وصوله لحزب النازيين القومي الألماني، قد يكون هذا مفاجئًا لك بعض الشيء ولكن كفاح هتلر وتحية النازيين والصليب المعقوف وغيرها من رموز الرايخ الثالث محظورة تمامًا في ألمانيا. 

كان كتاب “كفاحي” محظورًا نشره من قبل ناشري بافاريا في جنوب ألمانيا منذ زمن طويل، وذلك من خلال الرقابة على حقوق نشر الكتاب، وهذا يفسر لك لماذا قد تمكنت من قراءة كتاب كهذا في مكتبة المدرسة، بعد مرور فترة طويلة على تاريخ النشر انقضت حقوق النشر ولم يكن هناك ورثة لتجديدها فأصبح لكل شخص الحرية في نشر النص الأصلي. 

يعرف كتاب “سَحق وانتزاع: ضم سيكيم” ضمن قائمة أشهر كتب ممنوعة النشر بأنه أحد أخطر الكتب الهندية التي نُشرت في العقود الأخيرة، وهو كتاب للصحفي والمؤرخ سوناندا كي. داتا راي، يحكي فيه قصة مأساوية لم تُحكَ من قبل عن ضم مملكة سيكيم للهند. 

كانت سكيم في تاريخها الحديث محمية هندية وفق تصنيف الاحتلال البريطاني واستمر هذا التصنيف حتى استقلال الهند في معاهدة 1950 والتي بموجبها تولت الهند مسؤولية حماية والتدخل في الشؤون الخارجية لسكين، ولكن رغم ذلك كانت سكيم تتمتع بحكم ذاتي في أمورها الداخلية.  

ولكن في ظل بعض الخلافات السياسية والمدنية تحديدًا حاول السياسيون خلال ما يعرف بالمؤتمر الوطني لسيكيم أن “يوطدوا” العلاقات أكثر بين المملكة والحكومة الهندية، لتجد المملكة نفسها تحت لواء الحكومة الهندية. 

وفي عام 1975 أُجري استفتاء علني على إلغاء ملكية ستيم وأن تصبح ولاية هندية، وحصل الاستفتاء على موافقة بنسبة 97% مما أثار العديد من الشكوك، حتى الآن فهذه هي القصة التي نعلمها ولكن لداتا راي رأيٌ آخر يحكيه لنا في كتابه عن عمليات التزوير، والمصالح، وكذلك الفساد التي اقترفته الحكومة الهندية بقيادة أنديرا غاندي للقيام بعملية الضم.  

حُظر الكتاب من الهند ويُقال إن نسخته الحقيقية لم تعد متواجدة اليوم في أي مكان بالعالم. 

لك أيضًا:

في أعقاب أسبوع الكتب الممنوعة: أشهر الروايات العربية المحظورة من النشر