من هو باروخ سبينوزا - Baruch Spinoza
ما لا تعرفه عن باروخ سبينوزا
باروخ سبينوزا كان فيلسوفًا هولنديًا قدم توجهًا جديدًا في الفلسفة الأوروبية. وُلِد في أمستردام وترعرع في بيت يهودي تقليدي. درس على يد أساتذة من أصحاب الفكر التقليدي والتقدمي، وكان موهوبًا جدًا في اللغات. بعد وفاة والده، انتقل إلى الفلسفة وبدأ بالعمل في مجال صقل العدسات.
سبينوزا كتب عدة أعمال فكرية هامة، من بينها “الأخلاق” The Ethics التي انتقدت بشكل جريء المعتقدات التقليدية والمفاهيم الفلسفية لله، والإنسان، والكون. رغم الحظر المفروض على أعماله خلال حياته إلا أن تأثير سبينوزا استمر إلى ما بعد موته.
خلال حياته، شارك سبينوزا في نشر أفكار تحولت لاحقًا إلى الأحداث الرومانسية ولكنه لم يكن موفقًا في حياته العاطفية. توفي سبينوزا في عام 1677، وتم نشر مؤلفة “الأخلاق” بعد وفاته إلى جانب أعمال أخرى. حكمته المستفادة من دراسة الماضي وتحسين الحاضر لا تزال صدى لأشهر تصريحات سبينوزا.
السيرة الذاتية لـ باروخ سبينوزا
باروخ سبينوزا كان السابق إلى التفكير الراديكالي (الأصولي-المتطرف) حيث أسس مدرسةً جديدةً لمذهب يدعى السبينوزية (سبينوزيسم). منذ عمر مبكر رفض التعاليم التقليدية إلى جانب إيمانه بالفلسفات الاصطلاحية التي جعلت منه فيما بعد أعظم مفكر في القرن السابع عشر.
اعتبر كتابه “علم الأخلاق” The Ethics الذي نُشر بعد وفاته أفضل أعماله؛ فمن خلاله عُرف على أنه المفكر الأكثر أهمية بين الفلاسفة الغربيين. قدم من خلال هذا الكتاب نقدًا للأفكار والتعاليم التقليدية إلى جانب تقديمه مجموعةً من المفاهيم الفلسفية عن الله والوجود الإنساني والطبيعة والكون بأكمله.
لطالما انتقد الأديان والمعتقدات اللاهوتية والأخلاقية التقليدية، وطوال حياته جعلت منه أفكاره ومعتقداته شخصًا مثيرًا للجدل، حيث لم يكن مقبولًا في الحلقات اليهودية ولم يتم اعتباره من قبل المجتمعات المسيحية، ولم تُعرف أعماله إلا في القرنين الثامن والتاسع عشر على أنها تحف أدبية مهمة، وإلى جانب كونه فيلسوفًا؛ فقد كان يعمل في صقل العدسات وكان يعيش على هذه المهنة.
بدايات باروخ سبينوزا
باروخ دي سبينوزا هو الابن الثاني لميغيل دي سبينوزا Miguel de Espinoza و أنّا ديبورا Ana Débora. وُلد في أمستردام، وكان والده تاجرًا برتغاليًا ناجحًا من اليهود السيفارديك. توفيت والدته عندما كان في السادسة من عمره.
في شبابه كان سبينوزا يتقن العديد من اللغات كالبرتغالية والعبرية والإسبانية والهولندية والفرنسية واللاتينية، حيث نشأ في منزل يهودي تقليدي، وقد تلقى تعليمه التمهيدي في المدرسة الدينية اليهودية كيتر توراه Keter Torah.
تلقى تعليمه على يد أساتذة من أصحاب الفكر التقليدي بالإضافة إلى أصحاب الفكر التقدمي، وقد قام بعمل جيد في كلا الاتجاهين الفكريين، لقد كان تلميذًا متقد الذكاء إلى جانب إمكانياته في أن يصبح حاخامًا يهوديًا، ومع ذلك فإن مرض أخيه وموته المفاجئ دفع به إلى أن يتخلى عن التعليم ليلتفت إلى الأعمال العائلية عام 1650.
الحياة الشخصية ل باروخ سبينوزا
شعر لأول مرة بشعور رومانسي تجاه ابنة زميله، كلارا، لكن ذلك الحب كان من جانب واحد حيث رفضته واختارت شخصًا كان أكثر ثراءً.
حقائق عن باروخ سبينوزا
كما ورد في وصيته، تم نشر مؤلفه "الأخلاق"The Ethics بعد وفاته، عام1677 إلى جانب أعماله الأخرى. وقد قسمت أساسًا إلى خمسة أجزاء، فيما يتعلق بالله، وطبيعة وأصل العقل البشري، وطبيعة وأصل العواطف وعبودية الإنسان، أو قوة العواطف، وقوة التفاهم أو حرية الإنسان.
أشهر أقوال باروخ سبينوزا
وفاة باروخ سبينوزا
بدأت صحته في التدهور في عام 1676 وبحلول العام التالي ازدادت سوءًا. وفي 20 شباط/ فبراير 1677، لفظ آخر أنفاسه بسبب مرض الرئة الذي نتج عن استنشاقه الغبار من عملية صقل العدسات، وقد دفن في ساحة كنيسة كريستي نيو كيرك في لاهاي.
إنجازات باروخ سبينوزا
في عام 1653 بدأ بدراسة اللغة اللاتينية إلى جانب المفكر فرانسيس فان دين إيندن، حيث كان الأخير مفكرًا حرًا قدم لسبينوزا النمط الجديد من التفكير حيث فتح عينيه على أساليب الفلسفة الحديثة وعلى فلسفة Scholastic التي تمثل نمطًا جديدًا من أنماط التعلم.
بعد وفاة والده عام 1954 بقي لفترة أحد عشر شهرًا وهو يرنم صلاة الصباح اليهودية أو ما يسمى كاديش، ورفض أن يأخذ ميراثًا من والده، وتنازل لأخته ربيكا عن كل شيء. أدار تجارة العائلة المستوردة لفترةٍ قصيرة حيث واجهت أزمةً مالية بسبب الحرب الإنجليزية الهولندية الأولى، وليتخلص من الدائنين أعلن أنه يتيم وتخلى عن واجباته، بعدها حصل على ميراثه من أمه وتحول بشكلٍ كامل إلى الفلسفة والعمل في البصريات والعدسات.
اعتمد اسمًا لاتينيًا وهو بنيديكتوس دي سبينوزا وبدأ يعمل كمدرس، وقد مثل ذلك تحولًا كبيرًا في حياته، حيث اطلع على الأفكار العقلانية والمنطقية التي كانت تتبناها جماهير المناهضين لسيطرة الكنسية والقساوسة، وشاهد جماعات المعارضين للكنيسة يتمردون على القيم والعقائد التقليدية. وساعده اطلاعه على أنماط تفكير حديثة على تكوين أيديولوجيته وأفكاره الخاصة والتي بسببها وقع في مواجهات مع السلطات وأولئك الذين يناصرون الأفكار والقيم التقليدية.
كان غالبًا ما يرفع الصوت بوجه المتمسكين بالتقاليد (الأصوليين) وفي عام 1656 تم منعه من محفل التلمود التوراتي بسبب أفكاره المتطرفة، وبسبب تعرض الجماعة اليهودية التي يرتبط بها في أمستردام إلى الاضطهاد وخطر الطرد بعد أن قام بنشر أفكاره المتطرفة إلى العلن. ولم يمثل كتاب الحرمان أمرًا مفاجئًا له بل مثل رسالة إغاثة حيث أنه لطالما أراد الانفصال عن محفل التلمود التوراتي.
توقف عن ارتياد المعبد وبعد فترة أعرب عن مشاعر الاستياء والعداء تجاه اليهودية، بالرغم من أن البعض ادّعى أنه أرسل رسالة اعتذار من كبار السن في الكنيسة اليهودية يوضح من خلالها وجهة نظره ضد الأرثوذوكسية، فيما قال آخرون أنه لم يقدم أي اعتذار.
وعلى الرغم من التكهنات الشعبية بأنه اعتنق المسيحية بعد طرده من المحفل اليهودي؛ فقد احتفظ باسمه اللاتيني بدلًا من ذلك، بالإضافة إلى أنه بالرغم من صلاته الوثيقة بالمسيحيين وانتقاله للإقامة في منطقة كوليجينت Collegiante، فقد رفض المعمودية وبالتالي أصبح أول يهودي علماني في أوروبا الحديثة.
بعد حظره وطرده من أمستردام، بقي في قرية في أوديركيرك آن دي أمستيل لفترةٍ وجيزة، عاد بعدها بفترة قصيرة إلى أمستردام وخلال فترة إقامته في المدينة، أخذ دروسًا خاصة في الفلسفة و في مجال صقل العدسات.
في الفترة ما بين 1660 و 1661، غادر أمستردام بعد أن ضمن حصوله على إقامة جيدة في رينجنسبورغ-ليدن، وهناك قام بأشهر وأعظم أعماله، في عام 1663 كان أول أعماله بعنوان " Short Treatise on God, Man and His Well-Being". وقد كتب المقال في محاولة لإبراز وجهات نظره الميتافيزيقية والمعرفية والأخلاقية إلى العلن.
في الوقت نفسه، كان قد بدأ العمل على دراسة نقدية لكتاب ديكارت "مبادئ الفلسفة" Principle of philosophy. في عام 1663 انتهى كليًا من عمله النقدي الأول الذي حمل اسمه ونشر خلال حياته، وفي العام نفسه انتقل إلى فوربورغ.
أثناء وجوده في فوربورغ بدأ بالتعاون مع العديد من العلماء والفلاسفة واللاهوتيين من أجل عمله المقبل "الأخلاق" The Ethics، ومن أجل كسب لقمة العيش، كان يعمل في صقل العدسات وصناعة الآلات.
وخلال تلك الفترة بدأ أيضًا بالتحضير لعمله التالي وهو "الرسالة السياسية اللاهوتية" Theological Political Treatise والتي خصصها للدفاع عن الحكومة العلمانية والدستورية وقد نشرت باسم مجهول عام 1670، وقد تلقى هذا العمل الفاضح الكثير من الانتقادات من قبل الجمهور فور نشره كما تم منعه بشكلٍ رسمي وقانوني عام 1674.
في 1670، انتقل إلى لاهاي. أثناء وجوده في لاهاي، عمل في كتابة الأبحاث السياسية وغيرها من المواضيع الإضافية بما في ذلك مقالتان علميتان بعنوان "On the Rainbow" و"On the Calculation of Chances"، بالإضافة إلى ذلك بدأ في كتابة عمل لم يتمكن من إكماله باللغة العبرية، وبدأ أيضًا ترجمة الكتاب المقدس إلى الهولندية، لكنه في نهاية المطاف قام بالتخلص منه.
في عام 1676 انتهى من عمله الأبرز وهو "الأخلاق" The Ethics، انتقد العمل بشكلٍ جريء المعتقدات التقليدية والمفاهيم الفلسفية لله، والبشر، والوجود الإنساني والكون ككل. كما انتقد بشدة الأديان والمعتقدات اللاهوتية والأخلاقية، وقدم من خلالها وجهة نظره عن الله والطبيعة بأنهما كأي شيء آخر مناقضًا بذلك الأفكار التقليدية والمعتقدات الدينية.
آخر أخبار عن باروخ سبينوزا
مراسلات باروخ سبينوزا تصدر عن دار "الرافدين" - Al Mayadeen الميادين
•
باروخ سبينوزا.. «أمير الفلاسفة» - الاتحاد للأخبار
•
باروخ سبينوزا ..حياة قصيرة ومسيرة استثنائية حافلة - دار الهلال
•
من أرشيف أراجيك
الحرية والإرادة: دروس من سبينوزا وستندال - القدس العربي
•
المراسلات: باروخ سبينوزا - Ebook - باروخ سبينوزا - ISBN 9789922671215 - Storytel
•
فيديوهات ووثائقيات عن باروخ سبينوزا
آخر تحديث