
1048 - 1131
الحلاج هو شاعر ومتصوف معروف بشعره الصوفي وآرائه الدينية والسياسية. وُلد حوالي عام 858م في فارس وتنقّل بين عدة مدن وولايات. درس النحو والقرآن الكريم على يد المحدثين الحنابلة قبل دخوله في ساحة السياسة. له قصائد كثيرة في الشعر الصوفي مثل “إلى كم أنت في بحر الخطايا” و “كادت سرائر سري أن تسر بما” و “قلوب العاشقين لها عيون”. اتُّهِمَ بـالكفرِ والزندقة بسبب آرائهِ، حتّى صُلِبَ حيًّا.
أمضى الحلاج فترة شبابه في مدينة واسط التي كانت تعتبر معقل الفكر السني. تأثير شخصية الحلاج امتدّ لأكثر من مجال فضلاً عن شعوره المؤثّر والقصائد التي تغنى بها. أُلِّفت عدّة مسرحيّات ومسلسلات عن سيرته، مثل مسرحية “مأساة الحلاج” التي عُرِضَت عام 1971 في مصر. قصائده استخدمها كبار الملحنين، أمثال مارسيل خليفة وعمر خيرت. على الرّغم من تأثيره الواسع في مجال الشعر والأدب، لقى الحلاج نهاية مأساوية حيث حُكِمَ بالإعدام بسبب آرائه وفلسفته في الحياة.
كان الحسين بن منصور الحلاج فارسي الأصل من بلدة “البيضاء” التي ينسب إليها المفسر “البيضاوي”.
وُلد الحلاج في منتصف القرن الثالث الهجري ونشأ بالعراق، وقُتل في سنة ثلاثمائة وتسعة هجرية. وفي سنٍ مبكرة جدًا، و هو بعد غلامٌ في السادسة عشرة من عمره، اتصل بالصوفية، ولبس حرفتهم، وتتلمذ على يد أعلامهم كالجنيد، وسهل التستري وغيرهم. ثم أصبح له هو نفسه مع مرور الأيام مريدون كثيرون، كان يعبر عنهم في قصائد بقوله : “أصحابي وخلاني”.
لم يلبث الخلاف أن بدأ ينشب بين الحلاج وبين أعلام الصوفية في عصره، فقد كانوا هم يبيتون أمرهم على كتم مشاعرهم ووجدهم وأفكارهم وأسرارهم، وكانوا يؤثرون العزلة على الناس، تاركين أمر تدبير الخلق لله. أما هو فقد تملكته نشوة التعبير، فجهر بأفكاره وإحساساته في الأسواق ولعامة الناس.
كما تملكته نزعةٌ إصلاحية، حملته أخيرًا على أن يطرح خرقة الصوفية، وأن يكثر من التنقل في البلاد، يلقى الناس، ويسمع منهم، ويتحدث إليهم بكلامٍ مفهوم حينًا وغير مفهومٍ في كثيرٍ من الأحيان، ولكنهم على كل حال افتتنوا به افتتانًا كبيرًا، جعل البعض منهم يرفعه عن أن يكون إنسانًا عاديًا، إلى حد أنهم عندما قتل، لبثوا ينتظرون أوبته زاعمين أن أعداءه لم يقتلوه هو بعينه، وإنما شبه لهم.
كان الحلاج في تجواله في البلاد، وفي تطوافه في الأسواق، وفي لقائه الناس، ينتقد الأوضاع السائدة في عصره، فأوغر ذلك عليه الصدور، ودُبرت له المكيدة، وحُوكم محاكمةً صوريةً سريعة بتهمة الزندقة والإلحاد، وصدر الحكم في شأنه بالإعدام، وقُتل شر قتلة.
عندما أحس الحلاج بالخطر، خاطب قضاته بقوله: “ظهري حمي، ودمي حرام، وما يحل لكم أن تتهموني بما يخالف عقيدتي ومذهبي السنة، ولي كتب في الوراقين تدل على سنتي، فالله الله في دمي”.
لعل هذه كانت من المرات القلائل التي تكلم فيها الحلاج بكلام واضح مفهوم، ولكن ذلك لم يغن عنه شيئًا؛ فقد جلد ألف سوط، وقُطعت يداه ورجلاه، وأحرقت جثته، ورمي برمادها في نهر الفرات وعُلق رأسه بباب الكرخ.
1048 - 1131
1923 - Invalid Date
1910 - Invalid Date
1938 - Invalid Date
1929 - 2013
1932 - 1978
1934 - 2006
1941 - 2008
1912 - Invalid Date
0865 - Invalid Date
0525 - 0615
كان الحلاج على الأرجح من أصلٍ فارسي على الرغم من أن البعض قالوا بخلاف ذلك. وُلد حوالي عام 858 للميلاد في فارس، وقد كانت المنطقة الجنوبية الغربية من بلاد فارس أيام خضوعها للدولة العباسية لا تزال تدين بالزارادشتية وتعتنق ثقافتها على الرغم من انتشار اعتناق الإسلام آنذاك، فكان جد الحلاج زارادشتيًا واعتنق والده الإسلام.
كان والده حرفيًا في إحدى المناطق التي كانت قد اعتنقت الإسلام حديثًا خارج منطقة البادية، وهكذا فقد يكون الحلاج نشأ على اللغة العربية، في حين لم يكن بعض معاصريه من المتصوفين الفرس معتادين على اللغة الجديدة.
على الرغم من أن الكثيرين من عائلته اعتنقوا الإسلام، إلاّ أن البعض بقوا على الزارادشتية، وقد كانت والدته عربية من الحارثية وفق بعض المصادر.
كان الحلاج مسلمًا سنيًا، وكان له صديقان من المسلمين الشيعة في البيضاء، كان والده يعمل في حلج القطن فسمي بالحلاج، وهي مهنةٌ كان الابن يمتهنها من وقتٍ لآخر. تنقل منصور إلى المدن الشهيرة بصناعة الأقمشة مثل الأحواز وتستر واستقر به المقام في واسط جنوبي العراق.
أمضى الحلاج فترة شبابه في واسط التي كانت تعتبر معقل الفكر السني وتعلم فيها على المذهب الحنبلي، وتشير بعض الدراسات إلى أنه شحذ هناك عربيته وأصبح عربيًا كاملًا لم يزل يحتفظ ببعض الموروث الفارسي من طفولته الذي نظمه لاحقًا بالعربية.
تزوج الحلاج من ابنة أبي يعقوب الأقطع البصري الذي كان بدوره من تلامذة المتصوف ذائع الصيت الجنيد البغدادي وأحد أفراد عائلة من الكتاب الإيرانيين من الأحواز، وقد كان هذا هو الزواج الوحيد للحلاج ورزق فيه أربعة أبناء وابنةً واحدة. أما من حيث ديانة الحلاج ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسلمة.
النقطة أصل كل خط، والخط كلّه نقطٌ مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف هو متحرك عن النقطة بعينها، وكلّ ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليلٌ على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا قلت: ما رأيت شيئاً إلاّ رأيت الله فيه.
أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا نحن روحان ِحَلَلْـنا بدنا
فـإذا أبصرتـَني أبصرتـَهُ وإذا أبصرتـَهُ أبصرتـَنـا.
أفهامُ الخلائقِ لاتتعلَّق بالحقيقة، والحقيقة لاتتعلَّق بالخليقة. الخواطرُ علائقُ، وعلائقُ الخلائقِ لاتصل إلى الحقائق. والإدراك إلى علم الحقيقة صعبٌ، فكيف إلى حَقِّ الحقيقة.
كان الحلاج ممن يرى التصوف جهادًا متواصلاً للنفس، بالابتعاد بها عن متع الدنيا وتهذيبها بالجوع والسهر، وتحمل عذابات مجاهدة أهل الجور، وبث روح الثورة ضد الظلم والطغيان. ويؤكد اتصاله بالزنج والقرامطة ذلك، وهما من الحركات الثورية المعروفة في عصره. وكان أن دخل بعض أمراء الحكم تحت قيادته الروحية، وكتب الحلاج لهم بعض الرسائل في الأخلاق السياسية، ثم كان أن دالت دولة هؤلاء الأمراء بتغلب أعدائهم عليهم، فألقي القبض عليه وكانت نفسه قد تاقت للشهادة.
دامت محاكمة الحلاج تسع سنوات قضاها في السجن يعظ السجناء، ويحرر بعض كتاباته. وكان مما أخذ عليه أيضًا نظريته في تقديس الأولياء التي عدوها ضربًا من الشرك، وبعض أقواله التي حملوها على محمل التجديف.
وفي السادس والعشرين من آذار/ مارس عام922 أُخرج الحلاج من محبسه وجلد جلدًا شديدًا، ثم صُلب حيًا حتى فاضت روحه إلى بارئها. وفي اليوم التالي قطع رأسه وأحرق جثمانه، ونثر رماده في نهر دجلة، وقيل أن بعض تلاميذه احتفظوا برأسه.
ومن المعروف أن القاضي أبو عمر المالكي هو من حكم بقتل الحلاج، بعد أن رأى كفره ومروقه وتماديه في الضلال – على حد زعمه- وقد أمر الخليفة بإنفاذ الحكم.
وعلى الرغم من أن الحلاج لم يعد نفسه من الشعراء، إلا أن ديوانه من أبدع دواوين الشعر العربي، ويضم الديوان نصوصًا جمعها تلاميذه، وهي أشعارٌ ومناجاياتٌ وأخبارٌ من كتاب الطواسين، وثمة نصوصٌ أخرى حررها تلاميذه تزودنا ببعض أشعار ونصوص نثرية مفقودة للحلاج، ومنها حكاية الكرماني أو التقييد.
آخر تحديث