مدونات أراجيك
مدونات أراجيك

د

الأزمات تطلق عنان الإبداعات!

بقلم هتان الدوسري

المؤسس والرئيس التنفيذي
هاء للإنتاج

الصورة شغف.. والقصة إلهام.. والفن رسالة.

كثيراً ما تؤثر الأزمات على مسار الروتين اليومي للحياة، فقد يتوقف البعض عن تأدية مهامهم اليومية وقد تتوقف كذلك بعض الأعمال، ومن خلال معاصرتي لكثير من الأحداث على مدار العشر سنوات الماضية، لا زلت أرى أنّ الفن والإبداع هو الحلقة الأقوى في مجابهة كل الظروف.

الفن رسالة سامية تحمل في طياتها قوة هائلة بمقدورها أن تتحدى أي شيء، وكصانع أفلام وعاشق للصورة بكل أشكالها كثيراً ما استوقفتني تلك الرغبة الملحة في ابتكار شيء ما في مثل هذه الأوقات، رغبه في الإبداع والإنجاز وكأن حسي الفني يتمرد علي إذا ما قررت أن استسلم للأحداث المحيطة.

أذكر جيداً بدايتي في مجال الإنتاج وصناعة الأفلام وكيف كانت موهبتي التي ترى في كل زاوية لوحة فنية توثق، تبحث هائمةً عن منصة تحتضنها وتتبناها، وفي فترة الهدوء التي نعمت بها خلال أزمة كورونا الحالية فكرت بعمق في كل تلك المواهب التي عزلتها جدران البيوت وسرحت بخيالي لأجد نفسي أعيش تلك الإحباطات التي أحست بها كل تلك المواهب الشغوفة التي مازالت تبحث متخبطةً علها تجد بداية للطريق الصحيح.  ووجدت أنّ الأخذ بيدهم وتحفيزهم وتشجيعهم هو واجب تحتمه علي رسالتي وتفرضه إنسانيتي في هذه الأوضاع.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Haa هاء للإنتاج السينمائي (@haa.production) on

وما أن أُطلقت مبادرة بالفن نحارب كورونا حتى انهالت المشاركات وكأنها طفل حبيس قد أطلق سراحه.. خيال وإبداع وابتكار غير مسبوق بإمكانيات بسيطة وموارد محدودة كانت مفاجئة أثلجت الصدر وزادت بهجتها أعداد المشاركات التي استمرت حتى بعد انتهاء المبادرة، عدا عن إقبال كثير من زملاء المهنة على تقديم الدعم والمساعدة ومشاركة الآراء.. ورشة عمل متكاملة واستعدادت فنية غير مسبوقة من الجميع وكلٌ في مكانه ولا شي يحتضنا سوا هذا الفضاء الإلكتروني الواسع..

 تبسمت بين جدران منزلي وتأكدت أن للفن حصانة وتصريح مفتوح يتخطى قيود الزمان والمكان والأحداث، ومن ينظر بإمعان إلى كل تلك المشاركات يعي تماماً أن الفن كان طوق النجاة وفسحة الأمل الذي أضاء ظلام هذه الأزمة، والأجمل من ذلك كله كان عطش الجمهور وحماسهم وتفاعلهم مع كل هذه الإبداعات.. نعم الفن رسالة كل وقت والدرع الذي نحارب به أي أزمة فلا تتوقفو أبداً عن مشاركة إبداعاتكم.