قبل طرحه في معرض الكتاب 2021: مؤلفة ورسامة كتاب «قنال لا تعرف المُحال» تكشفان كواليسه لـ «أراجيك»
7 د
يتناول كتاب قنال لا تعرف المحال جزءًا هامًا من التاريخ المصري الحديث بأسلوب القصص المصورة؛ ملقيًا الضوء على الاستراتيجية التي اتبعتها الدولة المصرية، هندسيًا ولوجيستيًا، في إطار حل أزمة جنوح السفينة الشهيرة عالميًا “إيفر جيفن” في قناة السويس خلال شهر مارس لعام 2021، كما حرص صناعه على استغلال هذه الفرصة لربطها بتاريخ القنال العريق، وما مرت به طوال الأعوام الماضية منذ إنشائها.
اقرأ أيضًا:
- من ميكي إلى العربي الصغير: أين ذهبت مجلات الأطفال العربية في عصر الميديا؟
أزمة جنوح سفينة “إيفر جيفن” تتصدر التريند مجددًا بسبب هذا الكتاب
والمفارقة في الأمر، كانت الإعلان عن صدور كتاب أمريكي قصص أطفال مصورة يحمل اسم «السفينة الكبيرة والحفار الصغير» The big ship and little digger، للكاتب رايان بيترسون، والذي يتناول الأزمة ذاتها، التي تسببت في تعطيل حركة التجارة والاقتصاد عالميًا، وكيفية تجاوزها والتخطيط لحلها.
فقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية، صورة لغلاف هذا الكتاب ورسوماته، بعد طرحه للبيع أونلاين بقيمة 25 دولارًا أمريكيًا، وسخر البعض من صناعته بأيدي غير مصرية في دول غربية وليست عربية، وكان ذلك قبل أيام قليلة من الإعلان رسميًا عن العمل على توثيق الفكرة من قِبل أيادي مصرية في قصة مصورة تستهدف التعريف بالحدث.
ردًا على الانتقادات.. أول تعليق من رسامة كتاب «قنال لا تعرف المحال»
“تعزيز قيمة الحدث المصري المرتبط بقناة السويس” كان هذا التعليق الأول الذي صرحت به الرسامة سالي سمير، في منشور على صفحتها الرسمية الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، لافتة إلى أنه ظهور نسخة كتاب اَخر بقصة أجنبية عن أزمة تعويم السفينة الجانحة يعود بالإيجاب عن مكانتها في العالم، معترضة على عدم إلقاء الضوء على الكتاب المصري بموضوعية بعد كشف الحقيقة.
وتقول الرسامة سالي سمير في تصريحات صحفية خاصة لـ مجلة “أراجيك” العربية:
ترى أن اهتمام الجانب الغربي بالحدث يشير إلى حرصهم الاطلاع على الكتاب المصري أيضًا خلال الأيام المقبلة، كما شعرت بشغف القراء لقراءة الكتابين، واصفة ردود الأفعال على طرح كتاب ” قنال لا تعرف المُحال” بـ “المبهر”، موجهة الشكر لـ “هيئة الكتاب” لاهتمامها وعملها على طرح هذا الموضوع على وجه الخصوص، مشيرة إلى أن أهميته تسمح بطرح كتاب آخر أفضل عنه، و”الأطفال” هم المستفيدين بهذه المنافسة الحميدة.
عناصر دمج النصوص الأدبية والمعلومات بالرسومات للأطفال والشباب
توضح أنه «قنال لا تعرف المحال» يأتي في جزء واحد مكثف، على الرغم من احتوائه على معلومات ثقيلة، إلا إن الحوار فيه خفيف على الأطفال، وتصف:
لافتة إلى أنه موجه للأطفال فوق سن السابعة، لكن الشباب وكبار السن أيضًا يمكنهم الاستفادة منه.
وتتابع مضيفة: “استفدت منه شخصيًا، أثناء العمل عليه ورسم تفاصيله؛ على سبيل المثال الفرق بين “الكراكة” و”الحفار”، هناك الكثيرون يخلطون بينهما، على الرغم من الفرق الكبير بينهما، وهو جزء من المعلومات التي يوفرها الكتاب”، مشيرة أنها لجأت لاستخدام الألوان الفلوماستر ذات درجات الألوان المبهجة؛ لتوزن بين المعلومات المتواجدة والرسومات وتجذبهم لاستكمالها.
تلفت إلى أنها حاولت استخدام ستايل بسيط قريب للأطفال، وهنا تكمن صعوبته بالمقارنة مع الأساليب الأخرى في الرسم ذات التفاصيل الكثيرة، واصفة: “خاصة أنه هنا نحتاج تكثيف التفاصيل فيما يخدم النص المكتوب بدرجة كافية؛ لتسهيل الكثير من المصطلحات والعبارات المستخدمة في النص”.
«قنال لا تعرف المحال» تتضمن بُعدًا اجتماعيًا واقتصاديًا وفنيًا
تعيش المؤلفة سماح أبو بكر في مدينة الإسماعيلية، تلاحظ الأحداث من حولها؛ رأت المهندسين والعمال والعمل الضخم على القناة وتأثيرها محليًا وعالميًا على الكبار والصغار في منطقة القناة تحديدًا أثناء حدوث الأزمة وتوقف الملاحة والاهتمام بالتخطيط الجيد لحلها، ومن ثم شعرت أنه يجب توثيق هذه الحالة بعد تعويم السفينة، وهو ما قوبل بنفس الاهتمام والشغف من الدكتور هيثم الحاج علي رئيس هيئة الكتاب.
وتتابع “سماح” موضحة لـ “أراجيك”:
لافتة إلى أن هناك نية لترجمة الكتاب إلى لغات أخرى لتصل لأكبر عدد من القراء في العالم.
استقبلت “سالي” اقتراح العمل على مشروع كتاب من الكاتبة المصرية، بالترحاب الكبير آنذاك، وتفسر الفنانة المصرية:
تتابع موضحة أن المشروع كله استغرق شهرين منذ تولت الكاتبة العمل عليه، واحتاجت شهر ونصف لإتمام الرسومات كاملة، وتقول: “قرأت النص جيدًا، ومن ثم عملت على الاسكتشات، ورسم الصفحات الداخلية للكتاب”.
فيما توضح “سماح” أن «قنال لا تعرف المحال» ليس قصة قصيرة، وتصف:
اقرأ أيضًا:
- رواية صاحب الظل الطويل وجزئها الثاني عدوي اللدود: رحلة حياة نتتبعها عبر الرسائل
معوقات صناعة الكتب المصورة للأطفال في الوطن العربي
الكتاب يجمع معلومات حقيقية في قالب قصة خيالية، وبسؤالها كيف حافظتِ على التوازن بين المستويين؟ تجيب أنها كانت معضلة حقيقية، وتقول:
على الرغم من المجهود البدني المبذول في رحلة بحث وانتقاء وتجميع “سماح أبو بكر عزت” للمعلومات بنفسها وسط السقالات واهتمامها بالتوجه في مكان الحدث وجنوح السفينة نفسه للكتابة عنه جيدًا إلا أنها ترى أن الأصعب في هذا المشروع هو المجهود الذهني من خلال تضمين الخيال مع توثيق الحدث وصياغتها في قالب أدبي مبسط وقريب لوجدان الأطفال، بحسب وصفها.
وبتوجيه السؤال لـ “سالي سمير” عن المعوقات التي تواجه صناعة الكوميكس أو الكتب المصورة؛ تقول إنه من واقع عملها المتخصص في الثانية، تجد أن مشكلة كتب الأطفال أنها مكلفة من حيث الأطراف العاملين عليه من كُتاب ورسامين ومصممين، فضلًا عن الميزانية وطباعته الغالية المرتفعة مقارنة مع الكتب الأخرى، إذا تم التركيز على إخراج كتاب ذات جودة جيدة وسعر مناسب في الأسواق، سواء كان ذلك في مصر أو أي من دول الوطن العربي.
تضيف إلى أن الهيئة العامة للكتاب حرصت على توافر هذه المقومات في كتاب «قنال لا تعرف المُحال»، قائلة: “كتاب جودته جيدة للغاية ومتوفر بأسعار تناسب العائلات للشراء”، مختتمة بالتمني أن يحظى كثير من الكتب الموجهة للأطفال بنفس هذا الاهتمام خلال الفترة المقبلة خاصة أن السوق المصري ثري ومتميز دومًا بالنصوص الإبداعية المختلفة ولها الريادة في كتب الأطفال منذ عصر محي الدين اللبان.
لك أيضًا:
- أشهر عشر قصص أطفال عالمية تحكي مغامرات لفتيات صغيرات
- في جعبتي أشهر قصص الأطفال العربية!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.