تريند 🔥

🤖 AI

معلومات حول غاز الكيميتريل

معروف محمود
معروف محمود

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

4 د

نادرًا ما ننظر إلى السماء ولا نرى خطوطًا بيضاءَ تتشكل خلف الطائرات عند تحليقها في طبقات الجو العليا، بعضها يكون شبه شفاف ويزول بسرعةٍ، وبعضها الآخر يكون كثيفًا ويدوم لمدةٍ طويلةٍ. اختلفت الآراء حول ماهيّة هذه الخطوط؛ فالبعض يقول إنها خطوطٌ ناتجة عن محركات الطائرات، وآخرون يقولون بأنها موادٌ كيميائيةٌ يتم رشُّها عمدًا (الحديث عن غاز الكيميتريل بالأخصّ) بقصد التلاعب بالطقس والتأثير على سلوك البشر، سنتطرَّق إلى حقيقة هذه الخطوط والنظريات المتعلقة بها في المقال التالي.


ما هو الكونتريل (Contrail)

قبل تعريف غاز الكيميتريل يجب تسليط بعض الضوء على الكونتريل (النفثات)، أو كما يسميه البعض الغيوم الصناعية لمعرفة الفرق بينها وبين الكيميتريل.

الكونتريل هو مسارٌ دخانيٌّ أبيضُ اللون، يتشكل خلف الطائرات، ناتج عن عملية احتراق الوقود في طبقة التروبوسفير العليا، حيث تكون درجة حرارة الهواء منخفضةً جدًا، مؤدية لتجمد قطرات التكثيف (Condensation Droplets) الموجودة في وقود الطائرة.

عند الاحتراق، يندمج الوقود المشبع بالهيدروجين مع الأوكسجين من الهواء مشكِّلًا بخار الماء، الذي ما يلبث أن يتجمد عند خروجه من عادم الطائرة، وعندما يكون الهواء في الوسط المحيط جافًّا، يتلاشى الكونتريل بسرعةٍ حيث يجب أن يكون الهواء المحيط مشبعًا بالماء بشكلٍ شبه تام حتى تتشكل هذه الخطوط البيضاء، وتبقى مدةً من الزمن ليتم مشاهدتها.

بعض هذه الخطوط تبقى لمدة 8 أو 6 ساعاتٍ، وقد تنتشر لتغطي مساحةً كبيرةً من السماء، ويعتمد ذلك على درجة إشباع الهواء ببخار الماء، وسرعة الرياح في مكان وجود هذه الخطوط، فعند تشكلها في وقت غروب الشمس تبقى مضيئةً لمدةٍ قصيرةٍ بعد غروب الشمس عن سطح الأرض، وذلك لأنها تكون عاليةً جدًا في السماء وبسبب شكل الكوكب الكروي، تغيب الشمس في المناطق منخفضة الارتفاع قبل المناطق المرتفعة، مما يعطي هذه الخطوط منظرًا جميلًا عند الغروب..


ما هو غاز الكيميتريل (Chemtrail)

يدَّعي البعض أن الخطوط البيضاء المتشكلة خلف محركات الطائرات هي موادٌّ كيميائيةٌ ضارة بالبيئة والإنسان، حيث تقوم الحكومات برشّها فوق مناطقَ محددةٍ بغية التلاعب بالظروف المناخية وإجراء تجارب بيئية، ولكن هذه الادِّعاءات لا تملك أي دليلٍ علميٍّ صريحٍ يثبت أن هذه الانبعاثات هي مواد سامة ومعادن ثقيلة.

على كل حالٍ، إنّ إطلاق مثل هذه المواد في طبقات الجو العليا حيث الهواء القوي ومتغير الاتجاه سينقل هذه المواد بسرعةٍ، ويشتِّتها جاعلًا الهدف من إطلاقها دون معنى لعدم إمكانية دراسة أي تغيراتٍ، مما يجعل هذه التجارب فاشلةً ولا يمكن الاعتماد على نتائجها في مجال البحث العلمي والجيوغرافي.

في فترةٍ سابقةٍ، قامت بريطانيا في فترة الخمسينات من القرن الماضي برش الملح، والثلج الجاف ويود الفضة على الغيوم من أجل جعلها ثقيلةً مسببة هطول الأمطار. .


نظرية مؤامرة الكيميتريل

يشير أنصار هذه النظرية أن الحكومات بالمشاركة مع أطراف وأحزاب ثانوية منخرطة في برنامجٍ سريٍّ لإضافة مواد كيميائية سامة من الطائرات مشكلّةً أعمدة بيضاء في السماء تشبه إلى حدٍّ ما الكونتريل الناتج عن محركات الطائرات بشكلٍ طبيعيٍّ، حيث أنهم يعترفون بأن الكونتريل شيءٌ حقيقيٌّ وغير ضارٍّ، ويميزونه عن غاز الكيميتريل ويزعمون أن الحكومات تستخدم حججًا واهيةً مثل التعقيم والحد من الاحتباس الحراري من أجل التستر على الاستخدامات الأساسية للكيميتريل، وهي برأيهم التحكم في متوسط العمر المجتمعي، التحكم بالطقس والتحكم بالدوافع النفسية.

الادعاءات بوجود برنامجٍ سريٍّ واسع النطاق لرش المواد من الطائرات أمر غريب وغير منطقيٍّ أبدًا، خصوصًا أن المُدَّعين لا يملكون أي دليلٍ قاطعٍ وعلميٍّ يثبت هذه الاتهامات، حيث أنهم يكتفون بالقول أن غاز الكيميتريل يختلف بالشكل عن الكونتريل، وهذا بالطبع دليلٌ غير كافٍ وغير منطقيٍّ، وهو كمن يقول أن الكائنات الفضائية تعيش بيننا متنكرةً بهيئة بشرٍ والدليل أن بعض البشر يتصرفون بشكلٍ غير طبيعيٍّ.

من المستحيل إبقاء هكذا مشروع سريًّا، لأنه من السهل على أي شخصٍ يعمل في هذا المشروع أن يفضح هذه المؤامرة بصورٍ أو وثائقَ أو عيِّناتٍ من المواد الضارة، أي شخصٍ يمتلك في نفسه شعورًا بالإنسانية لن يقبل بالعمل في مشروعٍ يضر أهله وسكان بلده وسيفضح المشروع في حال وجوده.

في دراسةٍ تم نشرها في صحيفة رسائل البحث العلمي (journal Environmental Research Letters) تم عمل استبيانٍ من قبل الباحثين في هذه الصحيفة مع 77 عالمًا في مجال الجو وطبقاته في أنحاء العالم حول احتمالية وجود مؤامرة سرية لرش المواد الضارة من الطائرات، وقد أكَّد 76 عالمًا منهم عدم وجود أدلةٍ تثبت هذا المشروع، وأن كل الإدِّعاءات حول وجود غاز الكيميتريل يمكن تفسيرها بطريقةٍ أخرى علمية تنفي هذه الاتهامات والمعتقدات الخاطئة. .

هل أعجبك المقال؟