تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

ما هي الغلوبولينات المناعية

ياسمين السيد
ياسمين السيد

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

5 د

ينتهج الجسم العديد من أساليب الدفاع لحمايته من غزو الكائنات المُمرِضة مثل البكتيريا والفيروسات، وفي هذا الصدد، يتجلى دور الأجسام المضادة أو الغلوبولينات المناعية كإحدى أهم المواد الحيوية التي يُعوّل عليها في التخلص من السموم ومكافحة الأمراض. دعونا نتعرف أكثر على الغلوبولينات المناعية وخصائصها المميزة التي اكسبتها هذه القدرة الفائقة، فضلًا عن تطبيقاتها المهمة في مجال البحث العلمي والتشخيص والعلاج الطبي.

ما الفرق بين مصطلحَي الغلوبولين المناعي والجسم المضاد!؟

من الناحية العلميّة؛ لا فرقَ جوهريًّا بين الغلوبولين المناعي (Immunoglobulin) أو الجسم المضاد (Antibody)؛ فغالبًا ما يدل كُلٌّ منهما على الآخر. أمّا لغويًّا، فيمكن اعتبار مصطلح الجسم مضاد على أنه توصيف وظيفي للغلوبولين المناعي، بما يعني أن وظيفة الغلوبولين المناعي هي أن يكون جسمًا أو مادة تُضاد وتُعاكس تأثير الكائنات المسببة للأمراض - التي تُعرف بالمستضدات - وتقضي عليها.


تعريف الغلوبولينات المناعية

الغلوبولينات المناعية (Immunoglobulins)، أو كما تُعرف شيوعًا بالأجسام المضادة، عبارة عن بروتيناتٍ سكريةٍ (Glycoprotein) ينتجها جهاز المناعة في الإنسان وبالتحديد خلايا أو كريات الدم البيضاء، ولها القدرة على الارتباط - عالي التخصص - بالمستضد أو مولد الضد المعروف بالأنتيجين (Antigen)، وإنّ مولِدات الضد عبارة عن بروتيناتٍ هي الأخرى، وربما تكون كربوهيدرات أو مركبات صغيرة أو حتي نيوكليوتيدات (Nucleotides)، والنيوكليوتيدة هي الوحدة البنائية الأساسية المكوّنة للحمض النووي (DNA).

للأجسام المضادة أهميةٌ كبرى في الأبحاث العلمية؛ حيث ترتبط مع جزءٍ معينٍ على المستضد يُعرف بالمحدد الأنتيجيني أو الإبتوب (Epitope)، وتتميز تلك العملية بأنها عالية التخصص؛ لأن لكل جسمٍ مضادٍ مستضد فريد من نوعه يرتبط به فقط دون سواه، وبناءً على هذه الخاصية الفريدة للأجسام المضادة، يتم استخدامها في التعرُّف على بروتيناتٍ معينةٍ أثناء عملية الفحص الطبي؛ إذ أنها تتجنب الكشف عن البروتينات الأخرى التي لا تتوافق معها..

كما تسمح تلك القدرة على الارتباط التخصصي بأن يتم استخدام الأجسام المضادة في الجوانب التشخيصية أيضًا مثل اختبارات الحمل، علاوةً على التطبيقات العلاجية مثل علاج الأورام. الجسم المضاد نفسه عبارة عن بروتينٍ على شكل حرف (Y) ويتكون من جزئين رئيسيين وهما:

  • الجزء الثابت: يوجد في كل الأجسام المضادة.
  • الجزء متغير: وهو الجزء المتخصص لمحدد أنتيجيني (مستضد) معين..

وظائف الغلوبولينات المناعية

  • تُفرز الغلوبولينات المناعية في الدم والغشاء المخاطي (Mucosa) حيث ترتبط بالمواد الغريبة التي تهاجم الجسم مثل السموم ومسببات الأمراض المختلفة؛ مما يعمل على تثبيط نشاطها وتلافي المخاطر الصحية الناجمة عنها، وتُعرف هذه العملية بالتعادل (Neutralization).
  •  تعمل الغلوبولينات المناعية/الأجسام المضادة على تنشيط عملية تحطيم الخلايا البكتيرية بآلية التحلل (Lysis) عن طريق إحداث ثقوبٍ في الجدار الخلوي للخلية البكتيرية مما يؤدي إلى تدميرها. 
  • تُسهل الغلوبولينات المناعية عملية ابتلاع وهضم المواد الغريبة التي تغزو الجسم بواسطة الخلايا البلعمية (Phagocytes).

الخصائص المميِّزة للأجسام المضادة

  • تتعرف الأجسام المضادة على السموم والمواد المسببة للأمرض بدقةٍ عاليةٍ.
  • توجد في الجسم العديد من الغلوبولينات المناعية التي تتحد مع مجموعةٍ متنوعةٍ من المستضدات (Antigens).
  • يحتفظ الجسم بالأجسام المضادة التي سبق وأن كونها وقت إصابته بمرضٍ ما، فعند إصابة الجسم بهذا المرض مرةً أخرى لا تظهر عليه أي أعراضٍ؛ حيث تكون الأجسام المضادة قد أدت مهمتها بنجاحٍ، وقضت على المرض قبل أن ينشط فيما يُعرف بالذاكرة المناعية.
  • عادةً لا يتم تدمير خلايا وأنسجة الجسم السليمة أثناء التفاعلات المناعية ضد الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا..

أنواع الغلوبولينات المناعية

هناك خمسة أنواعٍ من الغلوبولينات المناعية كالتالي:

  1. الغلوبولين المناعي ج (IgG): وهو أكثر أنواع الأجسام المضادة شيوعًا في بلازما الدم؛ حيث يمثل حوالي 70 إلى 75% من نسبة الغلوبولين المناعي البشري، ,يزيل السموم من الجسم، وينتقل من الأم إلى الجنين في الرحم عبر المشيمة، ويؤدي وظيفته في حماية الطفل بعد الولادة إلى أن ينشط جهاز المناعة خاصته. 
  2. الغلوبولين المناعي م (IgM): عادةً ما ينتشر هذا النوع من الأجسام المضادة في الدم، ويمثل حوالي 10% من الغلوبولين المناعي البشري. 
  3. الغلوبولين المناعي أ (IgA): ينتشر في مصل الدم والغشاء المخاطي المبطن للأنف واللعاب وحليب الأم، والسوائل المعوية، ويمثل حوالي 10 إلى 15% من الغلوبولين المناعي البشري. 
  4. الغلوبولين المناعي إي (IgE): يوجد بكمياتٍ ضئيلةٍ لا تتعدى نسبتها 0.001% وتكمن وظيفته الأساسية في حماية الجسم من الطفيليات، أمّا في المناطق التي يندر فيها حدوث العدوى الطفيلية، فيدخل في تفاعلات الحساسية (Allergic Reactions) بصفةٍ أساسيةٍ. 
  5. الغلوبولين المناعي د (IgD): يمثل أقل من 1% من الغلوبولين المناعي البشري، وهو غير معلوم الوظيفة على وجه التحديد، ولكن يُعتقد أنه يحفز إنتاج الأجسام المضادة في الخلايا البيضاء البائية B cells..

تطبيقات الغلوبولينات المناعية

للأجسام المضادة تطبيقاتٌ مهمةٌ في التكنولوجيا الحيوية؛ نظرًا لأنها مواد عالية الحساسية والتخصص، الأمر الذي مكن العلماء من إنتاجها على نطاقٍ واسعٍ، واستخدامها في البحوث الطبية الحيوية.


التطبيقات التشخيصية للأجسام المضادة

الأجسام المضادة ذات أهميةٍ قصوى في التشخيص الطبي، وتمكننا التحاليل الطبية المختلفة من التعرُّف على نسبة الأجسام المضادة في الجسم، الأمر الذي قد يعد مؤشرًا على وجود مرضٍ أو اضطرابٍ ما، وتعتبر تقنية إليزا (ELISA) واحدةً من أشهر التقنيات المستخدمة في التشخيص، وفيها تُستغل العديد من الأجسام المضادة للكشف على مستضدات (Antigens) معينة قادرة على أن تسبب أمراضًا معديةً. 

في علم المناعة السريري، يفيد تحديد مستويات الغلوبولينات المناعية في معرفة جميع الأجسام المضادة في جسم المريض (Antibody Profile). تقرع النسب المرتفعة من الغلوبولينات المناعية ناقوس الخطر منذرةً بحدوث خللٍ ما؛ فارتفاع مستوى الغلوبولين المناعي IgM يعد موشرًا على وجود التهابٍ كبديٍّ فيروسيٍّ.

تُستخدم الأجسام المضادة التي يمكنها الارتباط مع هرمون موجِهة الغدد التناسلية المشيمائية Human Chorionic Gonadotropin)، أو كما يُعرف بهرمون الحمل في اختبار الحمل، إذ يمكنها الكشف عن تواجد هذا الهرمون في البول.


التطبيقات العلاجية للأجسام المضادة

تستخدم الغلوبولينات المناعية في علاج حالات نقص المناعة مثل نقص غاماغلوبولين الدم، ويتم إعطاء الأجسام المضادة الجاهزة للمريض لتحفيز المناعة السلبية أو اللافاعلة (Passive Immunity). تستخدم الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (Monoclonal Antibodies) على نطاقٍ متسعٍ لعلاج العديد من الأمراض، مثل التصلب المتعدد والصدفية والتهاب المفاصل الروماتويدي، والعديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الثدي والمستقيم وسرطان القولون.

وافقت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على حوالي اثني عشر نوعًا من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لعلاج السرطان، وهناك العديد من التجارب السريرية الجارية لتطوير هذا النوع من الأجسام المضادة التي يمكن أن تساعد في علاج أنواعٍ عديدةٍ من السرطان..

ذو صلة
    هل أعجبك المقال؟