تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

ما هي وظيفة الزائدة الدودية

سمر سليم
سمر سليم

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

5 د

الزائدة الدودية (ِAppendix) أنبوبٌ مجوفٌ مغلق من أحد طرفيه، يبلغ طول الزائدة الدودية عادة 8 إلى 10 سم وعرضها أقل من 1.3 سم، الزائدة أضيق بكثيرٍ عند نقطة التقائها مع الأعور منها في نهايتها المغلقة، جدرانها عضليةٌ قادرة على دفع الإفرازات المخاطية أو أيّ من محتويات الأمعاء إلى المصران.


وظيفة الزائدة الدودية

لم تتضح بعد وظيفة الزائدة الدودية في الجسم، ولا يبدو أن لإزالتها أية عواقبَ صحية سلبية، ولكن اعتقد العلماء الآن أن الزائدة الدودية ليست عديمة الفائدة، وقد تساعد على التعافي بعد الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي.

حيث تحتوي الزائدة الدودية على نوعٍ معينٍ من الأنسجة اللمفاوية والتي تحمل خلايا الدم البيضاء اللازمة لمكافحة العدوى، وقد وجد العلماء أن الأنسجة اللمفاوية تشجع نمو بعض أنواع بكتيريا الأمعاء المفيدة، والتي تلعب دورًا هامًّا في عمليات الهضم والمناعة.

وفقًا لنظرية البيت الآمن (Safe House)، تحوي الزائدة الدودية مجموعةً من بكتيريا الأمعاء المفيدة، عندما تقضي عليها بعض الأمراض في مكانٍ آخر من الجهاز الهضمي. وبمجرد أن يخلِّص الجهاز المناعي الجسم من العدوى، تخرج البكتيريا من الغشاء الحيوي للزائدة وتعيد استعمار الأمعاء، وتشير الأبحاث إلى أن جزءًا من وظيفة الزائدة الدودية يكمن في كونهًا عنصرًا مهمًّا في جهاز المناعة.

كما تم استخدامها في مجموعةٍ متنوعةٍ من التقنيات الجراحية الترميمية، ففي جراحة استئصال المثانة، يتم تكوين جزء من الأمعاء في المثانة البديلة، واستخدام الزائدة لإعادة إنشاء "العضلة العاصرة" بحيث يبقى المريض قادرًا على الاحتفاظ بالبول، وتمَّ التوقف عن إزالتها والتخلص منها بشكلٍ روتينيٍّ إذا كانت سليمةً.


اعتلالات الزّائدة الدودية

قد تعيق وظيفة الزائدة الدودية أنواع عدّة شائعة من الاعتلالات، ولعلّ أبرزها:

  • الالتهاب (Appendicitis): لا يوجد سببٌ واضحٌ لالتهاب الزائدة، وفي كثيرٍ من الحالات قد يكون ناجمًا عن وجود عائقٍ يسد مدخلها، كأن تكون مسدودةً بقطعةٍ صغيرةٍ من البراز، أو يمكن أن تسبب عدوى الجهاز التنفسي العلوي تضخم العقد الليمفاوية داخل جدار الأمعاء، فإذا سبّب الانسداد التهابًا وتورمًا فقد يؤدي إلى زيادة الضغط فيها ومن ثم انفجارها، ولا توجد طريقةٌ مضمونةٌ لمنع الالتهاب، وهي حالةٌ شائعةٌ، ففي إنجلترا، يدخل سنويًّا حوالي 50000 شخصًا إلى المستشفى بسببها، ويمكن أن يصيب الأشخاص في أي عمرٍ، لكنه يصيب عادةً اليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عامًا.
  • الأورام: تتشكل الأورام داخل أو حول الزائدة إذا بدأت الخلايا السليمة في المنطقة في التغير والنمو خارج السيطرة، ويمكن أن تتراكم هذه الخلايا وتشكل نموًا غير طبيعي. غالبًا لا يتم تشخيص حالات النمو الحميدة أو غير السرطانية لأنها لا تسبب أي أعراضٍ، ويتم العثور عليها عندما يخضع المريض لاختبارات تصوير لحالةٍ طبيةٍ أخرى غير ذات صلة.
  • السرطان: يمكن أن تصاب الزائدة الدودية بالسرطان، عندما تشكل الخلايا غير الطبيعية ورمًا وتنتشر إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم. يمكن أن تبدأ هذه النمو على جدار أو عند قاعدة الزائدة أو حولها.

أعراض التهاب الزائدة الدودية

يبدأ التهاب الزائدة الدودية عادةً بألمٍ متقطعٍ في منتصف البطن، وفي غضون ساعات، ينتقل الألم إلى أسفل يمين البطن، حيث توجد الزائدة الدودية، ويصبح مستمرًا وشديدًا، وقد يؤدي الضغط على هذه المنطقة أو السعال أو المشي إلى زيادة الألم، وقد تظهر أعراضٌ أخرى بما في ذلك الغثيان، والإحساس بالإعياء، وفقدان الشهية، والإمساك أو الإسهال، وارتفاع في درجة الحرارة واحمرار الوجه.

التهاب الزائدة الدودية إما مزمن (Chronic Appendicitis) أو حاد (Acute Appendicitis)، ويتم الخلط بينهما أحيانًا، وفي بعض الحالات، لا يتم تشخيص التهاب الزائدة الدودية المزمن حتى يصبح حادًا.

قد يكون لالتهاب الزائدة الدودية المزمن أعراضٌ أكثر اعتدالًا تستمر لفترةٍ طويلةٍ، تختفي وتعاود الظهور، ويمكن لها أن تمر دون تشخيصٍ لعدة أسابيعَ أو أشهر أو سنوات، في حين أن التهاب الزائدة الدودية الحاد له أعراض أكثر شدّةً تظهر فجأةً في غضون 24 إلى 48 ساعةً وتتطلب علاجًا فوريًّا.


علاج الزائدة الدودية

  • يعالج أطباء الجهاز الهضمي اضطرابات الزائدة الدودية، فعند إصابة المرضى بالعلامات والأعراض المذكورة أعلاه غالبًا ما يُشتبه بالتهاب الزائدة الدودية. وبهدف التشخيص، سيطلب الطبيب اختبارات الدم والبول للبحث عن علامات الإصابة، تساعد هذه الاختبارات في استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى والتي تشمل حصوات الكلى، والتهابات المسالك البولية، والحمل خارج الرحم.
  • اختبارات التصوير، قد تشمل الأشعة المقطعية والأشعة السينية والموجات فوق الصوتية، ويمكن لاختبارات التصوير أن تؤكد أو تستبعد وجود الأورام. إذا تم الكشف عن نموٍّ غير طبيعيٍّ، سيقوم الطبيب بإجراء خزعةٍ من الأنسجة، إذا كان الورم حميدًا، سيلجأ لاستئصالها جراحيًّا، أما إذا كان الورم سرطانيًّا، يتم إجراء اختبارات أخرى لتحديد حجمه وموقعه وإمكانية انتشاره إلى الأعضاء القريبة.
  • يتم استئصال الزائدة الدودية في حال الالتهاب، ولكن في حال تشكُّل الخراج، فسيؤخر الجراح هذا الإجراء، ليقوم أولًا بتصريف القيح والسوائل التي تراكمت فيها، فهذا يساعد بتقليل خطر انتشار العدوى. يمكن بعد ذلك تحديد موعد إزالة العضو خلال شهرين إلى ثلاثة أشهرٍ.
  • في حال تمزق الزائدة الدودية بالفعل، سيلجأ الجراح لإجراء الجراحة على الفور، إذ إن التأخّر في هذه الحالة يؤدي لانتشار البكتيريا والمواد الضارة الأخرى من الزائدة الدودية داخل التجويف البطني، ويكون من الصعب علاجه.

استئصال الزّائدة الدودية

  • الجراحة المفتوحة التقليدية؛ يتم اللجوء في حال حدوث خراج وانفجار الزائدة، تتطلب شقًا واحدًا كبيرًا في الجانب الأيمن السفلي من البطن، مما يتيح للجراح الوصول بسهولةٍ إلى الزائدة وتنظيف تجويف البطن.
  • المنظار؛ بإجراء بضع شقوق صغيرة في البطن، حيث يتم إدخال منظار البطن والأدوات الجراحية الصغيرة الأخرى. تلتقط الكاميرا صورًا للزائدة والبُنى المحيطة. ثم يتم عرض هذه الصور على شاشةٍ لتوجيه الجراح أثناء إجراء العملية، ومن مزايا هذه الطريقة تقليل المخاطر والتعافي بشكلٍ أسرع.

يعتمد الوقت اللازم للتعافي من التهاب الزائدة الدودية على عدة عوامل:

  • الحالة الصحية العامة.
  • التعرض لمضاعفات التهاب الزائدة أو الجراحة.
  • معالجات محددة يتلقاها المريض.
  • يمكن مغادرة المستشفى خلال ساعاتٍ قليلةٍ أو في اليوم التالي من إجراء الجراحة بالمنظار لإزالة الزائدة الدودية، في حين يلزم المزيد من الوقت في حال إجراء جراحة مفتوحة لكونها أكثر شدةً وتتطلب عادةً المزيد من الرعاية اللاحقة.
  • قبل مغادرة المريض للمستشفى، يمكن لمزود الرعاية الصحية المساعدة على تعلم كيفية العناية بمواضع الجراحة، وقد يتم وصف مضادات حيوية أو مسكنات الألم لدعم عملية الشفاء. قد يُنصَح بتعديل النظام الغذائي، وتجنب النشاط الشاق، أو إجراء تغييراتٍ أخرى على العادات اليومية أثناء مرحلة التعافي.
  • قد يستغرق الشفاء التام من التهاب الزائدة الدودية والجراحة عدة أسابيعَ، ويحتاج وقتًا أطول في حال حدوث مضاعفاتٍ.
ذو صلة
    هل أعجبك المقال؟