التحفيز الذاتي يضر لا ينفع! لكن لماذا؟ الدراسات تجيب

التأكيدات والجمل الإيجابية هي عبارات تهدف إلى تعزيز الصورة الذاتية ورفع المزاج، ورغم أن بعض الأبحاث تشير إلى فوائدها، إلا أنه ينبغي مراعاة بعض النقاط الحساسة. يمكن أن تكون التأكيدات غير كافية كعلاج شامل لتحسين الصحة النفسية، خاصة بالنسبة للأفراد الذين يعانون من قضايا مثل تدني احترام الذات أو مشاكل في صورة الجسم.

تُستخدم التأكيدات الإيجابية، التي تتضمن عبارات مثل "أنا واثق" أو "أنا ناجح"، على نطاق واسع لتعزيز الصحة العقلية. ومع ذلك، فإن نتائج البحوث حول فعاليتها مختلطة.إذ تشير الدراسات إلى أنه في حين أن بعض الأفراد قد يشعرون بتحسن في الحالة المزاجية واحترام الذات، فإن آخرين، وخاصة أولئك الذين يعانون بالفعل من تدني احترام الذات، قد يجدونها غير فعالة أو قد تكون ضارة.

عندما نركز على الجوانب الإيجابية للجسم ومظهره، مثل استخدام عبارات تعبر عن الثقة بالجسم والتقدير لمظهره الخارجي، مثل:

ومع ذلك، تشير البحوث إلى أن تأكيدات إيجابية الجسم قد لا تكون فعالة للجميع، خاصة بالنسبة للأفراد الذين يعانون بالفعل من تدني احترام الذات أو مشاكل في صورة الجسم. في بعض الحالات، قد تؤدي هذه التأكيدات إلى تعزيز التوتر أو إحداث تناقض مع الصورة الذاتية السلبية التي قد يكون الشخص يعاني منها، مما يؤثر على رضاه عن الجسم بشكل سلبي.

الترويج للجوانب الإيجابية دون فهم صحيح قد يؤدي، بدون قصد، إلى تعزيز فكرة "كل شيء في عقلك"، مما يضع اللوم على الأفراد بخصوص صراعاتهم النفسية. تشير الدراسات إلى أن التأكيدات بدون تحفيز للتحديات قد تزيد من احتمالية ربط سوء الصحة العقلية بالعوامل الشخصية فقط، مما يقلل من الاهتمام بالمشاكل الحقيقية.

لتعظيم فوائد التأكيدات، يُنصح باتباع نهج متزن. أظهرت التأكيدات المتعلقة بالقيم فعالية عالية، حيث يتضمن ذلك تحديد القيم الشخصية المهمة والتأمل في معناها. تظهر هذه الممارسات تأثيرات إيجابية، خاصة في المواقف الصعبة كالتحديات الأكاديمية وتهديد الهوية الاجتماعية. تساهم هذه التمارين ليس فقط في تعزيز الصحة النفسية، بل تقليل مستويات هرمون التوتر الكورتيزول. مثال: "أنا أقدر قيمة الصداقة والعدالة الاجتماعية، وهذه القيم تشجعني على التحلي بالصبر والتصدي للتحديات بشكل إيجابي."

الاهتمام بالعوامل الثقافية والسياقية يعد أمرًا أساسيًا في تنفيذ التأكيدات، مع الاعتراف بتباين تأثيرها بين الأفراد والثقافات. يُشدد على أهمية اعتماد مناهج صحة عقلية شخصية لضمان فعالية التأكيدات.

من جانب آخر، يقدم تبني العبارات المشجعة لعقلية النمو، كما اقترحت كارول دويك، بديلاً للتأكيدات التقليدية. فاعتماد أفكار مثل "أستطيع أن أتعلم أشياء جديدة" و"أستطيع أن أتغير" يعزز المرونة في مواجهة التحديات، مما يمكن أن يسهم في تحسين النتائج الصحية العقلية.

الكلام المحفّز، مثل العديد من أدوات الصحة العقلية، ليس حلاً واحدًا يناسب الجميع. ينصح المستخدمون بالانتباه إلى الكلام المختار، مع الأخذ في الاعتبار تأثيره على المعتقدات الفردية والإدراك الذاتي. يظل طلب المساعدة المهنية خيارًا قيمًا لأولئك الذين يشككون في مدى ملاءمة التأكيدات في صندوق أدوات الصحة العقلية الخاص بهم.