تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

السجائر والإصابة بالسرطان .. هل العلاقة بينهم حقيقية أم وهم طبي؟

دعاء رمزي
دعاء رمزي

7 د

يُشير مرض السرطان إلى انتشار خارج عن السيطرة لخلايا غير طبيعية وقادرة على غزو الأنسجة الحية في الجسم، ويمكن أن ينتشر عبر الجسم عن طريق الدم أو الجهاز الليمفاوي، ومن الطبيعي وجود خلايا غير طبيعية في الجسم، لكن يتخلص الجسم منها باستمرار في الأشخاص الأصحاء بنفس طريقة استخراج السموم سواء عبر التعرق أو التبول وغيرها، كما أن مضادات الأكسدة تساعد في تنقية الجسم من أي أجسام غريبة، ولكن عندما تدخل عوامل قوية مثل التدخين والمواد الكيميائية فإن تلك الخلايا تخرج عن السيطرة، ويفقد الجسم قدرته على التخلص السريع منها.



 ما علاقة السرطان بالتدخين؟

لا يزال سرطان الرئة يقتل الرجال والنساء أكثر من أي نوع آخر من السرطان، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فهو في المركز الثاني تبعًا للانتشار على مستوى العالم بعد سرطان الثدي، ولكنه الأول على مستوى التسبب في الوفاة، إذ يموت 9 من كل 10 أشخاص مصابين بسرطان الرئة والذي يعد كل من التدخين والتدخين السلبي السبب الأساسي فيه.

ويرتبط التدخين بالسرطان بشدة أكثر من أي عنصر آخر، فالسموم الموجودة في دخان السجائر تُضعف جهاز المناعة وتجعله أقل مقاومة أمام الخلايا السرطانية أو غير الطبيعية التي تنتشر في الجسم وتنمو بالتالي دون توقف أو رادع.

كما أن دخان التبغ يُتلف أو يغيِّر من طبيعة الحمض النووي وبهذا يُدمر "الدليل" الذي يحدد النمو الطبيعي للخلية ووظيفتها، ومع تدمير هذا الدليل فإن الخلية تخرج عن نطاق السيطرة في النمو وتزيد فرص تشكل كتل سرطانية.


ويمكن للتدخين أن يتسبب في أنواع مختلفة من السرطان بالإضافة إلى سرطان الرئة ومنها:

  • سرطان الدم.
  • سرطان المثانة.
  • عنق الرحم.
  • القولون والمستقيم.
  • المريء.
  • الكلى.
  • الحنجرة.
  • الكبد.
  • الفم والحلق.
  • البنكرياس.
  • المعدة.

وعادة ما تتمثل الأعراض في:

  • ظهور تكتل أو تكتلات في جزء من الجسم.
  • فقدان الوزن أو زيادته دون مبرر.
  • المعاناة من قرحة لا تلتئم.
  • بحة في الصوت أو سعال لا يزول.
  • صعوبة في البلع.
  • عدم الراحة بعد الأكل.
  • تغيرات في عادات الأمعاء أو المثانة.
  • نزيف أو إفرازات غير عادية.
  • الشعور بالضعف أو التعب الشديد.

 هل يمكن منع مخاطر السرطان المرتبطة بالتدخين؟

أهم شيء يمكنك القيام به الآن للوقاية من السرطانات المرتبطة بالتدخين هو الإقلاع عنه مع تجنب التدخين السلبي كأن تجلس مع شخص يدخن باستمرار.

يقلل الإقلاع عن التدخين من خطر الإصابة بـ 12 نوعًا مختلفًا من السرطان، ففي خلال 5-10 سنوات من الإقلاع عن التدخين تنخفض فرص الإصابة بسرطان الفم والحلق بمعدل النصف، وفي خلال 10-15 سنة تتراجع نسبة الإصابة بسرطان الرئة إلى النصف، وتحتاج إلى 20 سنة من الإقلاع عن التدخين للوقاية من سرطان البنكرياس وسرطان عنق الرحم.



 هل توجد أسباب أخرى للسرطان غير التدخين والتدخين السلبي؟

مع التدخين والذي يعد أحد أكثر أسباب الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، فإن الأمر لا يخلو من أسباب أخرى ومنها:

  • العُمر، إذ قد يستغرق تطور السرطان عقودًا، فينتشر أكثر بين من تخطى سن الـ ـ65 عامًا، ورغم ذلك فهو ليس مرضًا للكبار فقط بل يمكن إصابة الشخص في أي عمر.
  • العادات السيئة، فبعض خيارات الحياة تزيد من الإصابة بالسرطان مثل تناول المشروبات الكحولية، والتدخين، والتعرض المفرط للشمس دون حماية، والسمنة، والعلاقات غير الشرعية وغيرها.
  • التاريخ العائلي للإصابة بالسرطان، ورغم أن نسبة ضئيلة للغاية من السرطان ناجمة عن الوراثة إلا أنها موجودة، فمن المحتمل أن تنتقل الطفرات الجينية من جيل إلى آخر، لذا إذا أصيب شخص من عائلتك بالسرطان، فعليك الحذر أكثر من العادات الضارة وإجراء الفحوصات اللازمة عند أي شك لأن نسبة الإصابة سوف تكون أكبر.
  • الأمراض المزمنة، عندما تتفاقم بعض الأمراض مثل التهاب القولون التقرحي والتهابات المعدة وغيرها يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان.
  • البيئة المحيطة، فإذا كانت مليئة بالمواد الكيميائية الضارة مثل دخان المصانع أو حرائق الغابات أو محطات البنزين فإن معدل الإصابة يكون أقوى.

 هل التدخين يتسبب في مشكلات أخرى غير السرطان؟


اكتشف الأطباء منذ سنوات علاقة التدخين بزيادة الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، ولا تزال النسب العالمية تؤكد ذلك يوميًا، فتوجد أكثر من 500 مادة كيميائية في السجائر و70 منها يتسبب في السرطان بما لا يدعو إلى الشك، والعشرات منها شديدة الضرر على الجسم كما أكد العلماء على مجموعة مشكلات أخرى يتسبب بها التدخين نتيجة انتشار تلك المواد الكيميائية في الجسم عن طريق الرئة والدم، ومن أهم مخاطر التدخين الأخرى غير السرطان:


تدمير الرئتين

حتى إذا لم يؤدي التدخين إلى الإصابة بسرطان الرئة والذي قد يتأثر بنشاط الخلايا، فإن أمراض أخرى مثل الانسداد الرئوي المزمن COPD والتهاب الشعب الهوائية المزمن والسل والسعال المستمر من الحالات الأساسية التي يتعرّض لها المدخنين على مستوى العالم، وتؤدي هذه الأمراض إلى تلف المسالك الهوائية الصغيرة في الرئتين وبالتالي صعوبة كبيرة في وصول الأكسجين لبقية الجسم وتلف الخلايا عموما بمعدل أسرع من المتوقع وبالتالي الإصابة بالأمراض والعدوى أسرع.


تدمير القلب والأوعية الدموية

يعد التدخين من الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض القلب التاجي CHD وهي الحالة التي لا تتمكّن بها الشرايين من إمداد عضلة القلب بكمية كافية من الدم الغني بالأكسجين، وتعد أمراض الشرايين التاجية من الأسباب الرئيسية للتعرض للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

كما يتسبب التدخين في ارتفاع ضغط الدم ويقلل من قدرتك على ممارسة الرياضة، كما يزيد من احتمالات تجلط الدم، ومع تسببه في انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد لصالح الكوليسترول الضار، فإن هذا يزيد من مستوى تعرضك للسكتات القلبية والدماغية.

كما يتسبب التدخين في زيادة مخاطر الإصابة بمرض تمدد الأوعية الدموي الأبهري فينتفخ الشريان الأورطي مثل البالون، وبما أنه الشريان الرئيسي الذي ينقل الدم من القلب إلى بقية أعضاء الجسم فإن هذا الانتفاخ قد يهدد بانفجاره أو تمزقه بصورة تهدد الحياة نفسها.


 التأثير على الحياة الجنسية والتناسلية

بالنسبة لكل من الرجال والنساء فإن التدخين يؤثر سلبًا على الحياة الجنسية والصحة الإنجابية، بالنسبة للرجال فإن الأوعية الدموية الصغيرة حول القضيب تكون أول من يتأثر بأي انسداد ناتج عن لويحات التبغ، كما تتأثر صحة الحيوانات المنوية وتحدث تشوهات تمنع تلقيح البويضة والإنجاب طبيعيًا.

وبالنسبة للمرأة فإن الإجهاض وتشوهات الجنين، والحمل خارج الرحم، ومشكلات المشيمة، وانخفاض وزن المولود، وانفصال المشيمة، وخطر الولادة المبكرة وغيرها من أشهر تأثيرات التدخين على المرأة حتى بعد التوقف لفترة عن استنشاق التبغ.


مشكلات صحية أخرى يتسبب بها التدخين

بدءًا من سرعة استشفاء الجروح إلى الإصابة أسرع بمرض السكري من النوع الثاني، وتدمير الأسنان واللثة ورائحة الفم الكريهة، وانتهاءً بشيخوخة الجلد المبكرة، وانخفاض كثافة العظام، وتراجع كفاءة جهاز المناعة، وتأثر حاسة الشم والتذوق، فإنه توجد قائمة طويلة من الحالات التي سوف يؤثر بها عليك التدخين فورًا قبل زيادة مخاطر التعرض للسرطان.


هل توجد نسبة تدخين آمنة كما تدعي الشركات؟


مما يجعل الكثير من الشكوك تدور حول العلاقة بين التدخين والسرطان أو المشكلات الصحية الأخرى هو وجود نسبة من المدخنين بصحة جيدة، مما يجعل الشركات المصنعة لهذه السموم تؤكد أنها لا تضر بالصحة طالما في نسب معقولة فهل يوجد نسبة آمنة للتدخين؟

في الواقع فإن ضرر التدخين على الرئة يبدأ من مستوى 1.8 نانو جرام لكل مليلتر، وهي نسبة ضئيلة للغاية، قد لا تتعدى سيجارة واحدة أسبوعيًا مثلًا، فأكثر من هذا سوف يزيد من كمية الكوتينين وهو المركب الكيميائي من النيكوتين، والذي يؤثر على الحالة العصبية والمزاجية للشخص.

ذو صلة

أما عن قدرة بعض المدخنين على التعمير طويلًا دون الإصابة بسرطان الرئة أو أمراض مرتبطة بالتبغ، فقد وجد العلماء أن هذا يرتبط بجينات معينة في الجسم قد تكون موجودة لديك أو لا، لذا لا علاقة للأمر بوجود نسبة آمنة من التدخين، فأي نسبة يمكن أن تكون في غاية الضرر.

وفي النهاية فإن السرطان هو السبب الرئيسي للوفاة على مستوى أنحاء العالم، إذ حصد أرواح أكثر من 10 مليون شخصًا في عام 2020، وإذا كان منه 100 نوعًا ترتبط عادة بالمكان الذي تبدأ منه في الجسم، فإن سرطان الرئة هو الأكثر صعوبة في العلاج وأكثرهم سهولة في الانتشار، وما تتسبب به السجائر من زيادة المواد الكيميائية فإن خطر إصابة المدخنين بسرطان الرئة أكبر بكثير من غيرهم بنسبة من 15-30 مرة أكثر، فضلًا عن الأمراض الأخرى لذا ندعوك الآن لاتخاذ خطوات إيجابية وجادة للامتناع عن هذه العادة على وجه السرعة دون أي تأجيل.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة