تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

كيف نخرج من مأزق الضغط المالي في هذه الأيام الصعبة؟

دعاء رمزي
دعاء رمزي

6 د

تواجه الغالبية العظمى من الناس تحديات مالية في مراحل مختلفة من حياتهم. ولا يعتمد الأمر فقط على قيمة الدخل، بل على كيفية إدارته. فقد يتمكن أحدهم من إدخار جزء من دخله البسيط، فيما يجد البعض الآخر صعوبة في تغطية نفقاته رغم دخله العالي. وهذه الظاهرة لا تتعلق فقط باختلاف الدخل بين شخص وآخر، لكن الفرق يظل واضح في كيفية التعامل مع هذه الالتزامات.

ليس الحديث هنا عن الطبقات الاجتماعية المختلفة من الأدنى إلى الأغنى، ففروق الدخل والنمط الحياتي هو جزء طبيعي من تنوع البشرية. لكن الأمر يتعلق بأشخاص من نفس الطبقة تقريبًا وبدخل مشابه. وهنا يكمن الفرق في الوعي المالي والقدرة على تحديد الأولويات واتخاذ قرارات مدروسة بعكس من يعمل باندفاع ويتخذ قرارات عشوائية قد تودي به إلى مشكلات مالية.


إدارة الضغوط المالية.. أساس نجاحك وسعادتك

إدارة الضغوط المالية ليست مجرد أمر مالي، بل هي استراتيجية حياتية يجب اتباعها لضمان حياة سعيدة ومستقرة. إذ يظهر الضغط المالي عندما نشعر بعدم القدرة على تغطية النفقات المرغوبة أو المتوقعة بالدخل الحالي أو المستقبلي. ورغم أن بعض الظروف الطارئة قد تعقد هذه الضغوط، إلا أن الكثير منها يبقى قابلًا للإدارة والتحكم. فعملية الإدارة هي استراتيجية ضرورية لعدة أسباب أهمها:


الاستمتاع بصحة جيدة


الحفاظ على الصحة الجسدية

 أظهرت الدراسات أن ثلث الأمريكيين يؤجلون طلب الرعاية الصحية خوفًا من تكاليفها. وهذا يقلل من فعاليتهم العملية ويعزز من الضغوط المالية. بالإضافة إلى أن تأجيل العلاج قد يزيد من تكلفته مستقبلًا.


الحفاظ على الصحة العقلية والنفسية

عندما تشعر دائمًا بالضيق والعجز عن شراء ما ترغب فيه أو الحصول على ما تحتاجه من أساسيات في الحياة سوف يرتفع معدل تعرضك للأرق والقلق والأمراض النفسية والعصبية، والتي سوف تزيد بالتالي من ضغوطك المالية وقد تدفعك إلى اتخاذ قرارات طائشة أو غير صائبة.


الاستمتاع بحياتك بشكل أفضل

عندما تقرر إدارة أموالك بطريقة صحيحة، وتتعرف على مواطن العجز والأماكن التي تُنفق بها النقود غير الضرورية. فسوف تتمكن من الاستمتاع بحياتك بشكل أفضل والاستثمار في الأشياء التي تدر عليك فائدة حقيقية سواء واقعية ملموسة أو على المستوى العقلي والنفسي.


أفضل طرق اللعامل مع الضغوط المالية المتنوعة

هل يمكن للجميع إدارة ضغوطهم المالية مهما كان مستوى دخلهم؟ الإجابة التي قد تصدمك هي نعم!! فمهما كان مستوى دخلك، يمكنك إدارته لتحقيق أفضل فائدة منه وتقليل التبعات النفسية والصحية لعدم وجود أموال على الدوام، أو الاضطرار للاستدانة بشكل مستمر والدخول في دائرة يصعب الخروج منها.

لا نقول إن الأمر سهل أو يمكن أن يتم في غمضة عين، ولكن تغيير وضعك المالي سوف يتطلب بعض الوقت، وقبل كل شيء من الضروري تغيير الأفكار، لأنه إذا لم تتغير أفكارك فمهما تضاعف دخلك سوف تعاني دائمًا من ضغوط مالية تؤثر سلبًا على صحتك ونظرتك للحياة. ولإدارة الضغوط المالية بطريقة صحيحة، يقدم لك الخبراء مجموعة مهمة وعملية من النصائح:


التعرف على سبب الضغط المالي

يوجد الكثير من الأسباب التي تجعلك في ضغط مالي مستمر، فهل هي الفواتير الضخمة؟ أم لديك مستويات مرتفعة من الديون؟ أم ليس لديك صندوق للطوارئ؟ فإذا وقع أمر مُفاجئ ستجد نفسك دون دعم مادي قوي؟ هل تقلق من عدم انتظام وظيفتك وإمكانية تسريحك؟ أم أنت مقبل على الزواج أو تستعد لاستقبال طفل جديد وتخشى من عدم القدرة على الإنفاق عليه؟

عندما تكتب وتحدد بوضوح ما الذي يُشكل الضغوط المادية عليك سوف تتمكن من حلّ المشكلة بشكل أفضل، فمثلا إذا كنت قلقًا من عدم الثبات الوظيفي، يمكنك بذل المزيد من الجهد أو البحث عن مصدر دخل إضافي أو تطوير نفسك في وظيفتك. وإذا كان الأمر يتعلق بالزواج، فيمكنك محاولة تحديد ما يمكن تأجيله من مشتريات. أما الديون فيجب جدولتها أو الاستغناء عن شيء تمتلكه أو محاولة تقسيطها حتى إذا كنت ستقتطع من بعض مصروفاتك.

ليك فقط تحديد مصدر الضغط وعدم الشكوى بشكل عام من كثرة النفقات وتحديد الجانب الأكثر أهمية للإنفاق فيه.


ترتيب الأولويات ودفع الفواتير الأساسية

مع زيادة نسبة التضخم على مستوى العالم أجمع، فإن المزيد من الأشخاص يعانون من مواكبة نفقات الأسرة. لذا حدد الأساسيات التي لا يمكن بالفعل الاستغناء عنها. على سبيل المثال: هل يمكنك الاستغناء عن الكهرباء؟ بالطبع لا ولكن يمكن تقليل استهلاكك منها قليلا.

الأمر نفسه بالنسبة للطعام. يمكن لأنواع منه أن تمنحك الفائدة الصحية نفسها بسعر أقل، كما أن الطعام الطازج يكون أقل في السعر وغني بالفيتامينات مقارنة بالطعام المعلب.

كما يمكنك تعلم إصلاح بعض الأعطال المنزلية بمفردك فلا تنفق عليها الكثير، إذ يمكن بسهولة مشاهدة فيديوهات متنوعة ومحاولة تنفيذها في الأمور البسيطة.


تتبع صرف الأموال

حاول في أحد الشهور تدوين ما تنفقه من مصروفات، أو على الأقل تحديد الأشياء الأساسية التي لا يمكنك الاستغناء عنها والالتزام بها تماما. ففي عصر وسائل التواصل الاجتماعي التي تغرقك بالكثير من الإعلانات المصممة لك شخصيًّا، ستشعر فجأة بالرغبة في شراء أشياء لم تكن في حاجة فعلية لها ولم تعرفها من الأساس.

لذا لابد من تتبع نفقاتك ومصروفك وعدم الخروج عنها قدر المستطاع، والانتظار لعدة أيام قبل قرار شراء أي شيء غيرها لتتخلص جزئيًا من تأثير الإعلانات التي تُغريك ببضائع يمكنك بسهولة الاستغناء عنها دون أن تشعر بالحرمان، أو أنك لا تعيش حياتك مثل آخرين.


توفير أي جزء من الدخل

طالما أن النقود أمامك لن تتمكن من مقاومة إنفاقها، ومهما كان دخلك ستكون في حاجة دائمة لتجربة كل جديد تراه عينيك. وإذا لم تقتطع جزءًا من دخلك فور الحصول عليه كأن تضعه في أقساط لشراء أجهزة أو سيارة أو منزل، أو تضعه في مكان بعيد تمامًا عن متناول يديك، لن يكون لديك صندوق للطوارئ أو المشروعات الكبرى مثل الانتقال إلى مسكن آخر أو تعليم الأبناء أو شراء سيارة أو غيرها.

لا تنصت مطلقًا لمن يقول أنك مهما تدخر من نقود لن تتمكن من تحقيق أمنياتك. هذا كلام عارٍ تمامًا من الصحة، فإذا كنت ترغب في التوفير لشراء سيارة، ضع هدفًا واقعيًّا قابل للتحقيق. وكذلك المنزل والملابس وغيرها من متطلبات، فمهما كان الجزء الذي تدخره سوف يكون له تأثير كبير في التخفيف من الشعور بالضغط المالي مستقبلًا.


التعلم من أخطائك المالية السابقة

اتخاذ قرارات شراء متسرعة أو الاستثمار في مشروعات خاسرة أو البدء في وظيفة لم تحبها أو ترك نفسك دون صندوق للطوارئ. جميعنا وقعنا في تلك الأخطاء، وهذا يجب أن يتغير وتتعلم منه ولا تكرر أخطائك.

فليس من المنطقي أن تمارس العادات الشرائية نفسها مع شعورك بالعجز المالي. كما يجب أن تحدد أهداف مالية مستقبلية تساعدك على تحسين جودة حياتك، وتمنحك المزيد من التحكم في الإنفاق غير المُجدي.


البحث عن مصدر دخل إضافي

على الرغم من أن تقليل النفقات غير الضرورية يساعد في التخفيف من الضغوط المالية، إلا أنه في ظل ارتفاع الأسعار ورغبتك في الحفاظ على نمط حياتك، يصبح من الضروري البحث عن مصادر دخل إضافية تتناسب مع ظروفك المهنية والصحية والأسرية. فإذا كنت تتمتع بمرونة في وقت العمل، ربما يمكنك العمل لساعات إضافية. وإذا كنت تُظهر تميزًا في عملك، فلا بأس في محاولة التفاوض للحصول على زيادة في الراتب. كما يمكنك التفكير في بيع بعض الأغراض غير المستخدمة في منزلك، سواء كانت ألعابًا أو ملابس قديمة أو حتى قطع أثاث.

ذو صلة

وهناك العديد من المهام الجانبية التي قد تكون مؤقتة ولكنها مفيدة، مثل المساعدة في تنظيم حفلات أو تقديم دورات تعليمية في مجال خبرتك. الإنترنت يوفر أيضًا فرصًا متعددة للعمل بشكل جزئي من خلال المدونات أو إدارة قنوات متخصصة. لا تردد في التجربة واستغلال هذه الفرص، فالبداية قد تكون تحديًا ولكنك لن تخسر شيئًا عند المحاولة.

ختامًا، قد لا تتمكن من تطبيق كل النصائح لذا يمكنك البدء بما تستطيعه أو التعديل عليه. ولكن تذكر أن التغيير الكبير يبدأ دائما بخطوات بسيطة قد لا تكون مرئية، فتأثير الفراشة أكبر بكثير مما تعتقد، لذا ابدأ بأي شيء ولا تستهين بأي نجاح أو تقدم تحرزه، فهذا في حد ذاته سوف يعزز دوافعك للنجاح في إدارة ضغوطك المالية والاستمتاع أكثر بحياتك.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة