تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

هل كانوا يكبرون أسرع في الماضي؟ .. كانوا يبدون أكبر من عمرهم!

دعاء رمزي
دعاء رمزي

6 د

لماذا تبدو صور المراهقين قديمًا وكأنهم في الثلاثينات من العمر؟ كما قد تبدو صور الممثلين ولقطات مشاهدهم القديمة وكأنهم صغروا في العمر ولم يكبروا؟ هل التدخين وعدم الوقاية من الشمس وقصات الشعر القديمة والأزياء لها دور في شعورنا هذا أم أنهم قديمًا بالفعل كان يتقدمون بالعمر بوتيرة أسرع؟ أم أنها تهيؤات أو زوايا للكاميرا أو حتى فلتر الشاشة وجودة التصوير هو ما يجعلنا نشعر بهذا الفارق في الأعمار قديمًا عن الآن؟

لاحظ أننا في العموم نتحدث عن الأمر ونعقد هذه المقارنات بدءًا من خمسينات وستينات القرن العشرين تقريبًا أو حتى الأربعينات، فقد بدأ انتشار الكاميرات والتصوير الفوتوغرافي في هذا القرن مع حصول كوداك على براءة اختراع الكاميرا عام 1888 بعد محاولات طويلة على مدى قرون للتصوير بدأت تقريبًا من القرن الرابع الميلادي.

ما نرغب في قوله أن هذه المقارنات بين الشيخوخة ومظهر العمر الأكبر في الماضي تأتي من النظر لهذه الصور القديمة، والتي بالطبع قد لا تتمتع بالدقة الكافية فضلًا عن وجود فلاتر الشاشة المنتشرة الآن والتي تلعب دورًا كبيرًا في تحسين الصورة عكس سنوات ماضية.


 ولكن علميًا ووفقا لرأي الأطباء .. هل نحن بالفعل نتقدم في العمر بمعدل أبطأ من ذي قبل؟

في الحقيقة نعم!! فقد ارتفع متوسط العمر بالفعل في نهاية القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة بمعدل من 10-20 سنة تقريبًا، فبعد أن كان متوسط الأعمار لا يتعدى 60 عامًا فقد ارتفع الآن إلى 70 عامًا على الأقل وفقًا لمنظمة الصحة العالمية وهذا على مستوى العالم أجمع بزيادة كبيرة في أفريقيا ودول الشرق الأوسط تحديدًا.

وفي دراسة حديثة على مجموعة كبيرة من السكان في الولايات المتحدة الأمريكية تبيّن أن المرأة تتوقع أن تعيش 20 سنة أخرى عندما تبلغ عامها الـ 65، مع توقعات أن تكون 10 سنوات منها خالية من الأمراض.

ونظر فريق من الباحثين في البيانات الصحية والتغذية الخاصة لنحو 21500 شخصًا تقل أعمارهم عن 80 سنة في أمريكا بين عامي 1988 و 2010 مع فحص مستويات الهيموغلوبين والكوليسترول الكُلي والكرياتين المرتبط بوظائف الكِلى وغيرها، ووجدوا أنها تُشير بنسبة 70% على الأقل إلى زيادة واضحة في لياقة الجسم وصحته.


لكن ماذا عن العلامات الخارجية؟

بالطبع تتأثر بمستوى رفاهية العيش وبيئة العمل وحتى الجنس وطبيعة الطقس وغيرها من الأمور، ولكن توضح الدراسة بما لا يدع مجالًا للشك أن العمر البيولوجي (عمر الخلايا) أقل بالفعل في الفترات الأخيرة في جميع الفئات العمرية سواء المراهقين والشباب أو الكهول والشيوخ.


 أسباب تراجع معدلات الشيخوخة على مستوى العالم

سواء وفقًا لمقارنات الصور القديمة مع الحديثة، أو وفقًا لرأي الأطباء والدراسات الحديثة وحتى ارتفاع متوسط العمر في الألفية الثالثة، والتوقعات بزيادته في السنوات المقبلة، فإن الناس قديمًا بالفعل كانوا يظهرون بصورة أكبر من عمرهم الحقيقي مقارنةً بالأشخاص حاليًا، لكن ما هي الأسباب؟


التغذية والشيخوخة

رغم التفاوت الأكيد في طريقة زراعة وإنتاج المواد الغذائية وكثرة تدخل المكونات الصناعية والكيميائية بها، إلا أن خبراء التغذية يؤكدون انتشار الوعي أكثر بالنمط الصحي في اختيار الغذاء، وتزايد الاهتمام بالخضراوات والفاكهة، وحتى اتباع نظام نباتي بالكامل وتقليل الاعتماد على البروتين، سواء للوعي بمخاطره أو حتى لارتفاع ثمنه قلل من أكسدة الخلايا وشيخوختها.


الوعي بخطورة السجائر

ارتفع معدل الوعي بزيادة مخاطر التدخين عن الفترة السابقة، وهو الأمر الذي كان يزيد بالفعل من معدل الشيخوخة المبكرة في أوائل القرن العشرين تحديدًا، مع انتشاره بين الرجال والنساء وظهوره كوجاهة اجتماعية ودليل على الرقي.

فقد كانت نسبة المدخنين 35% من عدد السكان في الثمانينات، لتصل إلى أقل معدل لها في عام 2018 بنسبة 13.7%، مع الاهتمام أكثر بمخاطر التدخين السلبي والتي لم تكن معروفة من قبل، وتحديدًا وجود أماكن محددة للمدخنين، ومنع تدخين السجائر في الأماكن العامة والمغلقة.


السيطرة أكثر على الأمراض الخطيرة والقاتلة

من المؤكد أنه في عام 1900 كان التعرض إلى الأمراض الخطيرة والقاتلة أكثر حدة، وقبل أن تبدأ في التفكير بين علاقة الأمراض القاتلة وشيخوخة الجلد والمظهر الشبابي، فإن الحياة في أجواء من المرض والمخاوف المستمرة تزيد من القلق والتوتر بالطبع، وتقلل من فرص الحياة السليمة الصحية.

فصحيح أن المرض الخطير قد يقتل نسبة كبيرة من السكان، إلا أنه حتى من ينجو فإنه سوف يتأثر سواء بدنيًا أو نفسيًا، مما سوف يزيد من شكل عمره، ويقلل من قدرته على الحياة بصحة لفترة طويلة مع توقع الخطر في كل وقت.


عمليات التجميل

من التفسيرات المهمة التي يذكرها الأطباء والمختصين، وحتى الأشخاص العاديين ممن لاحظوا الفارق الكبير بين شكل الناس قديمًا والشكل الحالي هو انتشار عمليات وإجراءات التجميل بدرجة أكبر بكثير من ذي قبل.

وهذا يعد جزئيًا صحيح إلى حد ما، فحتى من لا يلجأون إلى جراحات باهظة لتغيير شكل جزء ما في الوجه أو الجسم، فإنهم يلجأون إلى مستحضرات التجميل المتنوعة والتي أصبحت أكثر انتشارًا وتنوعًا على مستوى العالم بأكمله مع أسعار متفاوتة تتلاءم مع كل المستويات، مما يزيد بالطبع من فرص الجميع في الاهتمام بالبشرة والعناية بها مهما كان العمر والميزانية.


 انخفاض مستوى المجهود البدني والتعرض لأشعة الشمس

في بدايات القرن العشرين كان لا يزال المجهود اليدوي والتعرض للمواد الكيميائية في المصانع وإلى أشعة الشمس الحارقة في المزارع من أسباب شيخوخة الجلد، ولكن مع الانتشار الكبير للآلات على جميع المستويات فإن هذا أدى بالطبع إلى ارتفاع في مستوى الرفاهية وتقليل التعرض للمخاطر البدنية التي تزيد من التعرض للأمراض.

كما أن الكثير من المكونات المضادة للشيخوخة تعد اكتشافات حديثة بدءًا من فوائد فيتامين سي والريتينول وانتشارها بطريقة تُسهل تطبيقها.



لكن ماذا عن ارتفاع نسبة التلوث والاحترار العالمي والمواد الكيميائية في الأطعمة، وكيف لا تزيد من نسبة الشيخوخة؟

كان من المنطقي بالفعل أنه مع ثقب الأوزون وزيادة الاحترار العالمي وارتفاع نسبة التلوث أن تتراجع معدلات العمر عن ذي قبل وليس العكس.

ولكن ليس هذا ما يحدث بالفعل على أرض الواقع، في مناطق متفرقة من العالم، قد يبدو أن للأمر علاقة بزيادة الاهتمام بالشكل والمظهر الخارجي مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي فتحت جميع البلدان على بعضها البعض، وأصبح الجميع راغبين في الظهور بأفضل شكل.

أو قد تلعب تسريحات الشعر وأساليب تطبيق المكياج دورًا كبيرًا، ولكن الكثير من الإحصاءات الرسمية وتأكيدها على ارتفاع متوسط العمر قد تقلل من أهمية هذا الأمر.



إذًا ما السبب الحقيقي لكوننا نبدو أصغر سنًا من أجدادنا ونحن في نفس عمرهم؟

ذو صلة

قد يبدو السؤال بلا إجابة متفق عليها من الجميع، ولكن في النهاية فإن الكثير من المؤشرات تؤكد انخفاض العمر البيولوجي بالفعل لنحو 4 سنوات بين التسعينات والألفينات خاصةً للرجال، ولكن يجب بذل مجهودًا كبيرًا للحفاظ على تلك التحسينات في جميع الفئات العمرية، والتعرف على الأسباب الحقيقية التي تزيد منها، وهو ما ينعكس بالإيجاب على المجتمع ككل.

فمن علامات صحة المجتمع ارتفاع نسبة الشباب فيه، ومعدل الحياة الأكثر طولًا مما يدل على عدم الإصابة بأمراض خطيرة وانخفاض نسبة الإعاقة، ومع زيادة الاهتمام بالرعاية الصحية في الدول النامية تحديدًا عن ذي قبل، فمن المتوقع زيادة معدل الشباب بفروق أكبر في السنوات المقبلة لتؤكد الأجيال المستقبلية أننا كنا نبدو أكبر عُمرًا منهم ونحن في نفس عمرهم.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة