تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

هل يحتاج العلماء إلى تغيير نهجهم في البحث عن الحياة خارج الأرض؟

ضحى نبيل
ضحى نبيل

5 د

نبحث منذ سنوات عدة عن أي عوالم أخرى تنبض بالحياة خارج كوكبنا الأزرق ولم نصل لشيء حتى الآن، قد نكون وجدنا بالفعل العديد من الكواكب الشبيهة بالأرض والتي تحتوي على مياه، ولكننا لم نرصد أي حياة مؤكدة خارج حدود عالمنا المألوف.

لكن ألم يخطر ببالك هذا السؤال من قبل بما أننا نحاول البحث عن عوالم أخرى فلماذا نفترض أنها عوالم بدائية أو حتى في مستوى ذكائنا؟ ماذا لو كانت عوالم متقدمة للغاية لدرجة تفوق قدراتنا الحالية بحيث نحتاج لطرق بحث مختلفة عما نستخدمه؟ إلى أي حد ستكون قدراتهم؟ وكيف يمكننا أن نبحث عنهم؟


النطاق الصالح للحياة


مفتاح البحث عن الكواكب الشبيهة بأرضنا يقع في النطاق الصالح للحياة حول كل نجم أو ما يعرف بـ (The Habitable Zone)، وهي تلك المسافة المحددة من النجم والتي إن وُجد فيها أية كواكب ستكون في الأغلب كواكب أرضية ودرجات حرارتها مناسبة لكي تتوفر المياه السائلة على سطحها، وبما أن الماء هو سر الحياة في الكون فوجوده في أي مكان يُرجح أيضًا وجود الحياة عليه.

كما هو كوكب الأرض، فهو يقع في النطاق الصالح للسكن حول الشمس، وبالتالي توجد المياه على سطحه في الصورة السائلة، ليكون الوحيد من بين جيرانه في المجموعة الشمسية الذي يعج بالحياة على حد علمنا حتى هذه اللحظة.


كيف يبحث العلماء عن الحياة خارج الأرض؟


خصصت وكالة ناسا الفضائية العديد من المهمات من أجل رصد أي وجود للحياة خارج كوكب الأرض، ومنها كبلر وهابل وتشاندرا وآخرها جيمس ويب الذي أُطلق عام 2021، وتعتمد تلك المهمات على أكثر من طريقة في اكتشاف الكواكب.

مثلًا في طريقة العبور (Transit) تقيس الأجهزة المختصة كمية الضوء الواصل لنا من أي نجم على مدار فترات زمنية طويلة، وإن حدث له انخفاض ملحوظ وقابل للقياس يكون ذلك دليل على وجود كوكب يدور حوله في مدار محدد، كذلك طريقة التصوير المباشر (Direct Imaging) والتي تعتمد على التقاط صور مباشرة للكواكب الكبيرة نسبيًا للدرجة التي تمكن عدسات التلسكوبات من التقاطها وهي تدور حول النجم الأم.

حتى الآن توصلنا لـ 5528 كوكب خارجي من بينهم نحو 55 كوكب فقط شبيه بالأرض، ويمكن أن يحتوي على حياة وهو رقم صغير جدًا، لذلك تبنى العديد من العلماء نظرية مختلفة وهي أننا ربما نبحث في الاتجاه الخطأ طوال هذا الوقت، فلماذا نفترض أن ما نبحث عنه هو حياة بدائية لكائنات أقل منا ذكاءً؟ لماذا لا يكون هناك حضارات متقدمة للغاية لدرجة أنها غيرت في شكل المحيط الفضائي من حولها؟ قد يكون الكلام هو محض خيال بالنسبة لك، لكنه قد يكون حقيقة في مكان ما يبعد ملايين السنين الضوئية عنا.


تصور العلماء لشكل الحضارات الذكية


غلاف دايسون هو واحد من أشهر النظريات لأشكال الحضارات المتقدمة في الكون، افترض وجوده العالم فريمان دايسون عام 1960، وكان يرى دايسون أنه إن كانت هناك حضارات متقدمة فستحاول أن تستغل قدرات نجومها بقدر الإمكان، ولذلك قد تكون إحدى طرق الاستغلال تلك أن يبنوا جدار عملاق يغلف شمسهم وسُمي هذا الغلاف الافتراضي فيما بعد بغلاف دايسون.

وظيفة هذا الغلاف هي سحب كل الطاقة المنبعثة من النجم وإيصالها للكوكب من أجل استخدامها فيما يخدم مصالح سكانه، ويرى دايسون أننا يجب أن نبحث عن هذا الشكل من الحضارات في الكون بدلًا من البحث عن الحضارات البدائية حتى نصل لنتائج مبشرة بالفعل، ويكون البحث عن طريق رصد الأشعة الحرارية المنطلقة من هذا الغلاف في شكل الأشعة تحت الحمراء، لكن حتى الآن لم يُرصد أي وجود لهذا الشكل من الحياة خارج الأرض.


قد تكون الكواكب الخدمية النظرية الأكثر إقناعًا


الكثير عارضوا فرضية غلاف دايسون، وذلك لأنه حتى تستطيع أي حضارة بناء هذا التركيب العملاق حول الشمس ستحتاج كميات مهولة من المواد التي يستلزم استخراجها من الكوكب نفسه ومن الكواكب المحيطة أيضًا، بجانب قدر كبير من الطاقة، بالإضافة لأنهم إن تمكنوا من الانتهاء منه فرضًا فهو سيكون معرض للتلف وعدم الاستقرار بسبب احتمالية اصطدامه بالنيازك التي تسبح في الفضاء باستمرار، وبالتالي قد ينهار بسهولة.

نشر فريق من الباحثين من الهند مؤخرًا دراسة جديدة غيرت الموازين فيما يتعلق بالبحث عن الحضارات المتقدمة، إذ افترض الفريق أنه حتى تتمكن الحضارات المتقدمة من توسيع مساحتها ومن استغلال الموارد من حولها أفضل استغلال فهي لا تحتاج لبناء تلك الأغلفة العملاقة، وبدلًا من ذلك يمكنها أن تسحب الكواكب البعيدة عنها  لتُدخلها في النطاق الصالح للحياة وبالتالي تحولها لكواكب مناسبة للعيش على أسطحها، ويمكنها أن تستغل كل كوكب في أي غرض سواء كان اقتصادي أو صناعي أو تكنولوجي ولذلك أطلقوا عليها اسم الكواكب الخدمية أو العوالم الخدمية فهي تخدم المصالح المختلفة للحضارات المتقدمة.

حاول الفريق تطبيق تلك النظرية على مجموعتنا الشمسية، فحسب افتراضهم إن تمكنّا من التقدم والتطور بالدرجة الكافية وأصبحت لدينا الإمكانات اللازمة سنستطيع سحب الكواكب التي تقع خارج النطاق الصالح للحياة حول الشمس لتصبح من ضمنه هي الأخرى كما هي الأرض، وبالتالي ستتحول تدريجيًا لتتكون على سطحها مياه سائلة وتصبح ملائمة لاستقبال أشكال الحياة على سطحها، ونقلل بها من الضغط الواقع على الأرض ومواردها، فيمكننا حينها سحب كواكب مثل المريخ ونبتون وبلوتو ليصبحوا أقرب في الشبه لنا، ونتمكن من استغلالهم لصالحنا.

قد يتبادر في ذهنك سؤال هام الآن، وهو هل من الممكن أن يُسحب كوكب كامل ويُنقل من مكان لمكان؟ نحن نتحدث هنا عن مجرد فرضيات، وحَسب فرضية فريق العلماء يمكن بالفعل سحب الكواكب من مكان لمكان باستخدام أحزمة قوية جدًا من أشعة الليزر كتلك المستخدمة في أبحاث الاندماج النووي.


إن وُجدت مثل هذه الكواكب في الكون، كيف يمكننا البحث عنها؟


ذو صلة

إن كان لتلك الحضارات وجود، فهي ستضع بصمتها على مجموعتها الشمسية بحيث يكون شكلها مختلف عن المجموعات الشمسية المألوفة، فستكون كواكبها مرتبة بطريقة تعجز مبادئنا الفيزيائية والفلكية عن تفسيرها، ويمكننا رصدها عن طريق البحث عن أي آثار لأشعة الليزر حولها، فتلك المجموعات الشمسية تتكون من حزم ضيقة ومتتابعة لأشعة الليزر القوية التي يمكن رصدها من على بعد مئات بل وآلاف السنوات الضوئية.

نحن ننظر للكون بالمفهوم الذي طالما اعتدنا عليه فنتصور أن الحياة إن وجدناها في أي من الكواكب ستكون هي نفسها الحياة التي نعرفها ونألفها، لكن من يضمن حقيقة مثل تلك؟ فنحن نبحث عن كواكب شبيهة بالأرض منذ عشرات السنين، وما زلنا حتى اليوم نبعث برسائل للفضاء الخارجي لعل وعسى يلتقطها أحد في أي مكان، وعلى الرغم من ذلك لم نتمكن من رصد أي وجود لحياة حتى الآن، لذلك ربما نحتاج لتغيير آليات البحث الخاصة بنا، ومن يعرف ربما نجد أشياء تذهلنا.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة