عزة عبد القادر
عزة عبد القادر

د

جدتي…

كانت سلحفاتي جميلة وطيبة وكانت تحمل على ظهرها ساعة نادرة . كانت تفضفض لي وأفضفض لها وكان لها صفارة عالية ترسل لي تنبيهاً حين أغفل عنها ، وكأنها تخبرني بحلول ساعة الحواديت التي كنا نقضيها معاً ، فقد كانت تحكي لي عن أمانيها وأحلامها في أن تتحول إلى كائن حقيقي يتحرك ويشعر . وأنا أقص عليها معاناتي ومحاولاتي المتكررة في فهم حديث القطط فقد كنت استيقظ يومياً اتكلم مع القطط وأبدأ معهم بإلقاء تحية الصباح بابتسامة عريضة ولكنهم يحملقون في وجهي صامتين.

حوار مع جدتي ..

أتوجه بالسؤال لجد تي: لماذا لا ترد القطة وأنا أناديها؟

جدتي : القطة لا تتكلم مثلنا .

مرة أخرى أعود وأسأل جدتي : لماذا لا تتكلم القطة مثلما نتكلم .

جدتي : القطة تتكلم مع القطط وأنت تتكلمي مع الناس.

إذن : لماذا يا جدتي لا تتكلم القطط مع الناس والناس تتكلم مع القطط .

جدتي : إنها حكمة الله وإرادته ، وقد أراد الله أن يهب سيدنا سليمان عليه السلام الحكمة التي جعلته يعرف لغة الحيوانات جميعاً.

هل يعني ذلك يا جدتي أن سيدنا سليمان كان يمكن أن يتكلم مع القطة .

جدتي : بالتأكيد .

الليل وأفكار الطفولة ..

أنا : سيدنا سليمان ……. ياه كم أحب سيدنا سليمان الذي يعرف لغة القطط والحيوانات. لماذا هو فقط الذي يعرف لغتهم. إنها نعمة كبيرة .كيف يمكن أن نفهم لغة الحيوانات. وما هي سمات سيدنا سليمان التي جعلت القطط والحيوانات تعرفه وتتحدث معه . وأين الكتب التي تتحدث عن سيدنا سليمان . سأسأل جدتي في الصباح عن كل هذا ، متى يمر الوقت وأرى الشمس لأتكلم مع جدتي وتحكي لي عن سيدنا سليمان . يارب يعدي الليل بسرعة حتى أعرف بقية الحكاية .

حديث الصباح

جاء الصباح ليتكرر اللقاء مع جدتي .

صباح الخير يا جدتي

جدتي : صباح الخير يا حبيبتي

أنا : من فضلك يا جدتي أكملي قصة سيدنا سليمان ، ودليني عن الكتب التي أجد فيها رواياته مع القطط والحيوانات جدتي: سيدنا سليمان لم تتحدث عنه رواية أو كتاب بل تحدثت عنه كتب كثيرة ورواة لا يعدوا لأنه نبي مرسل من عند الله سبحانه وتعالى والقرآن الكريم ذكر قصته كاملة ثم أخذها المفسرون وكتبوا عنها مجلدات وموسوعات .

أنا : أريد أن أقرأ قصة سيدنا سليمان في القرآن يا جدتي .

جدتي : خذي ها هو المصحف ، ابحثي في السور.

أنا : يا جدتي السور كثيرة . أين أجده في أي سورة .

جدتي : سيدنا سليمان ورد في سور كثيرة ولكن ما أتذكره هو سورة البقرة . وسورة الأنبياء . وسورة النمل لأنه كان يفهم لغة النمل .

أنا : حتى النمل يا جدتي ياه ……. يا ليتنا كنا نعيش في زمن سيدنا سليمان .

جدتي : النبي سليمان كان نبي وملك يحكم الإنس والجن .

أنا . يحكم الجن أيضاً ياه . كيف ذلك . قولي لي جدتي احكي لي .

جدتي : لقد منحه الله الملك والحكمة والقوة وكشف عنه الحجب .

أنا : الحجب . ماذا تعني الحجب ؟

جدتي : الحجب هي التي تمنعنا من رؤية الجن والملائكة وهي مثل ستار لا نراه يغمض عيوننا عن رؤية الاشياء.

أنا : هل يعني ذلك أن الجن موجود ونحن لا نراه .

جدتي :نعم ، أراد الله أن يخفي عنا أشياء ليخفف عنا بحكم ضعفنا وخوفنا .

أنا : إذن النبي سليمان كان قوي ولا يخاف من أي شيء ،ولكن كيف أصبح هكذا .

جدتي : لقد شاء الله أن يجعله ذو قوة كبيرة ، وملك عظيم لدرجة أن الجن كانوا يعملون تحت إمرته .

أنا : ما كل هذه الحكايات الجميلة والغريبة .

جدتي : القرآن يمتليء بقصص الأنبياء ومعجزاتهم .

أنا : معجزات ، ماذا تعني معجزات.

جدتي : المعجزات هي جمع لكلمة معجزة والمعجزة هي الحدث الذي يستحيل حدوثه من قبل البشر ولكنه يحدث بأمر الله وحده للخاصة من الناس وبوقوعه يتعجب الناس ويصير صاحبه هو صاحب المعجزات ، هيا يا حبيبتي اذكري الله وسبحي

أنا : سبحان الله . …سبحان الله … يا الله

جدتي: خذي المصحف وافتحي سورة البقرة ، لنحول الصفحات ، ها هي الآية . آية 102 من سورة البقرة ورد بها حكاية سيدنا سليمان مع الشياطين .

أنا : أخيراً .. الحمد لله .. لنبدأ يا جدتي في القراءة ثم اشرحي لي المعنى .