مدونات أراجيك
مدونات أراجيك

د

آنا بانونتو Anna Panunto وعالمها الفني الجديد: صوت الإبداع والتعبير

بقلم: عماد خورشيد

دخلت إلى معرض فني في مونتريال، تملؤه لوحات مُدَرستي في الجامعة آنا بانونتو. لطالما وجدت في آنا معلمة لغة إنكليزية رائعة، لا تألوا جُهداً في إيصال المعلومة إلينا. لكن عندما وطأت قدماي أرض أول معرض فنيٍ لها، لم أكن أعلم أنني أتتلمذ أيضاً على يد فنانة مبدعة واستثنائية.

لأول وهلة تشاهد فيها لوحات آنا ستشعر بأن هناك فنانة مُلهمة واستثنائية كانت وراء هذا الكم من الجمال والعمق، حيث تعبّر لوحاتها عن قصص ومشاعر متنوعة. تندمج فيها الألوان والأشكال بشكل سحري، لتروي حكايات الحب والفقدان والأمل.

أعمال آنا لا تقتصر على الجمال المادي فحسب، بل تحمل معاني ورسائل مميزة، تجعلنا نتأمل ونتساءل، فهي تنقل روح الإنسان وقدرته على التعافي، كقطعتها الفنية الفريدة التي كان أساسها لوحٌ بلاستيكي. هذا اللوح الذي عرفناه جيداً في زمن الكورونا، كان يمثل لنا أيام عصبية متباعدين فيها عن كل ما نحب. كان هذا اللوح هو الحاجز الفاصل بيننا وبين كل موظف وبين كل رسالة نريد تمريرها، حتى كلماتنا كانت ترتطم به لتعود صماء دون مجيب. إلا أنَّ آنا استطاعت تحويل هذا اللوح إلى قطعة فنية استثنائية ووضعت فيها روحاً تتحدث إلى قلوبنا بلغة فنية لا تحتاج إلى كلمات للتعبير، محولةً ما كنا نخشاه إلى لوحة يفيض منها الحب الجمال والتألق.

الطابع العربي لم يغب عن لوحات آنا، كلوحتها التي تحمل صفات امرأة عربية ترتدي البرقع، وكأنها تقول لجمهورها إنَّ الفن لا يعرف حدوداً ولا أعراقاً بل يعترف فقط بجمال الإنسان.

تجد آنا في الفن وسيلة للتعبير عن مشاعرها العميقة والمعقدة، ولتوصيل رسالتها الخفية دون الحاجة إلى الكلمات. يُعَد فنها نافذة لروحها، حيث يمكن للمشاهد أن يشعر ويتواصل بشكل لا يوصف مع العواطف والتجارب الإنسانية التي وضعتها وترجمتها في أعمالها الفنية.

في زيارتي لمعرض آنا بانونتو، أدركت أنها ليست مجرد معلمة لغة إنكليزية، بل هي روح فنية تنبض بالإبداع والشغف. كل لوحة تصاحبها تفاصيل دقيقة تروي قصة مميزة، ولتذكرنا بأن الفن يتعدى الكلمات ويتحدث لروحنا بلغة خاصة. فنها يعكس قوة الإبداع والتعبير، ويشع بأمل وإلهام يمكن أن يغير حياتنا.