خطواتك نحو الاستقلالية الحقيقية
يهدف تغيير نفسك إلى تحقيق أكبر قدرٍ ممكنٍ من الاستقلالية من خلال تحسين صحَّتك وثروتك إلى الحدِّ الأقصى، وتقليل أشكال تبعيَّتك إلى الحدِّ الأدنى. أنت كائنٌ قويٌّ بمعنى أنَّ تدريب نفسك على التعامل مع التقلُّبات ينتج القوَّة، أمّا البقاء في حالات الاستقرار فينتج الضعف والموت. في هذا المقالة نقدّم دليلاً اقترحه دانيال لاريمار في كتابه كتاب نحو كائنات متساوية
مارس الرياضة
يحيا جسمك بالتعرُّض للضغوطات اليومية وإلا ستضعف العضلات، وستخسر العظام كثافتها، ويحتاج جهازك المناعي إلى الحصول على جرعاتٍ منخفضةٍ من مادة التوكسين خلال مراحل مستمرَّةٍ وعشوائيَّةٍ وإلا لن يكون قادرًا على مقاومة المرض التالي. أمَّا عقلك فهو بحاجة إلى التعامل مع التحديات وإلا تضعف قدرته على التفكير. إذا لم تعمل بيديك يومًا فستظلُّ ناعمةً، وفي أوَّل مرَّةٍ تحفر فيها حفرةً ستمتلئان بالتقرحات، وإذا لم تمارس تمارين الكارديو ، فقد تموت في أوَّل مرَّةٍ تضطّر فيها إلى أن “تهرب من خطرٍ ما”.يمارس البعض مهنًا تتطلَّب قوَّةً عضليةً، ولذلك لا يحتاجون إلى الذهاب إلى النادي، ويمارس آخرون مهنًا تتطلَّب قوَّةً عقليَّةً، فلا حاجة لهم إلى اللجوء إلى تحديَّاتٍ عقليَّةٍ اصطناعيَّةٍ.
يمتلك الجميع مجالًا يتميزون فيه ويحقِّقون فيه الجوائز التي تعدُّ أحد أشكال الاعتماد على الآخرين لأنَّ الحصول عليها يعتمد على موافقةِ الآخرين، أو القدرة على القتال، أو الابتعاد عن أيِّ حالةٍ اجتماعيَّةٍ أو مجتمعيَّةٍ -أيًا كانت- تجد نفسك فيها.
تعامل مع جسمك على أنَّه مجتمعٌ من الخلايا، وأنت ممثِّل هذا المجتمع الذي يعتمد عليك بشكلٍ رئيسٍ من أجل استقلاليته، وتقع على عاتقك مسؤولية بناء قوَّة خلاياك (جعلهم أكثر استقلالية) ليكونوا بدورهم مصدر قوَّةٍ ودعمٍ لك.
ابدأ بالصيام المتقطِّع
لقد صُمِّمت أجسامنا لتتحمَّل الجوع مددًا أطول ممَّا اعتدناه بكثيرٍ، فالجوع -بدرجةٍ كبيرةٍ- هو عادةٌ نشأت مع الوقت نتيجة تعوُّد الجسم على أوقات تناولك الطَّعام خلال اليوم، ويدرِّب الصيام المتقطِّع الجسم على استخراج الطاقة من الدهون المخزَّنة؛ ما يعني زيادة كفاءته. وهدم الخلايا المتضرِّرة وإعادة تشكيلها قد تؤدِّي -في بعض الأحيان- إلى الإصابة بسرطاناتٍ، وإلى تراكم السموم الأخرى. تجاوز وجباتٍ عشوائيًّا، ثم التعوَّد التدريجي على عدم تناول أي طعامٍ طوال يومٍ أو أسبوعٍ عشوائيًّا يعود عليك بفوائد جمة، فقيامك بذلك تتعلَّم كيف يتعامل جسمك مع الجوع، ما يعني تحرُّرك من سلطة الجوع، وإن مررت بأزماتٍ واضطُّررت إلى تجاوز وجبةٍ أو اثنتين فلن تشعر بالذعر بعد الآن.
ابدأ تناولَ الأغذية المحليَّة
ننتقل إلى الخطوة التالية وهي الشراء من المزارعين المحليين، والأسواق التي يبيعون فيها منتجاتهم، يعني ذلك -عمومًا- حصولك على أطعمةٍ أكثر صحة؛ ما يسمح لك أيضًا بدعم سلسلة الإمداد المحلي. صحيح أنَّ تناول الطعام المحلي قد يكون مكلفًا أكثر، ولكنَّه يضمن أنَّك ومجتمعك تمتلكان الوفرة اللازمة لتأمين سلاسل إمدادٍ طويلة الأمد تملأ المحلَّات بالمنتجات اللازمة. فائدةٌ أخرى لتناول الأطعمة المحلية هي الموسميَّة. من خلال تغيير نظامك الغذائي حسب الفصول، فإنَّك تقدِّم تلقائيًّا مجموعةً متنوِّعةً، وتضمن أنَّ جسمك لا يعتمد نوعًا واحدًا من الطعام.
من غير المعتاد في الطبيعة الحصول على الفاكهة والخضراوات نفسها طوال العام، حتَّى أنَّه من غير المعتاد الحصول على كميَّة الطعام نفسها. باختيار تناول الأطعمة المحلية، ستعزِّز طبيعيًّا مرونتك، وستتكيَّف جيِّدًا مع حياةٍ خاليةٍ من الاعتماد على الأطعمة الأجنبية. إذا لم تستطع زراعتها أو صناعتها في مطبخك، تكون أمام احتمالين: إمَّا أنَّك لا تحتاج إليها، أو لا تريد أن تأكلها. لا تعدُّ الأطعمة الكيميائية المُصنَّعة خيارًا سيئًا صحيًّا فقط، بل تحوِّلك إلى معتمدٍ على سلسلة إمدادٍ واسعةٍ.
استخدم نقودًا حقيقيَّةً
عندما تعتمد على العملات الورقية التي تصدرها الإمبراطوريات العالمية، فأنت تعطي القوَّة لأولئك الذين يستعبدونك. عندما بدأتُ مهمَّتي في إنشاء حلول السوق الحرَّة من أجل تأمين الحياة والحرية والممتلكات، علمتُ أنَّ النقود هي نقطة البداية. بما أنَّنا نُقدّم طلبًا إلى السجلِّ الاحتياطي الفيدرالي ، فنحن نُعزِّز نفوذ من سيسلبنا حقَّنا في الاستقلالية الديمقراطية الحقيقية، فهم يستطيعون طباعة نقودٍ من لا شيء بالكميات التي يريدونها، ويستخدمونها لشراء وسائل الإعلام، وشركات التكنولوجيا، وجميع وسائل الإنتاج. نحن من نعطيهم هذه القوَّة باعتمادنا على أموالهم.
يعدُّ الذهب والفضَّة أكثر أشكال النقود لا مركزية لأنَّهما عندما يكونان في حوزتك، ليس لأحد غيرك حريَّة التصرُّف فيهما، وحتَّى لو لم تستطع مقايضة الذهب والفضَّة ببضائع وخدمات، يظلُّ بإمكانك الادِّخار بقطعٍ نقديَّةٍ حقيقيَّةٍ.
أُوجدت العملات المشفّرة مثل بيتكوين لتكون خيارًا بديلًا عن العملة المحلية. تمتلك هذه العملات قواعد ثابتةً تطبِّقها جميع المجتمعات العالمية، وتمتاز بالندرة مثل الذهب والفضَّة، وبسهولة النقل إلى أيِّ مكانٍ في العالم في غضون دقائق بخلافها. من المثير للاهتمام أكثر أنَّه يمكن تخزينها في الدماغ عبر تذكُّر الرمز. تتحدَّد قيمة البيتكوين في ضوء حجم طلب المجتمع، وفي هذا المعنى لا تختلف هاتان العملتان عن الذهب والفضَّة إلا في أنَّ الذهب والفضة قد قيَّما المعادن منذ زمنٍ طويلٍ. تعدُّ أهمّ سلبيات العملات المشفَّرة اعتمادها الأساسي على تكنولوجية معقَّدةٍ، وعلى بنيةٍ تحتيةٍ مركزيةٍ للإنترنت بشكلٍ كبيرٍ؛ ما يجعلها في الوقت الحالي صعبة الفهم على الناس.
تماشيًا مع روح توزيع المخاطر تستطيع تحسين درجة استقلاليتك بامتلاك حافظةً ماليةً منوَّعةً من الفضَّة والذهب والبيتكوين وعملاتٍ مشفَّرةٍ أخرى؛ ما يعطيك حريَّةً ماليةً أكبر.
الاستقلالية المالية من الديون
الدَّين هو خلاف الثروة، لذا يجعلك رهينًا لتدفُّقات العائدات المستقبلية لسداد الدين، حتَّى أنَّ الاستدانة من أجل الاستثمار تعود بالنفع على مسألة سداد الدين. يضخِّم هذا النفع من التذبذب، وحالة عدم الاستقرار. مع وجود منفعةٍ كافيةٍ، قد يقضي تغيُّر بمقدار 1% في القيمة السوقيَّة على جميع أرصدتك. لا تقرض ولا تقترضفالأوَّل خسارة القرض والصديق..والثاني يضعف الحالة الاقتصاديَّة.
كما قال شكسبير:
ابتعد عن الاقتراض أو الإقراض لأنها تعاملاتٌ تجعلك تخسر المال والأصدقاء في وقتٍ واحد
يضعف الاقتراض من القوَّة الاقتصادية المصطلح الذي لا نوليه الاهتمام اللازم في وقتنا الحالي، ويقصد به إدارة الموارد أو الرعاية الصحيَّة والحفاظ عليهما والزراعة وتغذية المحاصيل الزراعية والحيوانات، فالاقتراض مؤشِّرٌ كبيرٌ إلى انهيار نظام الحياة دون أن يكون معتمدًا على نتيجة الاعتماد على الآخرين.
عندما تقترض من الآخرين، يعني أنَّك تحمِّل نفسك الأخطار العشوائية للكون مقابل وعد الآخرين بدفع دخلٍ ثابتٍ لهم، ومع مرور الوقت ينشأ تحوُّلٌ وحيد الاتِّجاه من الغنى والنفوذ لصالح الدائنين. عندما تقرض آخرين، فأنت تضعفهم من خلال تمكين اعتمادهم عليك، والمثير للسخرية، أنَّ القرض ذاته قد يجعلك معتمدًا عليهم أيضًا.
قال رجل الأعمال بول جيتي ذات مرَّةٍ:
“إذا كنت مدينًا للبنك بـ 100 دولارٍ فهي مشكلتك، أمَّا إذا كنت مدينًا للبنك بـ 100 مليون دولارٍ فهي مشكلة البنك فلا تقلق”
فتقديم قرضٍ تتجاوز قيمته قدرتك على خسارته، أو تقديم قروضٍ كبيرةٍ بالنسبة إلى الفرد قد تحوِّلك إلى معتمدٍ على القروض بدلًا من طرائق أخرى متنوِّعةٍ.
ترتبط فكرة الاقتراض غالبًا بالنقود. على أيِّ حالٍ النقود هي السلعة الأكثر رواجًا وتداولًا، يعدُّ استئجار منزلٍ واقتراضه الأمر ذاته، ومبلغ الإيجار هو الفائدة، ولكن الاختلاف الأساسي بين استئجار منزلٍ والاقتراض لشراء منزلٍ هو تجنُّب مخاطر التقلُّبات في السوق؛ فمالك العقار يمتلك رصيدًا ولا يخشى الإفلاس (على فرض أنَّه لم يقترض نقودًا لشراء المنزل).
تجنّب الديون
من أجل تجنُّب الديون، يجب على المستأجرين ألا يستأجروا شيئًا مدةً زمنية لا يستطيعون تحمُّلها، فإذا كنت تريد استئجار منزلٍ بإيجار 2000 دولارٍ شهريًّا سنةً كاملةً، فعليك أن تأخذ بحسبانك أن يكون لديك مسبقًا 24.000 دولارٍ ليكون مبلغًا فائضًا عن الحاجة، أمَّا القيام بخلاف ذلك فيعني أنَّك تغامر وتريد الاعتماد على السيولة النقدية المستقبلية، وخطر اللجوء إلى الاستدانة، إذا كان معك مبلغ 2000 دولارٍ فقط، فعليك الاستئجار شهريًّا، أو اختيار بيتٍ بإيجارٍ متواضعٍ حتَّى تمتلك مدَّخراتٍ كافيةٍ. إذا فضَّلت الاستئجار شهريًّا بإيجارٍ عالٍ، فسيظلُّ استئجار منزلٍ مؤشِّرًا إلى احتمالية أن تكون غير مستقلٍّ، وإذا كنت ستصبح مشرَّدًا في نهاية عقد الإيجار، تكون لا تزال غارقًا في الديون. إذا استأجرت مكانًا شديد التواضع حتَّى تمتلك إحداها مباشرة، فأنت تزيد درجة استقلاليتك.
الاستقلالية في الطاقة الكهربائية
تحقِّق استقلاليتك أيضًا عبر إنتاج حاجتك من التدفئة والكهرباء والمياه، فنحن وصلنا إلى مرحلة أصبحت فيها الكهرباء عصب وجودنا برمته، ونعدّ وجودها من المسلّمات فلا يستطع معظمنا بغيابها القيام بأعماله ووظائفه، وتتجمَّد منازلنا، وتتفجَّر الأنابيب داخلها، ولا نستطيع ضخَّ المياه أو التخلُّص من الصرف الصحي، ولا تهوية المنازل أو تبريدها، ولا الوصول إلى النقود أو التواصل مع الأصدقاء، فعالمنا برمته يعتمد على كهرباء رخيصةٍ وموثوقةٍ.
إذا كنت تخطِّط أن تحيا باستقلاليةٍ، تحتاج إلى إيقاف اعتمادك -بصورةٍ منتظمةٍ- على محطَّات الطاقة أيَّامًا أو شهورًا أو سنواتٍ فإن لم تجرِّب الحياة دون وجود محطَّات الكهرباء، قد ينتهي الحال بك إلى بناء تبعيَّةٍ خفيَّةٍ في جوهر حياتك. تتَّسم عملية إنتاج و/أو تخزين الكهرباء بالتكلفة العالية؛ لذلك يجب أن يكون التركيز الأساسي على تقليل اعتمادك على الكهرباء بالدرجة الأولى. على سبيل المثال قد يقلِّل عزل المنزل من حاجتك إلى إنتاج الكهرباء وتخزينها، من ناحيةٍ أخرى الكهرباء هي “الغاية النهائية”، أمَّا العزل فهو فقط وسيلةٌ لتحقيق الراحة، وتيسير الأمور في فصلي الشتاء والصيف.
يشبه إنتاجك للطَّاقة الاستثمار في أرصدةٍ مُدرَّةٍ للدخل مُعفاةٍ من الضرائب! أردِّد دائمًا أمام الآخرين العبارة الآتية: “اكسب دولارين وادَّخر دولارًا”. إذا كان عليك فاتورة كهرباء بقيمة 200 دولارٍ، فيجب أن تجني مبلغ 400 دولارٍ قبل الضرائب لسداد الفاتورة، وإذا استثمرت في ألواحٍ شمسيَّةٍ قادرةٍ على إنتاج طاقةٍ بقيمة 200 دولارٍ، يعني أنَّها تقدِّم لك فعليًّا بقيمة 400 دولارٍ.
الطاقة الشمسية
إذا أنفقت مبلغ 30.000 دولارٍ لتثبيت نظام طاقةٍ شمسيَّةٍ بطاقة 10 كيلو واط لتعويض فاتورةٍ بقيمة 250 دولارٍ؛ يدَّعي الخبراء المثاليون عندئذٍ أنَّ إنتاجه يصل إلى نسبة 10% ويعوَّض ثمنه في غضون عشر سنواتٍ. على أيِّ حالٍ إذا دفعت نسبة 50% ضرائب دخلٍ فعليك أن تجني 500 دولارٍ شهريًّا، يعني هذا أنَّ الألواح الشمسية ستعوِّض ثمنها خلال خمس سنواتٍ، وتبقى صالحةً للاستخدام طوال 20 عامًا، ويعني هذا وجود نسبة 20% معدَّل عائداتٍ لاستثمارٍ بأقلِّ معدَّل خطورةٍ ممكنٍ. خلال السنوات تلك يرجَّح أن يرتفع سعر الكهرباء (المقدر بالدولار) بمقدار ضعفين أو أكثر، وليس ذلك فقط، ولكن إذا احتجتَ أن تبيع تستطيع بسهولةٍ استعادة الاستثمار.
يركِّز معظم المشترين على السيولة النقدية الشهرية، لذلك إذا كان المنزل يوفِّر مبلغ 250 دولارًا شهريًّا فما يخصُّ استهلاك الكهرباء، يستطيعون تحمُّل دفع 250 دولارًا زيادة عن مبلغ الإيجار (أو لا سمح الله) الرهن. يستفيد غالبية الأفراد الذين يشترون ألواحًا شمسيَّةً من أنظمة الكهرباء التفاعلية، ويطبِّقون نظام قياس الاستهلاك الصافي. صحيح أنَّ هذه الطريقة تحرِّرك من فواتير الكهرباء، ولكن لا تحرِّرك من الاعتماد على محطَّات الكهرباء لأن استثمارك فقط كان في إنتاج الطاقة وليس في تخزينها المكلف، ولكن تقلُّ تكلفته سنويًّا. قد يكلِّف تركيب نظام تخزين طاقةٍ بقدرة 10 كيلو واط مثلًا ضعفي تكلفة تركيب نظام إنتاج الطاقة. يعني ذلك أنَّ الخروج عن شبكة الكهرباء في منزل بكهرباء 10 كيلو واط، قد يكلِّفك 100 ألف دولارٍ. من سوء الحظِّ أنَّ الاستثمار في الخروج عن محطَّة الكهرباء لا يعود بمنفعةٍ عدا الاستقلالية.
قد يحتاج معدل العائدات “النقدي” الخاص بنظام الخروج عن محطَّة الكهرباء إلى 20 عامًا لاستعادة نقودك في الوقت الذي يُرجَّح فيه أن يحتاج النظام -في معظمه- إلى التبديل.يبدو الأمر منطقيًّا أن تكون تكلفة الخروج عن محطَّة الكهرباء “على المدى الطويل” مشابهةً لتكلفة البقاء على المحطَّة.لو كان الخروج عن المحطَّة أقل كلفة، لكان على شركات الكهرباء أن تُخفِّض أسعارها، أو يفعل الجميع ذلك.أحد حلول تخفيض تكلفة الخروج عن محطَّة الكهرباء يكون عبر تخفيضك عدد مرَّات تخزينها باستخدام الطاقة فقط في مدة سطوع الشمس واستخدامك بطاريةً صغيرةً عندما تكون الشمس لإنارة المنزل ليلًا. عندما تنتج طاقتك، ستكون قادرًا على إنارة كلِّ ما تريد، وإذا ضخت إلى خزَّانٍ بضغطٍ ضخمٍ طوال اليوم؛ فلا حاجة إلى استخدام البئر ليلًا.
ازرع حديقتك
ربَّما تكون زراعة جميع أنواع الغذاء الذي تحب مضيعةً للوقت، لكنَّها الخطوة الأخيرة في اتِّجاه تحقيق الاستقلالية شبه التامَّة؛ فعندما تزرع أنت تؤدِّي أعمالًا في وقتٍ يفضِّل فيه الغالبية أن يوكلون تلك المهمَّة إلى المختصِّين في إنتاج الأغذية، ولكن حتَّى لو لم تزرع كلَّ ما تأكل تظلُّ معرفة الطريقة أمرًا مفيدًا جدًّا لك. يشبه الاحتفاظ بحديقةٍ صغيرةٍ الذهاب إلى النادي؛ وتحافظ الحديقة على عضلاتك التي تحتاج إليها في الزراعة. فهذه المعرفة البسيطة إذا ساء الوضع تحميك وتمكِّنك من إنتاج غذائك بنفسك.
الخاتمة
بتغيير نفسك وعاداتك من أجل زيادة استقلاليتك إلى الحدِّ الأقصى، فأنت تزيد قدرتك على قول “لا” عند التفاوض على اتِّفاقية سلامٍ بينك وبين مجتمعك. كيف يستطيع أحدٌ أن يخوض حربًا لنيل استقلالٍ إذا لم يمتلك سلسلة إمدادٍ مستقلَّةٍ من أجل تأمين ضروريات الحياة؟
المصدر: الفصل الأخير من كتاب نحو كائنات متساوية لدانيال لاريمر