ميرهام محمود
ميرهام محمود

د

حرية الخسارة

السباق اليومي الذي نخوضه خلال حياتنا، من لحظة الاستيقاظ حتى لحظة النوم يعطينا شعور دائم بالحاجة إلى الانتصار في هذه المعركة، بأن نكون دائماً الأول والأفضل في كل شيء، وفي الحقيقة فإن هذا يضع عبئا رهيباً فوق كاهل الإنسان ويجعله على استعداد للتضحية بكل شيء في سبيل اثبات ذلك لنفسه وللأخرين. نحن نجري في هذه الحياة كمن يحاول أن يقطع مسافة لا نهاية لها، حاملاً عددا مهولا من الاشياء في نفس الوقت وعليه ألا يسقط إحداها أبدا حتى لا يشعر بالخسارة… ولكن هل فكرت من قبل إذا كان شعور الخسارة حقا بهذا السوء؟ أحيانا الخسارة تخفف عنا الأثقال التي كنا نحملها طويلا على أكتافنا، وتنزع الخوف الذي كان دائماً بالقلب من خسارة تلك الأشياء. فلقد خسرناها بالفعل! هناك أوقات في حياتنا نسقط بها إلى القاع، بل ونلمسه بأيدينا، ولكني عندما أمر بذلك أقول لنفسي هل هذا سقوط فعلا؟! وهذه ليست دعوة ساذجة للتفاؤل، فأنا لم أكن أبدا شخصية متفائلة، بل وأراه أحيانا سذاجة لإيماني الشديد بأن توقع أسوأ سيناريو للأحداث هو أفضل مخفف للصدمة إذا وقع فعلا… أما إذا لم يقع؟ حسنا فسأشعر بالسعادة لأن شيء جيد قد حدث، ولكن في الحقيقة هذا الكلام هو تشجيع على نظرة أخرى لأحداث حياتنا التي ربما نحيد خلالها عن الطريق قليلا لنكتشف أننا كنا نمشي بالطريق الخاطئ أو ما لا يناسبنا، وأننا عندما اصطدمنا بذلك القاع فربما نستطيع ضربه ليعطينا دفعة إلى الأعلى…