أسماء آل عبدالله
أسماء آل عبدالله

د

لا تعطني سمكة ولا تعلمني كيف اصطاد!

لطالما كُنت شخصاً محارباً فيّ الحياةّ!، عنيّدة ولا أثقُ بشيءٍ سوى برأيي بأفكاري بما أرغب فيه، عنّيدة لدرجةِ أنني كُنت أُحبُ أن أعيشَ بنفّسي خلال كُلِ تجّرِبة وأن أتقَبلها بكُل ما تأتينِي به، حتى أنني كتبتُ يوماً (لا تعطني سمكة ولا تعلمني كيف اصطاد ، سأجد طريقي الخاص بي وحدي كما وجدت طريقك، احتفظ بسمكتك وسنارتك ودعني أبحر).

لم يتغير ذلك تماماً، ولكننّي بدأتُ بالأخذِ بأهميةِ الاطلاعِ على تجاربِ الاخرينّ عندما قرأتُ يوماً هذا المثلَ الإنجليزيّ المتَرجَم لتوماس إديسون: ” ابدأ من حيث توقف الأخرون”. بدأتُ حينها بالبحثِ عن تجارِب الآخرينّ و بدأتُ أَتَطَلّعُ لآفاقٍ مختلفةٍ وجديّدة، فحينما نتطلعُ على تجاربِ الآخرينْ، فذلكَ يختصرُ علينا منَ الوقتِ ويفيدُنا بشكلٍ أكبّر فكل شخصْ يعيّشُ تجاربهُ الخاصْة بشكلٍ مختلف، وعليّنا أنْ نعيشَ التجاربّ تِلو التَجاربّ تِلو التجاربّ فذلكَ وحدهُ أفضّل معلمٍ لنا خلالَ رِحلتنا لأهدافنا.

وهناكَ نُقطة أُخرى مهمّة لابدّ منْ ذِكرها، وهي تلك القِصة الظريفة التّي تحكي أن غزالاً كانت على وشكِ عبورِ النهرِ، وعندما وجدتْ زرافة تقومُ بالفعلِ بعبورِ النهرْ فكرتْ أنْ تسأَلَها عن عُمق النهرْ؛ من أجلِ أن تعرف هل ستتمكن من عبورهِ أم لا، أخبرَتها الزرافة أن النهر لا يكاد يصل إلى رُكبتها، فاطمأنّت الغزال لذلك وحيّنما بدأت بعبورِ النهرِ أوشكتّ على الغرق!، على كُل حال أنا لم أذكر هذه القصة لأخبركُم الحِكمة المعتادة! – أن الماء بالنِسبة للّزرافة كان مناسباً ولكن للغزال غطى ركبتها وحتى رأسها وغرقت! – بل أريدُ أن أقول ” ماذا لو كُنت أنتَ الزرافة والغزال هي من عبرَت أولاً ” هنا تكمنُ واقعيّة بعض من تجاربِنا في الحياة، هنا تكمنُ القيمة الحقيقّية بألا تأخُذ تجاربّ الاخرين كتنبؤ لتجربتكّ، ألا تستسلم ولا تتوقفْ لأن أحداً ما فشّل بذلك أو أخبركَ أحدهم أن فكرتَك ليست ناجِحة!

أفكارنّا وأهدافنّا وأحلامنّا هي نجوم، لكنها مجرد نجوم في السّماء، حتى نؤمن بها تماماً حينها فقط نمنحها الضّوء والقُوة، اعتبرها تلك الجنيات كما في فيلم “بيتر بان” عندما تؤمن بها تصبح قوية وعندما تنكرها تضُعف وتموت.!