سارة الشافعي
سارة الشافعي

د

أن تقتل أعزاءك!

«Kill your darling» مصطلح سمعته منذ فترة طويلة جداً ولم أتخيل أن أتفق معه بهذا الشكل يوماً من الأيام ولكن حدث ما حدث.

القصد من المصطلح التخلص من أي علاقة سامة تستهلك وقتك وحماسك وتتركك بلا طاقة على الإطلاق. أحباء، أقرباء، عائلة أو حتى طعام أي كان يجب عليك التخلص فوراً من هذه الرابطة حتى تستطيع المواصلة وتتخلص من ضغط وضعته بنفسك على عاتقك.

لكل منا عزيز يجب عليه أن يتخلص منه في وقت من الأوقات. ومعظمنا يرى في الأغلب ما هو مقدم عليه ولكن للحظات نظن أننا قادرين على تحمل الضغوط والكراهية التي نتعرض لها من الأشخاص في سبيل تخلصيهم من الألام التي يتعرضون لها، ونرى أن الضغط الذي وقعنا تحته ثمن بخس لما هو أت، ولكن في واقع الأمر نتجاهل حقيقة أن هناك أناس تتغذى وتحيا على ما نقدمه بلا خطة بديلة. دائرة مفرغة ندور فيها ونحن نسعى لتعديل ما لا يمكن تعديله بسبب حبنا لهولاء الأشخاص وهم عالمين تمام العلم بحبنا لهم مما يجعلهم مستمرين فيما يفعلوه.  حتى تصفعنا الحقيقة على وجهنا لندرك أن علينا أن نقتل أعزائنا في مرحلة من المراحل، أو يعود ما نقدمه غير كافي لهؤلاء الأشخاص ويصير الوضع ممل بالنسبة لهم فيرحلوا تاركين ورائهم فوضى عارمة لا تنتهي إلا باقتناعك التام بإنك يجب أن تتخلص من هذه الرابطة وهذه العلاقة وأن تبدأ من جديد مع أناس يقدرون ما تقدمه.

قد نكمل في هذه العلاقات على أمل أن نسمع كلمة طيبة من هؤلاء الأشخاص أو على سبيل التشجيع الذي لا نجده أبداً مع هذه الفئة، بعضنا يفتقر للثقة بنفسه ولا يستطيع أن يحيا بمفرده، لذا يبحث عن شخص أخر ليخبره بما عليه فعله وبما عليه قوله، إلخ! في الطبيعي لا يستمتع الأشخاص بهذا الأمر ولكن في حالتنا يستمتع البعض بممارسة السلطة والسيطرة وإستنزاف الطرف الضعيف لأخر رمق، ثم يبحث عن أخر ليمارس ألعايبه المرضية عليه بعدما ينتهي وهكذا.

في النهاية وحدنا نستطيع أن نخرج أنفسنا من هذا الدائرة أن نعرف متى نترك هذا القصة بدون البحث عن خاتمة لن تحدث أبداً، ووحدنا نعرف القيمة الحقيقية لأنفسنا ونعرف ما نستحقه حتى لو لم نصارح أنفسنا بهذا. ووحدنا نعرف الأعزاء الحقيقين الباقين معنا، ونعرف متى يجب أن نقتل أعزائنا ونمضي قدماً لنكمل حيواتنا في سلام نستحقه.