مدونات أراجيك
مدونات أراجيك

د

لماذا عليك الدراسة في الخارج؟ – تجربة شخصية

تدوينة: محمد قطيط

يعتقد الكثيرون أنّ الدراسة في الخارج هي أقرب ما يكون إلى إجازة طويلة في دولة أجنبية، لكن الواقع غير ذلك. الدراسة في الخارج هي أكثر بكثير من مجرّد صور ودردشات على حسابك الخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، فما يبدو وكأنه نمط حياة لأحد المشاهير، هو في الواقع تجربة مميزة ذات أثر عميق وبعيد المدى على الطلاب الذين يتخذون القرار بخوض هذه المغامرة. حيث أشارت العديد من الدراسات المختلفة إلى النتائج الإيجابية المترتبة على دراسة الطلاب في بلد غير بلدهم الأم.

لعل أبرز الإيجابيات تتمثل في:

تطوير مهارات حياتية مختلفة

بالنسبة للبعض، يعتبر الانتقال من منزل العائلة للدراسة في مدينة أخرى، نقلة نوعية بحقّ ولا شكّ أن الكثير من الطلاّب قد قاموا بهذه النقلة أثناء مرحلة البكالوريوس، لكنّ السفر والعيش في دولة أخرى يعتبر أمرًا مختلفًا تمامًا. قد تكون في البداية تجربة مخيفة بعض الشيء وترهب الشباب، إلاّ أنها مع ذلك ستسهم في تطوير شخصيتك وإكسابك مهارات لا يمكنك الحصول عليها من الكتب فقط. كمهارات التأقلم، حلّ المشكلات، ومهارات التواصل. فعندما تنتقل إلى بلد جديد، فأنت بحاجة لأن تبني حياتك من الصفر، عليك القيام بأمور متعددة كالعثور على مسكن مناسب، وفتح حساب بنكي والتسجيل في التأمين، بالإضافة إلى التعامل مع العديد من المؤسسات الحكومية. لكلّ دولة خصوصيتها وتحدّياتها التي تختلف عن غيرها بدءًا من اللغة ووصولاً إلى القوانين والقواعد المختلفة التي قد تكون غريبة بعض الشيء. أحيانًا قد تكون تكاليف الدراسة مرتفعة ممّا يضطرّك للبحث عن عمل أيضًا. ومن دون وجود العائلة التي قد تقدّم لك الإرشاد والنصح، فستكون الحياة أصعب بعض الشيء لكن هذا بالضبط ما سيعمل على تطوير مهاراتك وشحذ شخصيتك لتصبح مستقلاَ وفعالاً.
يعتقد أن السفر لمرة واحدة للدراسة في الخارج كفيل بجعلك ترى كلّ التحديات أمرًا بسيطًا. وهو أمر منطقي بلا شكّ فعندما تطوّر مهارات “البقاء” لن يصعب عليك شيء آخر. وستصبح قادرًا على تحمّل المسؤولية والاستقلال بذاتك كما حلمت دائمًا أن تفعل.

تجربة ممتعة وفرصة للحصول على أصدقاء جدد

فأحد أجمل الأشياء التي قد تحصل عليها في الحياة هي الأصدقاء الحقيقيون. وتجربة ثقافات جديدة هو أمرٌ لا يُقدّر بثمن والقيام بذلك خلال الدراسة يمكّنك من بناء صداقات طويلة الأمد مع السكّان المحليين وغيرهم من الطلاب الدوليين نظرًا لتوافر الوقت الكافي للعيش في البلد ورؤية مختلف جوانبه الثقافية.

فرصة لتخلق شخصية جديدة بلد جديد

أناس جدد وشخصية جديدة! هذه إحدى ميزات الدراسة في الخارج، الدراسة في الخارج هي بداية جديدة. صفحة بيضاء يمكنك أن تملأها بما تشاء من التجارب والخبرات الجديدة. إذا كنت خجولاً، فهذه هي فرصتك لتخرج من قوقعتك، تريد أن تترشّح للانتخابات الطلابية؟ افعل ذلك واصعد على المنصّة وتحدّث إلى الجمهور، كما يمكنك أيضًا أن تعرض فكرة مشروعك على لجنة من الحكّام، تلك الفكرة التي تؤمن بها ولم يشجّعك أحد في بلدك على تنفيذها. لا شيء أفضل من فعل كلّ ما كانت بيئتك المحيطة تمنعك من القيام به، إنها فرصتك للمضي قدمًا نحو تحقيق أعظم طموحاتك.

فرصة للحصول على وظيفة في المستقبل

تشير الدراسات الواحدة تلو الأخرى، أنّ أولئك الذين يتمتّعون بخبرة دولية يتمتّعون بالأفضلية للحصول على وظيفة بعد تخرّجهم، فضلاً عن أنّ معدّل دخلهم سيكون أفضل بكثير مقارنة بأولئك الذين لم يشاركوا في أنشطة دولية. ليس هذا وحسب، هناك العديد من الدول التي تتيح للطلاب إمكانية العمل بعد التخرّج وتوفّر لهم فرص عمل قد لا تكون متوافرة في بلدانهم الأصلية. هناك بلا شكّ ميزات أخرى للدراسة في الخارج، لكن ممّا لا شكّ فيه أن الدراسة في بلد آخر غير بلدك الأم سيعود عليك بالنفع وبالعديد من الآثار الإيجابية والمهارات التي لا يمكنك الحصول عليها من الكتب أو من الدراسة في وطنك.

عند الحديث عن الدراسة في الخارج فأننا نتحدث عن حلم الكثير من الطلاب، إذ يمثل ذلك فرصة عمر بالنسبة لهم بالنظر إلى ما يمكن أن تُفتح من أبواب أمام الطلاب الذين يحملون شهادات من جامعات ومؤسسات تعليمية دولية وعلى قدر عال من السمعة والكفاءة الأكاديمية.

ليس ذلك فحسب، الدراسة في الخارج تجربة استثنائية تمنح الطالب فرصة للسفر والاطلاع واستكشاف بيئات وثقافات مختلفة، تطوير واكتساب مهارات وخبرات متنوعة، ومعايشة تجربة أكاديمية غنية لم يكن بالإمكان خوضها دون خطوة متابعة الدراسة في الخارج.

ولأن المنح الدراسية التي تقدمها مؤسسات وجهات وحكومات مختلفة من حول العالم للطلاب صارت خيارًا مثاليًا لكل من يسعى للسفر ومتابعة دراسته، وبالتأكيد أنت أحد الطلاب المهتمين بالحصول على منحة، فمن الضروري لك الاطلاع على تجارب بعض الطلاب الذي تمكنوا من الوصول لهدفهم بهذا الشأن.

هنا سنتعرف على تجربة شخصية في الحصول على المنحة الهنغارية لمتابعة الدراسات العليا في جامعة «Szent Istvan» في هنغاريا. نتعرف على تجربة البحث عن المنحة المناسبة ثم القبول.

1- بدايةً، كيف بدأت البحث وما الخطوة الأولى التي اتخذتها؟

في الواقع بدأت البحث في موضوع المنح الدراسية عام 2013، كنت آنذاك في المرحلة الجامعية الأولى، كان حلمي الحصول على منحة لأستطيع السفر واستكمال الدراسات العليا في الاقتصاد وإدارة الأعمال.

من خلال الاطلاع والقراءة والتمحيص بالمواقع، ومن خلال التقديم للعديد من المنح ومراسلة أساتذة جامعات في بلدان مختلفة أصبح لدي خبرة جيدة في هذا الموضوع، فانتقلت لمرحلة أصبحت فيها أدرب الطلاب على كيفية التقدم لمنحة ما، الطرق المثلة لمراسلة أستاذ جامعي، وكيفية كتابة مقترح بحثي وما إلى ذلك. قدمت محاضرات وورشات عمل من هذا النوع في عدة مراكز تدريبية.

لاحقًا بدأت الاطلاع على المنحة الهنغارية وبدأت البحث فيها بشكل مفصل، واطلعت على تجارب طلاب سابقين مع هذه المنحة، وراسلت العديد من الأساتذة الهنغاريين، على الرغم مما هو ومعروف عن صعوبة التواصل مع أستاذ هنغاري ليوافق على مقترحك البحثي بسهولة.

2- ما هي أبرز العقبات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟

شروط المنحة، مثل شهادة اللغة ورسالة الدافع ورسائل التوصية، كان من الضروري الاهتمام برسالة الدافع وكتابتها بشكل احترافي دون استخدام أي نماذج شبيهة من الإنترنت، لذلك قمت بكتابتها بشكل شخصي، وأشرت فيها للعديد من النقاط الهامة، كرؤيتي للمقترح البحثي للدكتوراه، وكيف سأقوم بإنجازه، كما أشرت الى اطلاعي على الثقافة الهنغارية وأني التقيت مع عدد من الطلاب الهنغاريين خلال مدة إقامتي في ماليزيا.

أيضًا أشرت لسبب اختياري للجامعة، فهو موضوع مهم وتركز عليه لجان القبول في المنح عادةً، ذكرت أن الجامعة يدرس بها عدد من الطلاب اليابانيين، وبأني مطلع بشكل جيد على ثقافتهم وتطوعت سابقًا مع احدى المنظمات اليابانية وهذا ما سيحفزني على زيادة التواصل مع باحثين وطلاب بشكل أكبر ضمن الجامعة.

3- برأيك، ما هي أبرز نقاط القوة لديك والتي ساعدت في قبول طلبك؟

أعتقد أن عامل التطوع والمساهمات المجتمعية هو من النقاط التي ساعدتني في الحصول على المنحة. كنت تطوعت على مدى 5 سنوات في عدة مجالات (طبية – تعليمية – ثقافية وغير ذلك) وفي عدة أماكن سواء داخل سوريا أو في الخارج.

أيضًا كنت نشرت بحثين علميين خلال مرحلة الماجستير وكان لذلك دور كبير بحصولي على منحة الدكتوراه في جامعة «Szent Istvan» كما أن المقابلة الشخصية ومراسلة الأساتذة الجامعيين يعتبران من العوامل الهامة جدًا، قمت بمراسلة 13 أستاذ هنغاري، وصلني رد من اثنين منهم فقط بمنحي موافقتهم للإشراف على بحث الدكتوراه.

4- ما هي نصائحك لمن يسعى للحصول على منحة دراسية؟

  • كل منا لديه ما يميزه ويجعل منه شخصًا مختلفًا عن الآخرين. مهما كان هذا الشيء الذي يميزك، استثمره في صياغة طلب يجذب انتباه مراجعي طلبات المنح.
  • تذكر بأنه لا يوجد حدًا لعدد الخبرات التي يمكنك ذكرها حتى تُظهر تنوعك وتفردك.
  • ركز على اللغة والبحث العلمي، هناك العديد من المواقع والمنصات المجانية التي توفر ذلك وبشكل مجاني.