إبداع الطب في الحضارة الإسلامية
5 د
تمحور هدف الطب في الإسلام حول ما جاء بالقرآن والسنة فيما يخص أهمية الاعتناء بالمرضى وتخفيف آلامهم. ونرى الطفرة الملحوظة في البحوث الطبية بالحضارة الإسلامية عملًا بما جاء في الحديث الشريف بأن الله لم يخلق الداء إلا وقد خلق له الدواء. وبينما كانت أوروبا غارقة في الظلمة…صارت ممارسات الطب في البلدان الإسلامية أقرب إلى ما هى عليه اليوم.
البيمارستان
قبل العصور الوسطى، كان الإغريق لديهم ما يدعى “معابد الشفاء”، وكانت الرعاية الصحية بها تقوم على فكرة العلاج بـ “المعجزات” بدلًا من استخدام التحليل العلمي والممارسة الطبية. بدأ إنشاء المستشفيات الإسلامية من القرن الثامن الميلادي وفي ذلك الحين كانت تدعى المستشفى “البيمارستان” وهى كلمة فارسية تعني “بيت المرضى”.
وكانت مستشفى أحمد بن طولون بالقاهرة هى أول مستشفى بالمعنى الحقيقي، وكانت تعالج المرضى وتعطيهم الدواء بالمجان…كما أنها تضمنت قسمًا خاصًا للأمراض العقلية. وفي القرن التاسع كان مستشفى القيروان بتونس يعالج مرض الجذام بينما كان الغربيون يعتبروه إصابة من الشيطان!
موقع المستشفى
حينما تلقى الطبيب العالم أبو بكر الرازي طلبًا لاختيار موقع بناء مستشفى في بغداد، قام بالاستناد على التفكير العلمي وأجرى تجربة علمية. قام الرازي في تجربته بتعليق قطع من اللحم في مواقع مختلفة حول المدينة، وقد وقع اختياره على المكان الذي كان فيه اللحم أقل عفونة وتلفًا حيث كان يعتقد أن المرضى في ذلك المكان سيكونون أقل عرضة لتلف الأنسجة. وقد تولى الرازي إدارة المستشفى بنفسه حيث أجرى معظم أبحاثه التي تركت بصمة في تاريخ الطب الإسلامي.
المستشفى التعليمي
بدأ مفهوم المستشفى التعليمي قبل 800 عام مضت، ومن بين أشهر المستشفيات التعليمية كانت مستشفى النوري في دمشق والتي تأسست بالقرن الثاني عشر الميلادي. كان طلبة الطب يتلقون تعليمهم على أيدي الأطباء الممارسين بالمستشفى، وقد كان تعليمهم يتضمن جزءًا نظريًا حيث يتجمع الطلاب في قاعة كبيرة للقراءة من مخطوطة طبية ليقوموا بعدها بتوجيه الأسئلة لرئيس الأطباء بالمستشفى أو أحد الجراحين. كما شكل الطب السريري جزءًا من تعليمهم أيضًا، فيقوم الطلبة باتباع الطبيب في جولاته على المرضى ويشاهدونه يأخذ التاريخ الطبي الخاص بهم ويوقع الكشف عليهم. ولم يكن يحصل هؤلاء الطلبة على تراخيص بمزاولة المهنة سوى بعد اجتياز الامتحانات العملية والشفوية.
الأدوات الجراحية
الدورة الدموية
كان ابن النفيس أول من فسر كيفية عمل الجهاز الدوري في الجسم على الرغم من أن معرفته كانت غير مكتملة. فقد قال ابن النفيس أن القلب ينقسم إلى نصفين وأن الدم الموجود في النصف الأول للقلب يمكنه أن ينتقل إلى النصف الثاني فقط إذا مر عبر الرئة حيث إن النصفين لا يتصل أي منهما بالآخر بفتحات مباشرة. وأيضًا كان توقع ان النفيس صحيحًا بشأن أن الدم الموجود في الرئة يختلط بالهواء. وعلى خلاف الاعتقاد السائد بشأن أن الشرايين تنبض من تلقاء نفسها، فسر ابن النفيس ذلك النبض بأنه يحدث إثر انقباض القلب ودفعه للدماء في جميع أنحاء الجسم.
طب العيون
التخدير
وبحسب قول ابن سينا فإن المريض الذي يكون في حاجة إلى استئصال أحد أعضاءه لابد أن يشرب خليطًا من العقارات المنومة. وكان المسلمون أيضًا أول من أدخل مفهوم التخدير عبر الشم في عالم الجراحة عن طريق استخدام ما يسمى “إسفنجة التخدير” أو “إسفنجة التنويم”.
الصيدلة
العظام
للحديث عن الاكتشافات والإسهامات العلمية للعلماء المسلمين في الطب والجراحة نحتاج إلى مجلدات ولكن كانت هذه مجرد قبسات لحثكم على البحث فنحن في أمس الحاجة لاستمداد الماضي واستلهامه عزمًا وقوة لا مباهاة وفخرًا لمعرفة الحاضر والانطلاق نحو المستقبل بأمل وثقة.
المصادر
1 3 2
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.