هل يمكن أن تصبح الروبوتات يوماً أذكى من البشر؟
تماماً كما نرى في أفلام الخيال العلمي، هل يمكن أن يأتي يوم يسيطر فيه الرجال الآليون على العالم في المستقبل؟
هل يمكن أن يأتي يوم تصبح فيه الآلات أذكى من صانعيها؟
هل يمكن أن تصبح الروبوتات يوماً أذكى من البشر؟
للإجابة على هذا السؤال علينا العودة للعام 1997 حين لعب بطل العالم في الشطرنج جيري كاسباروف ضد الكومبيوتر الخارق Deep Blue، وانتهت المباراة بأن تغلب الكومبيوتر على بطل العالم في الشطرنج بجولتين مقابل جولة واحدة!
ثم تبعه عام 2011 حين استطاع جهاز كومبيوتر اسمه واتسون من شركة IBM الفوز على شخصين في مسابقة أسئلة تليفزيونية شهيرة اسمها Jeopardy، ثم استخدمت شركة IBM هذا الجهاز الخارق لاحقاً لحل مشاكل في المجال الطبي ومجالات أخرى.
لكن هل يعتبر فوز الكومبيوتر على الإنسان في هذه المسابقات مقياساً لتفوق ذكاء الأجهزة على البشر؟
للإنصاف هذه المقاربة غير عادلة، لأن هذا النوع من المسابقات يعتمد على حجم المعلومات المخزنة وسرعة استعادة ومعالجة هذه المعلومات.
لذا فالسؤال الدقيق هنا هو:
هل تستطيع أجهزة الكومبيوتر التفكير أسرع منا؟
لنبدأ بسرعة الكومبيوتر:
الحاسب الموضح بالصورة أعلاه يعد من أسرع الحواسيب في العالم حيث يوجد في الصين واسمه Tianhe-2، وتبلغ سرعته 33.86 بيتافلوب، أي 33.86 مليون مليار عملية حسابية في الثانية الواحدة (أي 33,860,000,000,000,000)!!
رقم مفزع أليس كذلك؟
لكن كم تبلغ سرعة تفكير الإنسان؟
يصعب إجابة هذا السؤال لأن العلماء غير مستقرين على تعريف كلمة “التفكير” ، لكن أعلى التقديرات التقريبية اليوم هي للعالم كريس ويستبيري من جامعة ألبيرتا، والذي قدرها بنحو 20 بيتافلوب، أي 20 مليون مليار عملية حسابية في الثانية الواحدة.
إذن تنتصر الآلة على الإنسان من ناحية سرعة معالجة المعلومات، لأن أسرع جهاز كومبيوتر في العالم يستطيع أن يفكر أسرع من العقل البشري.. نظرياً على الأقل.
لكن لحظة..
الذكاء ليس سرعة معالجة المعلومات!
الذكاء ليس حتى نوعاً واحداً فهناك الذكاء المنطقي أو الحسابي وهناك الذكاء العاطفي وهناك الذكاء الاجتماعي، فضلاً عن أن الذكاء يشمل أيضاً القدرة على التعلم والتأقلم.
نعم تستطيع أجهزة الكومبيوتر الخارقة معالجة المعلومات أسرع من الإنسان، لكنها غير قادرة على التأقلم والتعلم مثل الإنسان.
يستطيع الإنسان إن وضع في ظروف جديدة أن يستخدم ما يملكه من معلومات وما يملكه من ذكريات في الماضي ليتأقلم مع أوضاع جديدة لم تحدث له من قبل، ليستطيع خلق حلول لم توجد في ذاكرته من قبل.
فعلى سبيل المثال إذا أحضرنا أسرع جهاز كومبيوتر في العالم وسألناه عن ناتج ضرب 435435763 في 23432432 سيأتيك بالإجابة في غمضة عين، ولن يكلفه ذلك سوى أجزاء من الثانية لتنفيذ العملية بكل بساطة! ولكن من الممكن أن يستغرق الإنسان وقتا أطول لإعطاء إجابة.
ولكن إذا سألتك مثلاً هل تستطيع الزرافة حل الكلمات المتقاطعة؟! ستضحك، لأنك تعرف أن الزرافات لا تستطيع حل الكلمات المتقاطعة!
لكن كيف سيجيب أكثر أجهزة الكومبيوتر تقدماً اليوم على هذا السؤال؟
لن يعرف الإجابة، يمكن لجهاز الكومبيوتر الخارق أن يخبرك بعدد الزرافات في العالم وأماكن توزعها (إن كانت هذه المعلومات في ذاكرته)، ويمكنه أن يخبرك بتشريح الزرافة وتكوينها وتاريخها. ويمكن لنفس هذا الجهاز الخارق أن يقوم بحل الكلمات المتقاطعة مهما بلغ تعقيدها في لحظات معدودة، لكنه لا يستطيع الربط بين الزرافات والكلمات المتقاطعة لأن صانعيه لم يبرمجوه على ذلك، ولا يستطيع هو برمجة نفسه على ذلك.
في عام 2009 قام العلماء في جامعة كورنيل بعمل برنامج يراقب ويحلل حركة بندول الساعة، وباستخدام أدوات أساسية برمجها العلماء داخله استطاع البرنامج خلال يوم واحد أن يستنتج قوانين الفيزياء الأساسية!
استطاع البرنامج في يوم واحد أن يستنتج ما استغرقنا نحن البشر آلاف السنين لاكتشافه. لكنه فعل ذلك فقط وفقط بواسطة الأدوات التي قام صانعوه بوضعها فيه. الآلة تعتمد دائماً على أدوات محددة لتنفيذ مهام محددة .
لكن البرنامج نفسه لا يستطيع أن يطور أدواته ويتأقلم كما يفعل دماغنا.
لكن هل يمكن لعلماء الذكاء الصناعي محاكاة الدماغ؟
المشكلة لا تكمن في قدرتهم على محاكاة عمل الدماغ، بقدر ما تكمن في أننا لا نعلم أصلاً كيف يعمل دماغنا بالضبط، لذا كيف يمكن للعلماء محاكاة شيء لم نفهمه بعد؟!
لكن هل يجب أن يكون الذكاء فقط كما تعمل أدمغتنا؟
هذا ما يفكر فيه بعض علماء الذكاء الصناعي ببحثهم لتطوير نماذج للذكاء تختلف عن أدمغتنا، وهذا ما فكر فيه أيضاً العالم والمؤلف راي كورزويل الذي يعمل مديراً لمهندسي جوجل، والذي تنبأ بأنها مسألة وقت فقط قبل تطوير أنظمة كومبيوتر قادرة على “الوعي الذاتي”، أي أنها ستكون قادرة على تحليل قدراتها الخاصة وتطويرها لتحسين أدائها.
ذهب كورزويل لأبعد من ذلك حين أشعل الجدل في فبراير الماضي بمقال تنبأ فيه أن الروبوتات ستفوق صانعيها ذكاء سنة 2029، أي خلال 15 عاماً فقط!
إذن هل يمكن أن تصبح الروبوتات يوماً أذكى من البشر؟
الإجابة هي أن أحداً لا يملك الإجابة!.. وهو أمر في حد ذاته يدعو للقلق لأنه يعني أننا لا ندرك يقيناً أبعاد ما نصنعه بأيدينا، أو على الأقل تبعاته في المستقبل.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
في الوقت الراهن الروبوتات تتقدم تقدم ملحوظ حتى انها تملك أكثر من ٢٠ تعبير للوجه و تستطيع أن تناقش والتحاور ..
ويمكن أن يشحن نفسه بنفسه عندما تنخفض طاقته فهذه ليست مشكلة
وهي بالطبع لا تتكاثر لكن يمكنها صنع واحد آخر بنفسها في المستقبل
وسيكون روبوت يصنع روبوت
او روبوت يصلح الاخر
ربما الروبوت الآن لا يدري ما يقول فقط ينقل الكلام
لكن في المستقبل ستكون لديها القدرة لتحليل ما تقوله بالظبط.
لا .لان الإنسان هوا من اخترعه وهوا من يستطيع تطويره فقط ولأن الإنسان الالى لايستطيع التأقلم في الوسط الذى يعيش فيه .لان الإنسان اجتماعى بطبعه ولديه مشاعر واحاسيس ولاتوجدهذه الميزه فى الربوت وحتى ان وجدت لن يتفوق على الإنسان. لان الربوت لن يستطيع التكاثر وإذا اكتسحت الربوتات كوكب الارض ومات كل البشر لن تدوم الحياه لانه لايستطيع التكاثر وحتى اذا تعطلع من سيصلحه اذا توفى الانسان وهناك اسباب اخرى كثيره .لاادرى ما الذى يجعلكم تفكرون هكذا .هل انتم مسلمون .لوكنتم مسلمون لعرفتم ان الله خلق الإنسان ليعمل الأرض ولم يقل الربوت والله يعلم كل شئ ولو كان هذا سيحصل كان قد أخبر به فى كتابه الكريم .ارجوااااااا الرد